ما بعد “الكبر” قصف “زمزم”
مرصد مينا
“دير شبيغل” ليست ورقاً أصفر ولا أسبوعية عابثة، فالمجلة من الاوزان الثقيلة في عالم الصحافة، ولهذا سيكون أمراً بالغ الخطورة أن تنشر تحقيقاً واسعاً عن “زمزم”، وهو الاسم الحركي الذي اطلقه “حزب الله” على مايمكن أن يكون “مشروعاً” لبناء مفاعل نووي في منطقة “القصير” السورية المحاذية للأراضي اللبنانية والتي وضعت يد حزب الله وإيران عليها.. خلاصة ما نشرته “دير شبيغل” يقول بأن المفاعل قيد الإنجاز، وبتعهد “إيراني / كوري شمالي”، فيما ادارته محصورة بـ “حزب الله” و “الحرس الثوري”.
وفق “دير شبيغل” يقع المصنع في منطقة جبلية وعرة المسالك غربي البلاد، على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية، بحسب المجلة التي أكدت ذلك بناء على “وثائق حصرية”، وصور التقطتها الأقمار الصناعية، ومحادثات اعترضتها أجهزة الاستخبارات.
سبق الكلام عن هذا الموقع كلاماً يعود إلى٢٠٠٦ يوم نشرت “ذي نيويوركر” تحقيقاً مفصلاً عن موقع مماثل هو موقع “الكُبر” مستنداً إلى وثائق وصور جوية أما أبرز الوثائق فكانت يوم وصل الموساد الإسرائيلي إلى جهاز كومبيوتر رئيس الطاقة الذرية السورية إبراهيم عثمان، يوم اقتحم الموساد في فيينا الشقة الفندقية التي يقيم فيها الرجل وتمكنوا من الحصول على المشروع برمته وكانت النتيجة اللاحقة “تدمير الموقع”.
آنذاك كان أحد المشرفين على موقع “الكبر” الجنرال الإيراني علي رضى عسكري، وهو بالإضافة لرتبته العسكرية يشغل منصب المستشار العسكري للرئيس الأسبق محمد خاتمي، وقد انشق عن الجيش الإيراني وباع من جملة ما باع أسرار موقع الخبر للمخابرات الأمريكية ومن بعدها قامت الولايات المتحدة بمشاركة هذه المعلومات مع إسرائيل.
واليوم يتشابه “زمزم” مع “الكبر” مما يرجّح ضربة إسرائيلية مدوّية ومع الضربة ستستعاد الأسئلة:
ـ ماذا لو امتلك حزب الله مفاعلاً نووياً؟
وربما سيكون للسؤال وجهاً آخر:
ـ ماذا لو امتلك بشار الأسد القنبلة النووية؟
على ألسنة السوريين من ضحايا بشار الأسد ستكون الإجابة مستندة إلى اللحظة التي امتلك فيها بشار الأسد الأسلحة الكيماوية، وكان قد اختبرها أشد الاختبار على الشعب السوري، وفي الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، ونجا من أي عقاب دولي ممكن أو “حتى محتمل”، فما الذي يعيقه من وضع القنبلة النووية في أفواه السوريين إذا ماشاؤوا تكرار هتافهم:
ـ خبز وحرية؟
أما إذا امتلك “حزب الله” القنبلة، فعلى أي نحو ستكون النتائج؟
ستكون باحتلال ما تبقى من سوريا، وباستكمال وضع اليد على لبنان، لتكون المحصلة توأمة ما بين بشار الأسد وحزب الله، الضامن فيها “حزب الله” والأداة بشار الأسد، وكليهما يشتغل لحساب “الولي الفقيه”، بما يجعل “مفاعلاً نووياً سوريا”، غرفة جانبية من المبنى النووي الضخم الذي يبنيه “الولي الفقيه” في أراضيه الإيرانية، وبالنتيجة سيحيل سوريا إلى مستعمرة إيرانية استكمالاً لامتلاك الإيرانيين نصف أسواق دمشق، وأجزاء واسعة من شمال غربي سوريا.
كل ماعلى السوريين الآن فقط، هو :
ـ التخيل.
فقط تخيل كيف كان يمكن أن تسير الحرب الأهلية السورية لو كان الأسد لديه أسلحة نووية.. بعد كل شيء، لقد أثبت بالفعل أنه لا يتردد في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
وفيما تبقى بالوسع التخيل.. تخيّل ماذا؟
عند التفكير في توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، يتعين على المرء أن يأخذ بالاعتبار أن عملية عسكرية كهذه تتطلب الكثير من المجازفة، غير أن توجيهها إلى موقع نووي سوري مدار باليد الإيرانية سيكون أمراً بالغ السهولة ودون مخاطر.
وبعد ما هي التوقعات الممكنة؟
ما نشرته “دير شبيغل” سيكون التمهيد لهذا القصف، ولابد:
ـ سيرتاح العالم من احتمالات حماقات الأسد، والبشاعة الإيرانية التي لاترى إنقاذاً للبشرية سوى بخراب البشرية.