ما هو التحذير الإسرائيلي للأسد وما ثمن البقاء بمنأى عن حرب غزة؟
مرصد مينا
كشف مصدر دبلوماسي غربي أن رئيس النظام السوري بشار الأسد تلقّى تحذيراً واضحاً من الاسرائيليين، بأنه إذا ما استُخدمت سوريا ضدهم، فسوف يدمرون نظامه.
وهذا ما يفسر حرص النظام السوري منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على عدم الانجرار إليها، فيما أشار المحلل في معهد واشنطن أندرو تابلر إلى أن روسيا “حثّته على البقاء بمنأى عن النزاع” الدائر بين حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر، بحسب فرانس برس.
وفي حين سارع حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن إلى فتح جبهات ضد إسرائيل دعماً لحماس، بقيت جبهة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل هادئة نسبياً.
تابلر كشف أنه تم إحصاء “بين عشرين وثلاثين هجوماً صاروخياً من الأراضي السورية” نحو الجولان منذ بدء الحرب، إلا أن معظمها لم يسفر معن أضرار وسقطت في مناطق غير آهلة، معتبراً أن هذا ما “جرت قراءته في واشنطن وخارجها على أنه رسالة مشفّرة، مفادها أن الأسد يريد البقاء خارج الحرب في غزة”.
وفي الوقت الذي أعلنت وزارة الدفاع الروسية في الرابع من الشهر الحالي انشاء مركز إضافي في الشطر السوري من الجولان مهمته “مراقبة وقف إطلاق النار على مدار الساعة وخفض التصعيد” بين القوات الإسرائيلية والجيش السوري، فضلا عن “رصد أي استفزازات محتملة”. أقدمت إيران مؤخرا على خفض وجودها العسكري في الجنوب السوري وتحديداً في المناطق المحاذية للجولان، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر مقرّب من حزب الله.
الدبلوماسي الغربي يرى أنّ “الأسد يأمل خصوصاً أن يحصل على مقابل لضبط النفس من الغربيين، ويدفعه الروس باتجاه ذلك”، معربا عن اعتقاده بأن “الأسد يكره حماس ولا رغبة لديه بدعم الإخوان المسلمين، الذين قد يعزز فوزهم موقع نظرائهم في سوريا” نظراً للعداء التاريخي بين الجانبين.
يذكر أن العلاقة بين دمشق وحركة اتسمت بالصعوبة، وتوترت انطلاقا من العام 2011 على خلفية انتقاد الحركة تعامل السلطات السورية مع الاحتجاجات التي عمّت البلاد حينذاك. وبعدما كانت الحركة تتخذ من دمشق مقرا لها في الخارج وتُعد من أوثق حلفاء الأسد الفلسطينيين، أقفلت عام 2012 مكاتبها في العاصمة السورية وعلقت نشاطاتها وغادر قياديوها، لتبدأ قطيعة استمرت أكثر من عقد. لكن في خريف 2022، أعلنت حماس استئناف علاقتها مع دمشق، من دون أن تستعيد حضورها فيها.
ورداً على سؤال عن إمكانية عودة العلاقة مع حماس إلى ما كانت عليه، قال الأسد في مقابلة صيف 2023 “من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية”.