مظلوم عبدي يعلن اتصالاً مباشراً بين “قسد” وتركيا ويؤكد الاستعداد للقاء أردوغان

مرصد مينا

قال قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، إن هناك تواصلاً مباشراً بين “قسد” وتركيا، مشيراً إلى أن الجماعة لا تعارض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إذا اقتضت الظروف ذلك.

وأوضح عبدي، في مقابلة أجراها الجمعة مع قناة “شمس” التلفزيونية الكردية التي تبث بالعربية من مدينة أربيل في أقليم كردستان العراق، أن هناك قنوات اتصال مباشرة قائمة مع أنقرة، إلى جانب وساطات يجريها أطراف ثالثة، دون أن يحدد منذ متى بدأت هذه القنوات أو مدى استمراريتها.

وأعرب عن أمله في أن تشهد هذه العلاقات تطوراً ملموساً خلال المرحلة المقبلة، رغم التوترات السابقة التي حكمت العلاقة بين الطرفين خلال سنوات الحرب في سوريا.

وتُمثل هذه التصريحات، التي تُعد من أبرز ما صدر عن عبدي علناً، تحوّلاً لافتاً في الموقف السياسي لـ”قسد”، التي خاضت مواجهات دامية ضد القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، في سياق الحرب التي اندلعت في سوريا بعد ثورة شعبية ضد نظام بشار الأسد عام 2011 واستمر على مدى 14 عاماً.

وكان الرئيس التركي أردوغان قد صرّح، الأربعاء، أن “قسد” لا تزال تماطل في تنفيذ الاتفاق الذي أُبرم بينها وبين الحكومة السورية، داعياً إلى وقف هذا السلوك، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وبنيتها الوطنية.

وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة إلى أذربيجان، قال أردوغان إن بلاده تتابع عن كثب تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بـ”قسد”، مؤكداً أن ما يهم تركيا هو الالتزام بالتعهدات وفق الجدول الزمني المتفق عليه.

كما أشار إلى أن المحادثات التي أجراها مؤخراً مع الرئيس السوري أحمد الشرع تطرقت إلى هذه المسألة، وشدد على أن استمرار المماطلة من قبل “قسد” غير مقبول.

وتُعتبر “قسد” الكتلة المسلحة الأكبر خارج إطار الجيش السوري، وتحظى بدعم مباشر من الولايات المتحدة. وتسيطر على مناطق غنية بالنفط يُقدَّر إنتاجها الحالي بنحو 100 ألف برميل يومياً، إلى جانب مساحات زراعية واسعة تُنتج كميات كبيرة من القمح.

ونشأت “قسد” في عام 2015 عبر تحالف فصائل محلية كردية وعربية، بدعم أميركي، لمحاربة تنظيم “داعش” ضمن إطار التحالف الدولي.

ومنذ ذلك الحين، تحولت إلى كيان عسكري وإداري يتمتع بشرعية محلية ودولية مستمدة من دوره في مواجهة التنظيم المتشدد.

وتقول تركيا إن “وحدات حماية الشعب التركية التي تقود”قسد” لا يمكن تمييزها عن حزب العمال الكردستاني المتشدد، الذي قرر في وقت سابق من هذا الشهر حل نفسه بعد صراع دام 40 عاما مع الدولة التركية.

وفي مارس الماضي، وقّعت “قسد” والحكومة السورية اتفاقاً يقضي بإعادة دمج القوات ضمن مؤسسات الدولة، إلا أن الاتفاق لم يُنفذ حتى الآن نتيجة خلافات جوهرية تتعلق بمستقبل النظام السياسي في سوريا ومصير “قسد” كقوة مسلحة مستقلة.

ولا تزال المباحثات بين الجانبين قائمة حتى اليوم، في محاولة لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حلول وسط، غير أن التقدم في هذا المسار لا يزال بطيئاً بسبب عمق الانقسامات.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، تصاعدت المطالب التركية بتسليم مهام إدارة السجون والمخيمات الخاضعة لسيطرة “قسد” إلى الحكومة السورية، في خطوة تُعارضها “قسد” بشدة رغم محاولات الوساطة الأميركية لتقريب المواقف بين الجانبين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى