مقتل الفتى نائل.. أحزاب اليسار ورابطة حقوق الإنسان الفرنسية تطالب بإلغاء “قانون كازينوف”
مرصد مينا
طالبت أحزاب اليسار في فرنسا ورابطة حقوق الإنسان بإلغاء “قانون كازينوف” الذي يسمح للشرطة بإطلاق النار على من يرفض الامتثال لأوامرها، وذلك في ظل أعمال الشغب الذي اندلعت طيلة الأيام الأربعة الماضية على خلفية مقتل الفتى نائل المرزوقي “من أصل جزائري” على يد شرطي فرنسي.
رابطة حقوق الإنسان قالت في بيان لها: “يجب أن نتحرك.. تكرر رابطة حقوق الإنسان مطالبتها بإلغاء قانون كازينوف”، مضيفة: “أن نكون ساخطين لم يعد كافيا، يجب أن نتصرف.
يشار أن المادة L.435-1 من قانون الأمن الداخلي الذي تم تقديمه في عام 2017، يسمح للشرطة بإطلاق النار أثناء رفض الامتثال، إذا كانت حالة دفاع عن النفس.
كذلك، دعت شخصيات سياسية إلى إلغاء هذا القانون المعروف باسم “قانون كازينوف”، مثل ماتيلد بانوت رئيسة الكتلة اليسارية في البرلمان (LFI).
وبينما بدأت حدة الاحتجاجات تتراجع بعد تشييع الفتى نائل أمس السبت، وجه القضاء الفرنسي تهمة القتل العمد للشرطي وأودعه الحبس.
في سياق متصل كشف صديق الفتى نائل تفاصيل اللحظات الأخيرة المرعبة. وكان نائل خلال الواقعة برفقة اثنين من أصدقائه، في السيارة التي كان يقودها، لحظة توقيفه من جانب عناصر الشرطة الفرنسية، إلا أن أحد الصديقين فر مرعوبا من المكان بعد قتل نائل فيما الآخر ظل في السيارة.
وخرج صديق الفتى القتيل، البالغ من العمر 17 عاما، بمقطع صوتي انتشر بشكل كبير عبر منصات التواصل، كشف فيه حقيقة ما جرى، مشددا على أنهم لم يكونوا تحت تأثير المخدرات أو الكحول حينذاك.
ويظهر صوت صديق نائل وهو يقول إنه يريد توضيح الكثير من الحقائق ودحض الشائعات والأكاذيب التي لاحقتهم خلال الأيام الأخيرة.
وأوضح أنهم استعاروا سيارة صفراء للقيام بجولة في المدينة، ولاحقتهم دورية شرطة مسرعة وحين أوقف نائل السيارة بناء على طلبهم، أمره شرطي بفتح النافذة، وطالبه آخر بالنزول من السيارة وضربه بعقب مسدسه”، ثم قال الشرطي الثاني للأول “أطلق النار عليه”.
الشرطي ضرب نائل مجددا بعقب مسدسه فاختلت حركته ورفع رجله عن دواسة الفرامل، فتحركت السيارة للأمام قليلا، فأطلق الشرطي الثاني النار مباشرة نحو نائل الذي ثقلت حينئذ قدمه على دواسة البنزين، لتتحرك السيارة بسرعة أكبر.
الفتى الراوي للواقعة يقول إنه وبعد فترة من سير السيارة بعد إطلاق النار على نائل توقفت، فما كان منه إلا أن فر من المكان خوفا من أن يلقى مصير نائل ذاته من جانب الشرطة.
وشيع جثمان نائل المرزوقي، السبت، من مسجد “ابن باديس” إلى مقبرة “مونت فاليريان” في ضاحية “نانتير” الباريسية، وأحدث مقتله موجة احتجاجات عارمة في البلاد.