معلومات جديدة عن مطار حزب الله “السري” في جنوب لبنان
مرصد مينا
قال النائب عن قضاء جزين في كتلة “القوات اللبنانية” سعيد الأسمر أن منطقة بركة جبّور تعتبر منطقة “مُغلقة” يُمنع على سكان المناطق المُحيطة بها من زيارتها، وهي مثل مناطق أخرى ضمن تلال كفرحونة وجزين التي تضمّ مخيمات تدريب عسكرية تابعة لـ”حزب الله”.
وذلك بعد أيام قليل من إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بوثائق وخرائط تُبرز قيام إيران بإنشاء مطار جنوب لبنان لإتاحة شنّ هجمات على إسرائيل.
وعرض غالانت خلال “مؤتمر السياسات المناهضة للإرهاب” المنعقد في جامعة رايخمان في هرتسليا، صوراً جوية لما قال إنه مطار بنته إيران بهدف تحقيق “أهداف إرهابية” ضد إسرائيل.
النائب سعيد الأسمر رأى أن هذه المناطق خاضعة لسلطة الأمر الواقع ويُمنع على الدولة اللبنانية وأصحاب الأراضي الدخول إليها، مطالباً الحكومة بالتحرّك ووضع اللبنانيين في صورة الموضوع، معبرا عن استغرابه من صمت “حزب الله” في هذا المجال بعدم إصداره بياناً ينفي المزاعم الإسرائيلية، ملمّحاً إلى وجود قطبة مخفية في الموضوع.
وتساءل الأسمر بحسب “العربية نت”: “لماذا لا يُنظّم حزب الله جولة للإعلاميين إلى المنطقة المذكورة لتكذيب الادّعاءات الإسرائيلية كما فعل عندما تحدّث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل سنوات عن وجود مصانع أسلحة تابعة للحزب قرب مطار بيروت.
من جهته أوضح رئيس اتحاد بلديات قضاء جزين خليل حرفوش بحسب المصدر نفسه أن منطقة بركة جبّور تبعد نحو 10 كيلومترات عن مدينة جزين وهي غير تابعة إدارياً لقضاء جزين وإنما لبلدة كفرحونة ضمن اتحاد بلديات الريحان (غالبية البلديات المنضوية تحته شيعية محسوبة على الحزب).
وأشار إلى أن ما تحدّثت عنه إسرائيل هو موقع عسكري قديم سبق وكانت تستخدمه إبّان احتلالها جنوب لبنان، واليوم بات تحت سيطرة حزب الله. كذلك أسف حرفوش لأن أخباراً كهذه تُثير الخوف لدى أبناء قضاء جزين، لاسيما وأنها منطقة سياحية تعتاش بشكل رئيسي من عائدات السياحة.
في سياق متصل، اعتبر الباحث في الشؤون السياسية والأمنية العميد الركن المتقاعد خالد حمادة أن طرح موضوع المطار يأتي ضمن ما قال إنها “دعاية متبادلة بين إسرائيل وحزب الله”.
ورأى أن الحزب يسعى دائماً إلى إنتاج صورة لجمهوره يسوّق فيها لنفسه بأنه السبّاق في التصدّي للعدو، في حين تستفيد الحكومة الإسرائيلية من أن الهاجس الأمني يتقدّم على الملفات السياسية الداخلية.
وشدد على أن الساحات في الضاحية الجنوبية أي معقل حزب الله، أو في أي منطقة أخرى تابعة سياسياً له قد تُقدّم خدمات عسكرية ربما أكثر من المطار التي تزعم إسرائيل بناءه جنوب لبنان بالتعاون مع ايران، لافتاً إلى أن مساحة المطار يُمكن أن تستخدم لإطلاق مسيّرات.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحدّث فيها إسرائيل عن توسّع نشاط حزب الله العسكري في مناطق استراتجية، وتبرز الوثائق والصور للدلالة على ما يجري، مهددة لبنان بالردّ عسكرياً.
ففي سبتمبر/أيلول 2020، كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن مستودع أسلحة سري تابع لـ “حزب الله” بالقرب من مطار رفيق الحريري الدولي، محذّراً من وقوع انفجار كارثي آخر.
وأشار على خريطة معروضة إلى حي جناح في بيروت الذي يقع بجوار المطار الدولي مباشرة، مؤكدا أن الحزب يحتفظ بمستودع أسلحة سري.
مصادر محلية بحسب “العربية نت” أشارت إلى أن المطار يقع في منطقة بركة جبّور الحدودية بين جزين جنوب لبنان ومدينة كفرحونة التابعة لجزين، حيث تتوزّع ملكية الأراضي في تلك المناطق بين سكان من منطقة جزين ودير المزيرعة التابع لمطرانية الروم الكاثوليك في قضاء جزين وبلدة كفرحونة.
وأشارت إلى أن بركة الجبّور تعتبر منطقة عسكرية تابعة لـ”حزب الله”، ويوجد فيها هنغارات كبيرة، إضافة إلى مستشفى ميداني تحت الأرض يقع بالقرب منها، موضحة أن الأهالي ممنوعين كلّياً وكذلك مالكي الأراضي فيها من زيارتها، كما لا يوجد فيها سكن لأنها منطقة جبلية ولا يُمكن الوصول إليها إلا عبر طريق خاص يضمّ حواجز عسكرية للحزب.
المصادر المحلية تحدثت عن أصوات تفجيرات كحفر أنفاق يسمعها السكان منذ سنوات وبشكل دائم في الجرود حيث تقع منطقة بركة الجبّور.
وأوضحت أن منطقة الجبّور تقع شمال الليطاني تحديداً، أي أنها غير مشمولة بالقرار الدولي 1701، وبالتالي لا سلطة لقوات “اليونيفيل” بالتواجد أو تسيير دوريات فيها.
المزاعم الإسرائيلية تاتي في وقت يسود الصمت الرسمي من قبل الحكومة اللبنانية، إذ لم يُعلّق أي مسؤول على الوثائق التي نُشرت، كما بدا لافتاً غياب حزب الله عن الردّ ببيان نفي.