مسؤول باكستاني يكشف عن الرسائل العسكرية بين طهران وإسلام أباد
مرصد مينا
كشف حسين سيد، رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الشيوخ الباكستاني طبيعة الرسائل التي أرادت إيران توصيلها من خلال الهجوم على أراضي باكستان وعن الرسائل التي حملها رد إسلام أباد عليه.
حسين سيد رأى أن الهجوم الإيراني كان محاولة للتنمر وترهيب الدولة المجاورة، وهو مشابه لما تفعله أميركا مع بعض الدول، أو قد تفعله إسرائيل مع لبنان، مشيرا إلى أن لدى بلاده اتفاقية أمنية مع إيران وقعت في العام 2013 وما قامت به إيران ينتهك أيضًا هذا الاتفاق، وهو مخالف أيضًا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ولذلك، فإن هذا الإجراء لا يتوافق مع أي منطق، ولذلك عندما هاجمونا قمنا بالرد على هجومهم. تمامًا كما فعلنا مع الهند في عام 2019؛ لأن هذا هو خطنا الأحمر، ونحن لسنا العراق أو سوريا، ولن نتراجع عن هذا الخط الأحمر.
وأضاف بحسب “إيران انترناشيونال”، في الآونة الأخيرة، شهدنا ظهور ثغرات أمنية في إيران، وكان آخرها الانفجارات التي وقعت في مراسم ذكرى مقتل قاسم سليماني في كرمان، كما أن الانتخابات قادمة في إيران، وبناءً على ذلك، أرى أن الهجوم الإيراني على باكستان تم تنفيذه من قِبل الحكومة الخفية في إيران. وكما تعلمون فإن هناك العديد من مراكز القوة في إيران؛ فهناك عدد من المنظمات، وتوجد داخل هذه المنظمات حكومة سرية وهي الحرس الثوري، وكان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تحت قيادة قاسم سليماني، قوة حاسمة في السياسة الخارجية.
وفي قضايا مثل أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن، لم يتم تنفيذ جزء كبير من السياسة الخارجية من قبل وزارة الخارجية في الحكومة، وربما ليس حتى من قِبل الرئيس، ولكن من قِبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ولذلك، فهي أداة مهمة في السياسة الخارجية الإيرانية، وفي بعض الأحيان، يمكن لهذه القوة أن تتصرف بشكل متسلط وعدواني للغاية، ولا أعتقد أن وزارة الخارجية كانت على علم بالهجوم على باكستان؛ لأنه قبل ساعتين فقط من الهجوم، عقد وزير الخارجية الإيراني اجتماعًا وديًا وإيجابيًا للغاية مع رئيس وزرائنا في قمة دافوس، ثم فجأة يحدث هذا الهجوم، لذلك أعتقد أن هذا الهجوم كان من عمل الحكومة الخفية وقد نفذه الحرس الثوري الإيراني، القوة التي تمثل دولة داخل دولة. وكما تعلمون، كان قاسم سليماني ثاني أقوى رجل في البلاد، بحسب المسؤول الباكستاني.
وعن الرسالة الإيرانية من الهجوم قال: رادت إيران أن تبعث رسالة أكبر إلى إسرائيل وأميركا والغرب: إذا كنتم ستهاجموننا أو تسقطون علينا قنبلة، فاعلموا أننا مصممون على الهجوم العسكري مسبقًا؛ لأنه لا أحد يريد تصعيد الحرب في غزة. وهذا هو مصدر القلق الأكبر للغرب؛ لأن أيدي إسرائيل مقيدة بالفعل؛ لذلك، من خلال مهاجمة باكستان والعراق وسوريا، أرادت إيران أن تبعث رسالة إلى الغرب مفادها أنه يجب أن تروا أننا نمتلك القدرة والإرادة والنية.
ومع ذلك، أعتقد أنهم أخطأوا في التقدير، ولم يتوقعوا مثل هذا الرد من باكستان والعراق؛ فقد استدعى العراق سفيره من إيران، واحتج بشدة، حتى أنهم قالوا إننا سنرفع هذه القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وبطبيعة الحال، لم تكن لديهم القدرة على الرد بهجوم عسكري، بعكس باكستان، وقبل يومين، وبعد الهجوم على العراق، دعا مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، رئيس الوزراء العراقي، السوداني، إلى البيت الأبيض للقاء بايدن.
وأردف: بسبب هذا الهجوم، وهذا الغباء المخالف للمنطق، أعادت إيران العراق إلى حضن أميركا، الأمر الذي سيعزز الوجود الأميركي في المنطقة، وأيضًا فقدت إيران دعم باكستان والمنطقة، لقد أوضحنا من خلال ردنا أن القوة العسكرية الإيرانية لها نقاط ضعفها أيضًا. وفي الواقع، أدى تصرف إيران إلى زيادة الشكوك؛ لأن إيران لديها علاقات سيئة مع أذربيجان، وعلاقاتها مع تركيا أيضًا ليست متينة، والآن مع العراق وباكستان! وإنه لأمر مستغرب، أن يدعي البلدان الصداقة والأخوة، لكن في الوقت نفسه يهاجم كل منهما أرض الآخر.
وقال في يوم الهجوم قالوا لي إنه في المساء سنشهد نوعًا من الاعتذار من قِبل إيران؛ أي أنهم سيعلنون عن أسفهم، لتجاوز الخط الأحمر. ولكن بعد ذلك رأيت بيان وزير الدفاع الإيراني، كان هذا البيان عدوانيًا جدًا، ويدل على العجرفة، قالوا إن هذا من أجل أمننا، إذا كان الأمر يتعلق بأمن إيران، فهو يتعلق أيضًا بسيادة باكستان.
واسمحوا لي أن أكون صريحًا؛ هذا هو الخط الأحمر. وكنا نعلم أيضًا أن هناك إرهابيين مناهضين لباكستان داخل إيران، كنا على علم بهذه الأهداف واستهدفناها دون قتل مواطن إيراني واحد، ودون الهجوم على المنشآت الإيرانية، سواء كانت عسكرية أو مدنية، كان هجومنا محسوبًا ودقيقًا تمامًا، وحتى الجانب الإيراني قال إن مواطنين باكستانيين قتلوا.
أما عن الرسالة الباكستانية فقال رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الشيوخ الباكستاني:- نعم. كان لدينا رسالة أكبر وأرسلناها، خاصة مقابل دول مثل الهند: إذا كنتم تريدون التنمر علينا أو إعاقتنا، إذا كنتم تريدون فرض هيمنتكم الإقليمية علينا، فاحذروا، فلا تظنوا أنه يمكنكم الإفلات من ذلك بسهولة.
في بعض الأحيان تتحدث الهند باللهجة نفسها، التي كانت تتحدث بها إيران. وإذا كنتم تتذكرون، في فبراير 2019، وقع حادث في كشمير في منطقة بولواما التي تحتلها الهند.
ثم عبرت الطائرات الهندية الحدود، ودخلت باكستان في منطقة بالاكوت، ولم تكن هناك ثكنات عسكرية أيضًا. لقد هاجموا الأشجار والطيور فقط، لكنهم تجاوزوا الخط الأحمر.
وفي غضون أربع وعشرين ساعة، ردت باكستان بإسقاط طائرتين هنديتين وأسر أحد الطيارين. أتذكر أن إحدى وكالات الأنباء الغربية أخبرتني بأنه بهذا الإجراء الذي تقومون به الآن ستكون هناك حرب، فقلت لا، لن تكون هناك حرب. الهند تحب التنمر.
إذا وقفت بشجاعة أمام هؤلاء المتنمرين، فسوف يتراجعون، ولكن إذا أظهرت الخوف، فسوف يلحقون الضرر بك. الأمر نفسه ينطبق على ما حدث مع إيران. وفقا لموقع إيران انترناشيونال.