متظاهرو السودان إلى الشارع من جديد
خرج مئات السودانيين في مظاهرات بالعاصمة الخرطوم، صباح اليوم – الإثنين، وذلك احتجاجاً منهم على النقص الكبير في مادتي الخبز والوقود، وذلك لليوم الثاني على التوالي، بعد أن شهدت العاصمة مظاهرات مماثلة، مساء أمس – الأحد.
كما أبدى التظاهرون، الذي خرجوا في شارع “القذافي” في العاصمة، احتجاجهم على الغلاء الذي ضرب مجموعة من السلع الأساسية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق مجموعة من الشوارع والطرق الرئيسية، بعد أن وضع المتظاهرون حواجز على الطرقات وأشعلوا إطارات السيارات.
ناشطون سودانيون بدورهم، أكدوا وقوع عدد من الإصابات بين صفوف المتظاهرين، بسبب استخدام الشرطة السودانية للرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع أثناء محاولتهم تفريق المظاهرات.
إلى جانب ذلك، لم تقتصر المظاهرات على العاصمة وإنما امتدت إلى مناطق أخرى من البلاد، على رأسها مدينة الدمازين جنوب شرقي البلاد، ومدينة عطبرة شمالي البلاد، والتي شملت أيضاً الاحتجاج على سوء شبكة المواصلات العاملة، وسط ارتفاع الأصوات المطالبة بإقالة حكام الولايات السودانية من أصحاب الخلفيات العسكرية، بسبب ما وصفه المحتجون فشلهم في إدارة شؤون الولايات التي يتولون مسؤوليتها.
وتأتي الاحتجاجات الحالية، التي تعتبر من الناحية العملية الأولى من نوعها منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق، “عمر حسن البشير” في نيسان الماضي، بالتزامن مع ما نشرته وسائل إعلامية سودانية، عن تفاقم أزمة نقص الخبز والوقود في أكثر من 18 ولاية خلال الأيام الماضية، وحالات التزاحم والطوابير الطويلة أمام المخابز، بالإضافة إلى تكدس عشرات السيارات في محطات الوقود، بسبب عدم كفاية المحروقات.
وكانت الحكومة الانتقالية السودانية، في جلستها الطارئة التي عقدتها الجمعة الماضية، قد أعلنت على لسان وزير التجارة والصناعة، “مدني عباس مدني” أنه في خلال ساعات سيتم حل مشكلة الخبز إلى الأبد عبر قرارات وإجراءات لضبط وحسم الفوضى والتلاعب بأوزان الخبز وأسعاره، وهو ما لم يحدث، في حين أصدر تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، الشريك في المجلس السيادي، بياناً أوضح فيها أن العاصمة وعدد من المدن شهدت شحاً كبيراً في الدقيق، بسبب إضراب إحدى أكبر الشركات عن العمل، فضلًا عن قيام جهات بدفع أموال لبعض الموظفين لتنفيذ الإضراب.