مصر.. جدل واسع بعد إعلان الأزهر عن عزمه “تعريب الطب”
مرصد مينا
أثار إعلان جامعة الأزهر عن نيتها في “تعريب العلوم” وتشكيل لجان لدراسة تعريب المقرّرات الدراسية في كليات الطب والصيدلة والطب النفسي، جدلاً كبيراً في الأوساط المصرية، وتصدرت القضية منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما “إكس”، تحت هاشتاغات مثل “اللغة العربية” و”جامعة الأزهر”.
وقد تنوعت الآراء حول هذه الخطوة، بين مؤيد ومعارض، مع دعوات لتطبيقها بشروط وضوابط محددة.
وتداولت العديد من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي قرارات منسوبة لرئيس جامعة الأزهر، تشير إلى التوجه لتعريب العلوم في مجالات الطب والصيدلة، مع تشكيل لجان متخصصة لدراسة الإمكانية التنفيذية لهذه الخطوة.
وقد اعتبر بعض المتفاعلين مع القرار أنه يعد خطوة إيجابية، داعين إلى أن يكون نموذجاً يحتذى به في الدول الإسلامية الأخرى، مع التأكيد على أهمية إتقان اللغات الأجنبية للمواكبة في مجالات العلوم الحديثة.
وفي المقابل، أبدى بعض النقاد والمعلقين شكوكهم في جدوى الفكرة، مشيرين إلى أن جامعة الأزهر قد تكون في وضع خاص يتيح لها دراسة هذه الفكرة نظراً لتوجهها الأكاديمي الفريد في العلوم الشرعية.
ومن أبرز المعارضين، كان الطبيب والمعلق الشهير الدكتور خالد منتصر، الذي سخر من الفكرة في منشورات له على “فيسبوك”، قائلاً: “خريج كلية طب الأزهر بدلاً من كارنيه نقابة الأطباء سيحصل على كارنيه مجمع اللغة العربية”.
من جانبها، أصدرت جامعة الأزهر بياناً توضح فيه أن ما يتم حالياً هو دراسة علمية معمقة لمدى قابلية تعريب العلوم الطبية. وأكدت الجامعة أنها تسعى لضمان معايير أكاديمية وتطبيقية تضمن تلبية احتياجات الطلاب والمجتمع، مشيرة إلى أن أي قرارات بشأن هذا الموضوع ستصدر بعد الانتهاء من الدراسات اللازمة.
في هذا السياق، تحدث الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، عن مساعي تعريب العلوم قائلاً إن الهدف هو توحيد اللغة بين الطبيب والمريض ولغة العلم.
وأوضح أن 90% من المراجع الطبية مكتوبة باللغة الإنجليزية، مما يستدعي من الأطباء التفاعل مع المصادر العلمية باللغة الإنجليزية لمواكبة التطورات في مجال الطب. و
وذكر المهدي تجربة سابقة في قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر قبل 25 عاماً، حيث “حاول أحد الأساتذة تطبيق تعريب الطب النفسي، لكن بعد فترة ظهرت مشاكل من بينها أن الطالب لم يكن يتعلم لغة إنجليزية بشكل جيد، ولا يستطيع التفاعل والتعامل مع المؤتمرات والمنتديات العلمية الدولية باللغة الإنجليزية”.
من جهة أخرى، أعربت الدكتورة جيهان البيومي، عضوة لجنة التعليم في مجلس النواب، عن قلقها من تأثير تنفيذ هذه الفكرة على التصنيف الدولي لجامعة الأزهر، مؤكدة أن المراجع الطبية الحديثة معظمها باللغة الإنجليزية وأن الترجمة قد تختلف من شخص لآخر، مما قد يؤدي إلى “تشويش في المفاهيم”.