ما سر الجدار الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة؟
مرصد مينا
تقوم مصر ببناء منطقة عازلة على مساحة 20 كيلومتر مربع، قرب حدودها مع قطاع غزة، وفقا لتقارير صحفية، فيما قال مسؤولون مصريون إن المنطقة التي يجري بناؤها يمكنها استيعاب أكثر من 100 ألف شخص، ومحاطة بجدران خرسانية.
وأضاف المسؤولون، وفقت لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن بناء تلك المنطقة يأتي وسط مخاوف من أن يؤدي التوغل العسكري الإسرائيلي في رفح، إلى تدفق اللاجئين من غزة.
وتواجه إسرائيل تحذيرات متزايدة من حلفائها ومنتقديها من أن هجومها البري الموعود في رفح، وهو الملاذ الأخير الذي شهد تزايد عدد سكانها 5 أضعاف في غضون أشهر، سيؤدي إلى حمام دم بين المدنيين.
من جهتها ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها أن بناء غامضا يتخذ شكلا غريبا داخل الحدود المصرية مع غزة. وقالت إن جدارا يبنى ويرتفع على الجانب المصري حسب صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها الصحيفة وتظهر مساحة واسعة من الأرض جرفت ويتم بناء الجدار كمنطقة عازلة بين مصر ورفح، في جنوب غزة والتي تحتشد بأكثر من مليون شخص شردوا من مناطق شمال ووسط قطاع غزة.
وتكشف الصور بوضوح عن منطقة معلمة في جنوب معبر رفح، وبدأ العمل فيها منذ 5 شباط/فبراير. إلا أن السلطات المصرية التي عبرت عن قلقها من دفع إسرائيل المشردين في القطاع إلى داخل أراضيها، رفضت مناقشة المنطقة العازلة والبناء الجديد.
متحدث باسم الحكومة المصرية قال إن الحكومة تحيل إلى البيانات التي صدرت في الفترة الأخيرة وتتحدث عن تعزيز الحدود بين مصر وغزة. وليس من الواضح إن كانت الحكومة المصرية تبني الجدار لمنع الغزيين من عبور الحدود، وإن كان قد الغرض استخدامه بهذه الطريقة، فسيكون تغيرا في الموقف المصري. بحسب نيويورك تايمز
وبحسب مهندس ومقاول تحدثت إليهما الصحيفة وقدما صورا عن المشروع الجديد، قالا إن الجيش المصري كلفهما ببناء جدار إسمنتي بارتفاع خمسة أمتار وذلك لإغلاق مساحة طولها خمسة أمتار مربعة في الموقع. وأضافا أن العمل بدأ في الخامس من شباط/فبراير. وطلب المقاول والمهندس عدم الكشف عن هويتهما وبخاصة أن السلطات المصرية تقيد نشر المعلومات عن وضع الحدود مع غزة. ومنذ تشرين الأول/أكتوبر وعندما هاجمت حماس إسرائيل والرد الإسرائيلي الانتقامي على غزة، كررت مصر رفضها للمقترحات التي طلبت منها السماح للغزيين الفرار إلى أراضيها لفترة مؤقتة. ويخشى المسؤولون المصريون من تدفق مئات آلاف الغزيين إلى أراضيها بشكل يهدد الأمن القومي.
ويرفض الفلسطينيون المقترحات خوفا من عدم سماح إسرائيل لهم بالعودة مرة أخرى عندما تنتهي الحرب. وتدفق الغزيون في الأسابيع الماضية على مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر، حيث يواجهون نقصا في المواد الأساسية والمساكن المناسبة والخدمات الطبية. وقدر المسؤول في رفح، أحمد الصوفي أن أكثر من 100,000 لاجئ يعيشون في مخيم قرب الحدود.
وأغلقت مصر مثل إسرائيل حدودها مع غزة، وقامت خلال الأشهر الماضية بتعزيز حدودها وحشد القوات العسكرية فيها. وبعد يوم من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقد محافظ شمال سيناء لقاء مع المسؤولين الكبار في المحافظة “لدراسة قدرات المدارس والمساكن والأراضي الفارغة والتي يمكن استخدامها كملجأ عند الضرورة”.
إلا أن نائب المحافظ الجنرال هشام الخولي قال يوم الخميس إنه لا يعرف عن البناء الجديد. ولم يرد المحافظ الجنرال محمد شوشة على المكالمات الهاتفية للتعليق. وقال أحمد عزت، مدير العمليات في الهلال الأحمر المصري والذي ينسق عمليات الإغاثة في غزة إنه لم يسمع بالبناء. بحسب نيويورك تايمز.