مفاوضات لحل الفصائل العراقية: هل تنجح جهود دمجها وتسليم سلاحها ؟
مرصد مينا
قالت مصادر عراقية، اليوم الجمعة، إن مفاوضات سياسية جارية بين قادة في “الإطار التنسيقي” وفصائل مسلحة تهدف إلى حل هذه الفصائل وتسليم سلاحها، في خطوة ضمن ترتيبات سياسية موسعة، تحسباً لأي تغيرات في السياسة الأمريكية مع تولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة.
تزامن ذلك مع إعلان حركة “النجباء” إحدى الفصائل المسلحة المشاركة في المفاوضات تعليق عملياتها ضد إسرائيل، وذلك بعد إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر مطلعة، قولها، إن قادة تحالف “الإطار التنسيقي”، الذي يقود الحكومة العراقية، يجرون مفاوضات مع قادة فصائل شيعية مسلحة بهدف تسليم سلاح هذه الفصائل ودمجها مع القوات العسكرية الرسمية.
السياسي العراقي المقرب من الحكومة والفصائل، عزت الشابندر، أشار في حديث تلفزيوني إلى الاتفاق على حل ثلاث فصائل مسلحة وصفها بأنها “رئيسية”.
وتؤكد المصادر أن قادة الفصائل المسلحة أبدوا ممانعتهم لأي اقتراح سياسي لحلهم أو تفكيكهم، إلا أن المفاوضات في الوقت ذاته تشهد زخماً متزايداً مع تولي ترمب منصبه، وسط توقعات بأن يشدد الرئيس الأمريكي الجديد الضغوط على إيران والمجموعات المتحالفة معها في المنطقة.
النجباء تعلق عملياتها ضد إسرائيل
وكان أكرم الكعبي، أمين عام حركة “النجباء”، قد أعلن عن تعليق العمليات العسكرية ضد إسرائيل بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة.
وتعتبر “النجباء” واحدة من أبرز الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، وقد شاركت في عمليات قتالية في سوريا لدعم نظام بشار الأسد المخلوع.
وأشار الكعبي في بيانه إلى أن تعليق العمليات يأتي “لتعزيز استمرار الهدنة في غزة”، مع التأكيد على استعداد الفصيل للرد بشكل قاسٍ إذا استؤنفت أي أعمال عدائية من قبل إسرائيل.
وأوضح قائلاً: “أصابعنا على الزناد، وصواريخنا وطائراتنا المسيرة جاهزة، فإن عادوا عدنا”.
ومنذ التوصل إلى وقف إطلاق النار بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل في نوفمبر 2024، توقفت الفصائل العراقية المسلحة عن تنفيذ أي هجمات ضد إسرائيل، بعد أن كانت قد نفذت أكثر من 200 هجوم صاروخي وطائرات مسيرة ضد إسرائيل.
وفي نفس الشهر، قدم وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي حمل فيها الحكومة العراقية مسؤولية الهجمات التي تشنها الفصائل ضد إسرائيل. ووردت حركة “النجباء” ضمن ستة فصائل تم تسميتها في الشكوى.
وفيما يتعلق بالتحركات المحلية، يشهد العراق نقاشاً مستمراً حول ضرورة حل الفصائل المسلحة وإعادة هيكلة “الحشد الشعبي”، ودمج مقاتليه في وزارة الدفاع، في محاولة لحماية العراق من أي تهديدات وعقوبات محتملة من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
سياسة ترامب تجاه العراق
تشير الأوساط السياسية إلى أن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترمب، ستركز على فك ارتباط العراق بمحور النفوذ الإيراني، الذي يعتبر من أهم الركائز التي تستند إليها الفصائل المسلحة.
ويؤكد عزت الشابندر، السياسي المقرب من الحكومة والفصائل، أن “قرار حل الفصائل قد تم اتخاذه”، وأن المفاوضات بين الحكومة وقادة الفصائل حققت تقدماً كبيراً.
وأوضح الشابندر أن الفصائل الرئيسية قد وافقت على الحل، ولكن لم يتم الاتفاق بعد على آلية نزع السلاح، لافتاً إلى أن الفصائل الثلاثة الرئيسية خارج المشهد الرسمي، وهي “كتائب حزب الله” وحركة “النجباء” و”كتائب سيد الشهداء”، قد أبدت استعدادها للخضوع لهذا الحل.
وفي ظل المخاطر المترتبة على عدم الاستجابة لهذا الحل، مثل تعرض الفصائل لضغوط شديدة من إسرائيل قد تشمل عمليات اغتيال لقادتها، يتزايد الحديث داخل هذه الأوساط عن مراجعة شاملة لمفهوم “المقاومة” في المنطقة، والنظر في كيفية الحفاظ على وحدة الصف الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.