fbpx
أخر الأخبار

مباحثات مرتقبة حول سلاح حزب الله في لبنان مقابل انسحاب إسرائيلي ووقف القصف

مرصد مينا

كشفت وكالة رويترز اليوم الأربعاء نقلاً عن مسؤول كبير في حزب الله عن استعداد الجماعة لمناقشة مستقبل ترسانتها من الأسلحة مع الرئيس اللبناني ميشال عون، شريطة انسحاب إسرائيل الكامل من مناطق في جنوب لبنان والتوقف عن شن غاراتها.

وأفادت ثلاثة مصادر سياسية لبنانية لرويترز بأن الرئيس عون يعتزم بالفعل الشروع في محادثات مع حزب الله حول هذه القضية الحساسة في وقت قريب.

يأتي هذا التحرك من الرئيس المدعوم من الولايات المتحدة، والذي سبق وأن أكد عند توليه منصبه على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وتصاعد الحديث عن نزع سلاح حزب الله في الساحة اللبنانية، خاصة بعد التحولات الإقليمية التي أعقبت حرب العام الماضي مع إسرائيل وتغير موازين القوى في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.

وأوضح مسؤول بارز في حزب الله أن النقاش حول سلاح الجماعة يمكن أن يتم في إطار استراتيجية دفاع وطني شاملة، لكنه ربط ذلك بشكل أساسي بانسحاب إسرائيل من خمسة مواقع استراتيجية على تلال جنوب لبنان ووقف عمليات القصف الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية.

وتعد هذه التصريحات مؤشراً جديداً لموقف حزب الله تجاه أي حوار محتمل بشأن سلاحه، حيث لم ترد تقارير سابقة بهذا الوضوح. لكن المصادر التي نقلت عنها رويترز، تحفظت عن الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الموضوع على الصعيد السياسي.

ولطالما رفض حزب الله دعوات داخلية لنزع سلاحه، معتبراً أن هذه الأسلحة “ضرورية للدفاع” عن لبنان. وقد أدت الخلافات العميقة حول ترسانة الحزب إلى اندلاع حرب أهلية مصغرة في عام 2008.

يُذكر أن إسرائيل كانت قد توغلت برياً في جنوب لبنان خلال الحرب الأخيرة قبل أن تسحب معظم قواتها، إلا أنها قررت في فبراير الماضي الإبقاء على سيطرتها على بعض المواقع الجبلية، معلنة أن هدفها النهائي هو تسليمها للجيش اللبناني حال استقرار الأوضاع الأمنية.

ويرى منتقدو حزب الله أن امتلاك الجماعة للأسلحة “أضعف الدولة اللبنانية وزج بالبلاد في حروب ونزاعات إقليمية”.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية على ضرورة تفكيك الجيش اللبناني لجميع المنشآت العسكرية غير المصرح بها ومصادرة جميع الأسلحة في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، على بعد حوالي 20 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.

إلا أن مصادر مطلعة على صنع القرار في حزب الله كشفت لرويترز أن الجماعة تدرس إمكانية تسليم أسلحتها الثقيلة، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدبابات، إلى الجيش اللبناني في مناطق شمال نهر الليطاني.

وأوضحت المصادر أن الرئيس عون يؤمن بأن معالجة قضية سلاح حزب الله يجب أن تتم عبر الحوار، محذراً من أن أي محاولة لنزع سلاح الحزب بالقوة ستؤدي حتماً إلى صراع داخلي جديد.

وقال مصدر رسمي لبناني لرويترز إن “رئيس الجمهورية يترجم ما ورد في خطاب القسم حول حصرية السلاح واستراتيجية الأمن الوطني إلى واقع من خلال فتح قنوات تواصل مع الأطراف المعنية للبدء بدراسة تسليم السلاح بعد بسط سلطة الدولة عبر الجيش والأجهزة الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية”.

وأضاف المصدر أن “موضوع السلاح يتم تناوله أيضاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يلعب دوراً أساسياً في تقريب وجهات النظر وتسهيل الحوار”.

من جهته، دعا كمال شحادة، الوزير المنتمي إلى حزب القوات اللبنانية، إلى وضع جدول زمني محدد لتسليم سلاح حزب الله، معتبراً أن ستة أشهر كافية لتحقيق ذلك، مستشهداً بتجربة نزع سلاح الفصائل بعد الحرب الأهلية اللبنانية.

وأكد شحادة أن تحديد جدول زمني هو “السبيل الوحيد لحماية المواطنين من الهجمات المتكررة التي تزهق الأرواح وتدمر الاقتصاد”.

وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قد صرح في وقت سابق بأن الجماعة لم يعد لها أي وجود مسلح جنوب نهر الليطاني وأنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، على الرغم من اتهامات إسرائيلية للحزب بالاحتفاظ ببنية تحتية عسكرية في الجنوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى