ما قبل النهايات
زاوية مينا
النتائج واضحة وإن لم تتضح النهايات بعد، أما عن النتائج فيمكن اختزالها بـ :
ـ عملية رشيقة وقد تكون مذهلة قامت بها حماس بمواجهة الأراضي الإسرائيلية ترتب عليها خطف مجموعة من الإسرائيليين المدنيين، فكان التحوّل الكبير في الرد العسكري الإسرائيلي وقد أنتج فيما أنتج:
ـ غزة غير قابلة للحياة، مع ترحيل واسع للسكان وسط آلاف الضحايا وكان مقتل يحيى السنوار من مشهديات المشهد الأوسع.
ولحظة دخل حزب الله للمشاغلة، تُرك يُشاغل على مدى قرابة العام الكامل، ومجموع مشاغلاته لم تتعد إقلاق مستوطني الشمال الإسرائيلي ليأتي الرد العسكري الإسرائيلي حاملاً سياسة بالغة الوضوح:
ـ أرض محروقة، مع تصفية قادة حزب الله وصولاً إلى رأس امينه العام، لتترك الآلة الإسرائيلية خلفها مجموعة من الأسئلة بالغة التعقيد تبدأ بـ:
ـ ما مصير ما تبقّى من حزب الله؟
وما مصير مليون ونصف مليون مهجّر من الجنوب اللبناني؟
والأسئلة لابد تأتي ما بعد تسجيل وقائع يمكن أن يكون أبرزها:
ـ التخلي العسكري الإيراني عن حزب الله، واكتفاء القيادة الإيرانية بالفرجة على حزب يُذبّح، بعد أن كان جوهرة عمامة الولي الفقيه، أما الكلام عن “هزيمة محققة لحزب الله” فما زال الحزب يُكابِر، فيما الوقائع، كل الوقائع تقول بأن اللعبة انتهت على خطوط القتال في الجنوب، لتنتقل إلى الداخل اللبناني حاملة معها احتمالات قد تعني في واحد من احتمالاتها، أخذ لبنان إلى دمار شامل، ليس بفعل الآلة الحربية الإسرائيلية، بل بفعل اقتتال لبناني / لبناني، قد يُجره خطأ مقصود، أو احتقان متراكم، وسيكون احتمالاً كهذا أشد خطراً من أيّة مواجهة مع إسرائيل، فالقصيدة العربية تقولها “وظلم ذي القربي أشدّ مرارة”، وهو الظلم الذي قد يطال جمهوراً من اللبنانيين لم يخططوا لحرب، ولم يستثمروا بالخرافة، وهاهي لبنان اليوم على المفترق:
ـ إيقاف العمليات الحربية ولكن بشروط.
أما الشروط فقد تجاوزت 1701 لتنبش في ملاحقه، وفي الملاحق ما يعني نزع سلاح حزب الله، وهو ما يعني المزيد من الاحتمالات:
ـ ان يستجيب حزب الله، ويبادل إيقاف شلالات الخراب والدماء بسلاحه.
أن يستمر بالمكابرة، ويتابع الاستقواء بسلاح لم يمنحه من القوّة مايزيد على الاستقواء على اللبنانيين، وليس خياراً كهذا ببعيد عن حزب الله وقد اعتاد الإنكار، واعتمد المغامرة، فكانت النتائج حتى اللحظة:
ـ عين لاتقاوم مخرز.
أيام قد لاتكون بعيدة، ومن ثم سيكون عنوان:
ـ النهايات.
هو العنوان الأصلح.