قتلى في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان وسط تحذيرات أميركية من تصعيد خطير
مرصد مينا
وسط وقف هش لإطلاق النار وخروقات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله، تتصاعد التحذيرات الدولية من خطورة الوضع في جنوب لبنان.
وبحسب موقع “أكسيوس”، فقد أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، معتبرين أنها تمثل “لعبة خطيرة”.
جاء ذلك على خلفية الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل 11 شخصا وإصابة آخرين مساء أمس الأثنين، وفقاً لمصادر لبنانية رسمية.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي لم يُكشف عن اسمه قوله: “الإسرائيليون يلعبون لعبة خطيرة في الأيام الأخيرة”، مضيفاً أن واشنطن أبلغت إسرائيل سراً بمخاوفها بشأن هذه التصرفات. على الرغم من ذلك، أكدت مصادر لبنانية وإسرائيلية أن الجانبين أبلغا البيت الأبيض التزامهما باتفاق وقف إطلاق النار رغم التوترات المستمرة على الحدود.
وفي سياق التصعيد، صرّح رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، خلال اجتماع في مقر القيادة الشمالية، أن الجيش الإسرائيلي “سيرد بشكل حاسم” على ما وصفه بـ”الانتهاك الصارخ” من قبل حزب الله لوقف إطلاق النار. وأجرى هاليفي تقييماً ميدانياً للوضع خلال زيارته للضباط في جنوب لبنان.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن غارة على بلدة حاريص أودت بحياة خمسة أشخاص وأصابت اثنين آخرين، فيما قُتل أربعة أشخاص في بلدة طلوسة وأُصيب شخص بجروح. كما سقط قتيلان إضافيان، بينهما عنصر في جهاز أمن الدولة، ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى إلى 11.
من جهتها، أعلنت إسرائيل أن غاراتها استهدفت “بنية تحتية وأهدافاً لحزب الله” في أنحاء جنوب لبنان، وذلك بعد ساعات من استهداف الحزب لموقع رويسات العلم العسكري في تلال كفرشوبا. وقد وصف حزب الل المدعوم من إيران الهجوم بأنه “رد دفاعي أولي تحذيري” على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق الهدنة.
وفي ضوء هذا التصعيد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سترد بقوة على أي هجمات، مشيراً في منشور عبر منصة “إكس” إلى أنه “معني باستمرار تطبيق وقف إطلاق النار”.
من جانبه، أشار رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى أن لبنان سجل ما لا يقل عن 54 انتهاكاً إسرائيلياً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.
ودعا بري اللجنة المعنية بمراقبة الهدنة إلى التحرك بشكل عاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها.
على الصعيد الدولي، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن بلاده تعمل مع فرنسا وإسرائيل ولبنان للتحقيق في الانتهاكات ومعالجتها.
وأوضح ميلر أن الفترات الأولى من تطبيق وقف إطلاق النار غالباً ما تكون هشة، إلا أنها نجحت حتى الآن في الحد من العنف.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ صباح 27 نوفمبر، ينص على استعادة الجيش اللبناني وقوى الأمن السيطرة على الأراضي اللبنانية خلال 60 يوماً، مع انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من المناطق اللبنانية التي دخلها مؤخراً.