مخيم "الهول" في الحسكة.. اسم على مسمّى!
كارثة إنسانية جديدة يكشف عنها تقريرٌ أمميٌ حديث حول أوضاع اللاجئين السوريين في مخيم “الهول” الخاضع للإدارة الذاتية الكردية التابعة لمليشيا “قسد” في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
“الهول” .. واسم على مسمى.
الكارثة ومع فداحتها أثبتت أن المخيم بات اسماً على مسمى، لهول ما يعانيه اللاجئين هناك من ظروفٍ لا إنسانية، والتي أدت؛ وفقاً للتقرير إلى وفاة 390 طفلاً على الأقل منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم، مشيراً إلى أن الأطفال لقوا حتفهم جراء سوء التغذية والجروح غير المعالجة نتيجة الإهمال الطبي، إلى جانب فقدان الظروف الصحية في كافة أرجاء المخيم.مساع
التقرير لم يكتف فقط بالوفيات بين الصغار، وإنما أشار إلى المخاطر التي لا تزال محدقة حتى بالكبار والبالغين نتيجة انتشار الأمراض المعدية والنقص الحاد في الأغذية، ناهيك عن السيول التي باتت زائراً ثقيلاً على سكان المخيم، لا سيما مع اقتراب دخول فصل الشتاء بأمطاره وبرده الذي لا يميز بين كبير ولا صغير، خاصة مع تجاهل إدارة المخيم للأزمة الإنسانية والحالة الصعبة التي يعاني منها السكان، وفقاً لما ذكره ناشطون من المنطقة.
معتقل بلا جدران
“مخطئ من يعتقد أن كافة المعتقلات لها جدران، وأن الإنسان لا يسجن إلا في أقبية وزنازين”، تعليق من الناشط “أبو أحمد” اسم مستعار، حول أوضاع المخيم، حيث أشار خلال حديثه مع موقع “مينا”، إلى أن حال السكان في المخيم كحال المعتقلين في سجون دون أي اختلاف، مضيفاً: “جوع وقهر ووفيات متتابعة يقابلها لا مبالاة مفضوحة من قبل إدارة المخيم، الناس يموتون جوعاً مرضاً وكل يوم هناك أطفال تدفن، دون أن تحرك هذه الإدارة ساكناً، فهم يعتبرون أن أغلب سكان المخيم من أنصار تنظيم داعش الإرهابي”.
أما عن وصفه المخيم بالمعتقل، أوضح “أبو أحمد” أن جميع السكان مجبرين على البقاء فيه على الرغم من كل مآسيه كونهم لا يملكون أي مكان آخر للتوجه إليه، مضيفاً: “الناس هناك مقيدون بظروفهم والصحراء المحيطة بهم، وهذا لا يختلف عن الجدران بأي شيء، فكلاهما يحولان بين الإنسان وحريته”.
إلى جانب ذلك، أشار “أبو أحمد” إلى أن معظم سكان المخيم هم من الأطفال والنساء، وهو ما يهدد بكارثة فعلية إن لم يتحرك أحد لإنقاذهم، مطالباً في الوقت ذاته إخضاع المخيم بمن فيه لسلطة الأمم المتحدة، التي اضطلعت على حال هؤلاء الناس ورأت أي حياة يعيشون، على حد قوله، محذراً في الوقت ذاته، من اتباع قوات قسد سياسة انتقامية تجاه النازحين هناك جراء حربها مع التنظيم الإرهابي.
وختم “أبو أحمد” شهادته بالتأكيد على تعرض الكثير من النازحين في المخيم، بمن فيهم النساء للأشكال متعددة من الانتهاكات على يد عناصر قوات “قسد” والتي كان من بينها الضرب والاعتقال، خاصةً أثناء المظاهرات التي عمت المخيم خلال الأشهر الماضية للاحتجاج على الظروف المعيشية.
يذكر أن المخيم يضم أكثر من سبعين ألف شخص أغلبهم نساء وأطفال كانوا قد فروا من المعارك الدائرة بين قسد وتنظيم الدولة من ريف دير الزور الشرقي نهاية العام الماضي.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي