مضيق هرمز.. لا حلول وسطية
طالب وزير الخارجية “جيرمي هنت” المملكة المتحدة، بضرورة اتخاذ تدابير لضمان آمان وسلامة الملاحة البريطانية في مضيق هرمز.
وقال الوزير البريطاني أمام مجلس العموم، أمس الاثنيين 22 تموز الجاري، ” علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان مرور آمن للسفر عبر مضيق هرمز”.
وتابع “هنت” في كلمته قائلاً:” بموجب القانون الدولي لم يكن من حق إيران عرقلة مرور السفينة، ناهيك عن اعتراضها. وبالتالي كان ذلك عمل قرصنة من قبل الدولة”.
وفي معرض حديثه بيّن وزير الخارجية البريطاني؛ أنه ليس بإمكان القوات البحرية الملكية البريطانية مرافقة كل سفينة في مضيق هرمز، مضيفا أن السلطات البريطانية ستطلب من كل السفن تحت العلم البريطاني إبلاغها بنيتها عبور مضيق هرمز.
لا حلول وسطية
وقال الوزير البريطاني: “عندما يخص الأمر حرية الملاحة لا يمكن أن يكون هناك أي حل وسط ولذلك فإن الحل الذي نقترحه اليوم على مجلس العموم هو تشكيل تحالف أوسع من الدول، بما فيها الدول التي لديها مثلنا موقفا مختلفا إزاء الاتفاق النووي مع إيران”.
وأكد أنّ النتيجة الحتميّة لاستمرار إيران في عرقلة أمن الملاحة في مضيق هرمز، هو زيادة التواجد العسكري الغربي في المنطقة.
واحتجزت إيران ناقلة نفط كانت ترفع العلم البريطاني، في مضيف هرمز السبت الماضي 19 تموز الجاري، وتبين فيما بعد أن الناقلة المحتجزة “ستينا إمبيرو”، كانت ترفع العلم البريطاني، إلا أن ملكيتها تعود للسويد ويعمل على متنها طاقم من البحارة يحمل جنسيات من الهند وروسيا ولاتفيا والفلبين.
وبحسب الغرفة البريطانية للملاحة فإن السفينة “ستينا إمبيرو” كانت في المياه العمانية عندما احتجزت، وهذا دليل على أن العملية “خرق واضح للقانون الدولي”.
وتتهم بريطانيا إيران بسلوك تصرفات “غير مقبولة وتصعيدية” في رسالة وجهتها إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وكانت قد دعت بريطانيا وفق ما نقلته صحيفة ديلي تيليغراف البريطانية، وترجمه مرصد مينا إلى تخصيص مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان النقل الآمن عبر مضيق هرمز، بعد أيام من استيلاء إيران على ناقلة ترفع العلم البريطاني، فيما وصفته لندن بأنه “قرصنة دولة” في المعبر المائي الاستراتيجي.
ولخص وزير الخارجية “جيرمي هانت” خططه وفق ” ديلي تيليغراف” للبرلمان البريطاني بعد اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية، والتي ناقشت ردود أفعال لندن بشأن الاستيلاء على ناقلة ستينا إمبيرو يوم الجمعة من قبل الكوماندوس الإيراني في البحر.
وأضاف: ;laquo;سنسعى الآن إلى إنشاء مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية، لدعم المرور الآمن لطاقم السفن وبضائعها في هذه المنطقة الحيوية”.
يشير الإعلان البريطاني إلى تحول محتمل من قبل حلفاء واشنطن الأوروبيين الرئيسيين الذين كانوا هادئين حتى الآن إزاء مطالب الولايات المتحدة بتعزيز وجودهم العسكري في الخليج، خوفًا من تصعيد المواجهة هناك.
ليس واضحاً مدى تأثير بريطانيا في أوروبا من زاوية أنها على وشك أن يكون لها رئيس وزراء جديد حيث إنه من المتوقع بشكل كبير أن يكون “بوريس جونسون”، الذي يتولى دولة منقسمة لقاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال “هانت” إن اقتراح الحماية البحرية لن يشمل المساهمة في القوة العسكرية الأوروبية لدعم موقف واشنطن الشديد ضد إيران.
وبين أن مهمة الحماية البحرية الجديدة المقترحة ;laquo;لن تكون جزءًا من سياسة الضغط الأمريكية الكبرى على إيران؛ لأننا سنبقى ملتزمين بالحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني”.
اتهم وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” من نيكاراغوا الناقلة البريطانية بتهديد الشحن عن طريق إيقاف الإشارة لفترة أطول من المسموح به و ;laquoالمرور عبر القناة الخطأ;raquo
وقبل أيام فقط، قالت صحيفة “ذا صن” في عددها الصادر يوم، الاثنين 22 تموز الجاري، أن بريطانيا سترسل “غواصة نووية” إلى مياه الخليج العربي؛ إثر التوتر الحاصل بين إيران وبريطانيا في معركة الملاحة الدائرة بينهما منذ أسابيع.
وكتبت الصحيفة البريطانية: ” الغواصة النووية البريطانية من فئة “آستيوت”، التي يعتقد أنها في المياه بالفعل، من المتوقع أن تتجه إلى منطقة الخليج خلال أيام”.
وبيّنت الصحيفة في خبرها، سبب اختيار هذا النوع من الغواصات، يعود إلى القادة العسكريين الذين يعتبرون أن الغواصات الإيرانية من فئة “يونو” تشكل خطر حقيقي، واستشهدت الصحيفة بما قاله القائد البحري المتقاعد توم شارب إن “هذا النوع من الغواصات الإيرانية يشكل تهديدا خاصا”، وبيّن “شارب” أن “الغواصات الإيرانية “يونو” عادة ما تختبئ تحت سطح المياه مباشرة، وأنها مزودة بطوربيدات ثقيلة الوزن قادرة على تدمير سفينة بحرية، وربما حاملة طائرات”.
مضيق هرمز
وهو أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، ويقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى.
المضيق، هو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر. تطل عليه من الشمال إيران (محافظة بندر عباس) ومن الجنوب سلطنة عمان (محافظة مسندم) التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه على اعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي