متلازمة “غيلان باريه” تصيب أطفال غزة.. أرقام الوفيات ترتفع وسط ظروف صحية صعبة

مرصد مينا
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الإثنين، تسجيل ثلاث وفيات جديدة بمتلازمة “غيلان باريه”، محذرة من الارتفاع الخطير في حالات الشلل الحاد والإصابات المرتبطة بهذه المتلازمة، خصوصاً بين الأطفال، في ظل تدهور الوضع الصحي وتفاقم سوء التغذية الحاد جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل، الذي تسبب في مجاعة لنسبة كبيرة من سكان القطاع الفلسطيني.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، أن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود فيروسات معوية أخرى غير فيروس شلل الأطفال، مؤكدة أن الظروف الصحية المتردية وغياب المكافحة الفعالة للأمراض وفرت بيئة خصبة لانتشار الأوبئة في القطاع.
ما هي متلازمة “غيلان باريه”؟
تُعد متلازمة “غيلان باريه” حالة نادرة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم الأعصاب، مما يؤدي إلى ضعف تدريجي قد يتطور إلى شلل كامل.
تبدأ أعراضها عادةً بإحساس بالوخز أو الخدر في اليدين والقدمين، ويمكن أن تتفاقم بسرعة لتشمل ضعفاً في الساقين يمتد نحو الجزء العلوي من الجسم، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى صعوبة في التنفس.
ومن بين أبرز الأعراض الأخرى:
- فقدان التوازن أو عدم القدرة على المشي وصعود الدرج.
- صعوبة في حركات الوجه، مثل الكلام أو المضغ أو البلع.
- ازدواج الرؤية أو شلل حركة العينين.
- آلام شديدة أو تشنجات عضلية، غالباً ما تزداد ليلاً.
- اضطرابات في ضغط الدم ونبضات القلب.
- مشاكل في التحكم بالمثانة أو الأمعاء.
وتعتبر هذه المتلازمة حالة طبية طارئة في أشد أشكالها، إذ يحتاج معظم المصابين إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج المناسب.
من الأكثر عرضة للإصابة؟
يمكن أن تصيب المتلازمة مختلف الفئات العمرية، إلا أن احتمال الإصابة بها يزداد مع التقدم في السن، كما أنها أكثر شيوعاً قليلاً بين الذكور مقارنة بالإناث.
علاج متلازمة “غيلان باريه”
حتى الآن، لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة “غيلان باريه”، لكن هناك طرق طبية فعالة تساعد على تخفيف الأعراض وتسريع التعافي.
يعتمد العلاج عادةً على التدخل المبكر في المستشفى، ويتضمن بشكل رئيسي علاجين هما: العلاج بالبلازما (Plasma Exchange) والعلاج بالغلوبولين المناعي الوريدي (Intravenous Immunoglobulin – IVIG).
العلاج بالبلازما يهدف إلى إزالة الأجسام المضادة التي تهاجم الأعصاب من الدم، بينما يساعد الغلوبولين المناعي الوريدي في تعديل استجابة الجهاز المناعي ووقف الهجوم على الأعصاب.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المرضى غالباً إلى دعم تنفسي ورعاية مكثفة في الحالات الشديدة، إلى جانب العلاج الفيزيائي لإعادة بناء قوة العضلات وتحسين الوظائف الحركية بعد فترة الشلل أو الضعف.