fbpx

منشق عن داعش يحكي لـ "مينا": ادلب.. "نظام" و "نصرة" واغتصابات واغتيالات.. في ادلب "داعش" "كرت مرور للنظام"

مينا ـ ادلب: لابد من “داعش”، كان هذا حال لسان النظام في منح نفسه والمجتمع الدولي له في اجتياح المناطق السورية الخارجة عن سطوته، واستجابة لمخططات النظام تلك، كل المعلوزمات الميدانية تؤكد أن “داعش”، زرعت لها قياديين في “ادلب”، بغية اجتياح النظام لإدلب تحت مظلة دولية. بعد محاولات استمرت لأربعة أشهر، التقى مراسل “مينا” مع واحد من قيادات “داعش” المنشقين عن التنظيم، ولابد أنه كان محملا بالمعلومالت التي يمكن وصفها بـ “الخطيرة”، وهي معلومات تتصل بخفايا التنظيم، وما هي مخططاته؟  والى اين وصل تدخله في ادلب؟ وما مصير العناصر التي انشقت عنه مؤخرا؟ وما نظرة التنظيم للفصائل المعتدلة؟ وكذلك ما هي حقيقة علاقاته ببقية تنظيمات القاعدة المختلفة لاسيما “التركستان”، و”هيئة تحرير الشام”؟ “أبو عبد الرحمن الانصاري” وهو الاسم المستعار للقيادي المنشق عن التنظيم، يحكي لنا الحكاية من بداياتها.. يقول: “بعد اعلان الخلافة وسيطرتها على الرقة، وبعد بحث طويل قمت به في منهجية الدولة والتواصل مع عناصر وشرعيين، قمت بالانضمام الى صفوف التنظيم..  مكثت في مضافات الرقة ثم التقيت بالشخص الذي تواصلت معه بعد عدة ايام من اقامتي في المضافة اصطحبن لمنزله وأصر على التحاقي بدورة شرعية وعسكرية لمدة 60 يوماً، كانت هذه المدة تعني بالنسبة للتنظيم تأهيلي لأكون واحداً من كوادرها، وبعد انتهاء هذه المدة طلب مني التوجه الى جبهات العراق بسبب تقدم الروافض هناك..  قاتلت في الانبار ومصفاة بيجي، واصبت في اشتباكات وقعت في منطقة الموصل، وبعدها انتقلت الى ولاية حمص، وتسلمت عمل اداري في أحد القواطع وتحديداً في (خنيفيس) وهناك سمعت قصة في ولاية حمص تركت عندي انطباع مريب بما يخص منهج وتصرفات التنظيم”. ما هي القصة؟

  • يتابع “أبو عبد الرحمن” الحكاية: “كان ابو مسلم الليبي، هو الأمير العسكري لقاطع بادية حمص، وكان مقره بالقرب من تمركزي في البداية.. كان معظم عناصره من الصبيان وصغار السن حيث لاحظنا عليه امور تدعو للشك والريبة ابرزها اختفائه ليلا، وغيابه عن صلاة الفجر، وبسبب مركزه العسكري الكبير المرعب، لم نكن  نستطيع سؤاله عن سبب غيابه عن الصلاة، وبعد فترة استدرج احد الاخوة واحداً من الاطفال الذين يشتغلون تحت ادارة ابو مسلم الليبي، وبعد تفتيش جوال الطفل، وجدنا صوراً توثّق حوادث مخلة بالآداب وعلى اثرها قام بعض الاخوة بجمع ادلة وتقديمها إلى الوالي “ابو طلحة العراقي”، بالإضافة لاشهاد احد الصبيان من مقر ابو مسلم وتأكيد الطفل على تحرش ابو مسلم به امام الوالي ومحاولة ابتزازه مقابل إغراءات مالية وعينية، لنعلم لاحقا انه تم جلد ابو مسلم الليبي بمكتب الوالي فقط، وكلنا على علم بالحكم الشرعي بما يخص جرم اللواط والتحرش الجنسي بانه اكثر من عقوبة الوالي لأبو مسلم بأضعاف أما الطامة الكبرى في هذه القصة فهي نقل الوالي لابو مسلم من قاطع حمص إلى الرقة،  وتسليمه مستودعات تسليح هامة في الرقة”.
  • يقول “أبو عبد الرحمن”، وثانية نذكّر بأنه الاسم المستعار للرجل:”هذه الحادثة كانت اول ما جعلتني اشكلك بمنهج التنظيم وصدق عقيدته، لكن تراجعت عن ذلك باعتقادي انها تصرفات فردية لا تعمم على كامل التنظيم الذي يبذل شهداء ودماء كل يوم”.

وبعد؟ نسأل عبد الرحمن:

  • “وبعد مدة زمنية حدثني أحد الاخوة عن قصة مشابهة لقيادي يدعى ابو صدام العتيبي هرب باتجاه مناطق الصحوات وعاد الى حضن النظام السوري”، يجيب عبد الرحمن ويتابع:
  • “بعدها بعام دخلت بحوارات مع شرعيين بخصوص منهج الدولة لاسيما الاستهتار بدماء الشباب مثل معركة كوباني، ودخول التحالف الدولي على الخط وحديثي عن بعض الانحرافات المنهجية لتركي بن علي.. على أثرها وصلتني ورقة استدعاء من ديوان الامن العام للمثول امام المكتب الشرعي التابع لديوان الامن في الرقة لوجود شبهة الغلو، وهي التهمة التي تعني الكثير عند التنظيم”.

وما الذي حدث بعد استدعائك؟

  • “التقيت حينها بأبو العباس الجزراوي، الذي يشغل منصب قاضي البركة الآن وسالني عن تهم موجهة لي عن طعني بالمشايخ والقيادة العسكرية للتنظيم وعن تواصلي مع بعض مشايخ التنظيم الذين كانوا يعتبرونهم من رؤوس الغلو بينهم ابو معاذ الجزائري..
  • تهربت من بعض الاسئلة واختلقت بعض الأكاذيب، أثناءها كان يحاول اختباري دينيا بسؤالي عن موقفي الشرعي من تنظيم القاعدة والظواهري فأجبت كل من تكفره الدولة اراه كافرا دون تردد”. وبعد صمت يقول أبو عبد الرحمن:
  • كانت تلك وسيلة نجاة بالنسبة الي.

وبعدها؟

  • “على اثر المقابلة او المساءلة وقّعت على تعهد بعدم الخوض بالمسائل الشرعية الخارجة عن مقررات الدولة التي كانت تدرس بالمقرات بين الشرعيين والعناصر وخضعت لدورة شرعية بعقيربات بحماة حيث تم نقلي الى فرقة عثمان بن عفان هناك وفي الدورة الشرعية التي تشرح  معنى لا اله الا الله ونواقض الاسلام والتدقيق على الناقض الثامن الذي يتوسعون فيه، ومما اذكره أنه اثناء تعرض  سيطرة التنظيم على مدينة الباب،  و تعرض المدينة بعد فترة للحصار،  واجهت احدى المهاجرات في سجون التنظيم عملية اغتصاب على يد احد امنيي التنظيم بالإضافة لانتحار مهاجرة اخرى في زنزانة ملاصقة بعد سماعها اصوات التعذيب والاعتداء  ليتم نقل الامني الى الرقة ومن ثم ترفيعه الى امني في قاطع الرقة، وعلى نسق اخر فما اثار ريبتي هو تنفيذ التحالف لعمليات انزال اذكر منها عمليات في “بقرص” و”الكبر الشامية” حيث تم نجدة شيشان وفرنسيين  يعملون مع التنظيم، حتى اصبحنا لانثق بكثير من القادة اضافة الى صراع التيارات الدينية داخل التنظيم مثل صراع  “بن علي” و”القحطاني”.

وهل الاغتصابات كانت جزءاً من عمل التنظيم؟

  • يجيبنا “أبو عبد الله”:

“اذكر قصة في عهد والي حمص ابو فلاح.. لقد كان هناك أمنى يدعى “رعد” اغتصب احدى النساء داخل السجن حيث كانت هناك قضايا ضدها ادخلتها السجن فقام ابو فلاح بالتستر على عملية الاغتصاب ونقل أبو رعد الى الجبهات والقتال في الولاية، وللعلم فان معظم خطباء المساجد في جميع الولايات يتحدثون عن الصحوات العراقية انهم يغتصبون النساء لاستثارة حماس ومشاعر عناصرهم”. ماذا عن صراع التيارات داخل التنظيم؟

  • يجيب أبو عبد الله: “هناك تيارين داخل الهيئة يتصارعان هما حسب ما عايشت، تيار الغلو، الذي كان يتزعمه الشيخ أبومحمد الفرقان ولجنته بالإضافة الى اللجنة المفوضة التي تم عزلها،  والتيار الثاني وهو تيار الجهمية الذي كان يتزعمه القحطاني والبنعلي  واتباعهم،  وأقول لكم ان “داعش” غارقة بالإرجاء والتجهم ، وهناك  من هم مثلي مكفرين للدولة وكهنتها  بعد بيان ” ليهلك من هلك عن بينة ”   والذي خرج بتاريخ 17 – 5 -2017 المكون من 7 صفحات والذي يحوي أخطاء علمية ومنهجية  وعبارات غير منضبطة  ما ادى إلى شق صف التنظيم، والذي تم الغاء العمل به بعد فترة من صدوره فتصور إلى أي مدة يتلاعبون بشرع الله”. هذا عن الجانب الفقهي، ماذا عن الصراعات الأخرى داخل التنظيم؟
  • يجيبنا أبو عبد الله: “مما لاحظته ان الدولة تشك بالأردنيين والفلسطينيين ويحسبونهم على من لا يؤمن”.

لماذا؟

  • ربما يعود ذلك إلى الاختراقات التي يقوم بها جهاز المخابرات الاردني للتنظيم، وهو الجهاز الضليع باختراق الجماعات الاسلامية.

هل مازلت على تواصل مع التنظيم؟

  • نعم.. لا أزال احتفظ ببعض التواصل مع بعض المقاتلين داخل التنظيم واحاول جاهدا اقناعهم بالخروج منه خصوصا انه الان ورغم انحسار قوته وبقاء سيطرته على بعض القرى التي تعد على الأصابع وتقلص مساحتها يوما بعد يوم لايزال التنظيم يقوم بحملات الاعتقال التي تطال طلاب العلم والشرعيين تارة بتهمة الغلو وتارة بتهمة العمالة.

ماهي حقيقة العلاقة ما بين نظام الأسد وتنظيم الدولة، حسب علمك؟

  • اذكر مرة في ريف حمص وتحديدا في المناطق النفطية، كنا مسؤولين عن حماية هذه المنشآت لما تدره من أموال طائلة وقد اعتبرت مصدر تمويل رئيسي للدولة.. آنذاك شنت قوات النظام احد الهجمات على التنظيم، وكان الضغط كبيرا علينا في حقول شاعر وحيان وحقول الغاز، حين قام بعض القادة الميدانيين بالطلب الى القيادة العسكرية في الولاية بتفجير حقول النفط كي لايستفيد النظام منها، الا ان الطلب قوبل بالرفض ووعود باستعادة الحقول في حال خسرناها بحجة التمويل كما اوهمونا بان القواطع والولايات الاخرى سوف تقوم بارسال تعزيزات عسكرية في حال لم نستطع استعادتها، وبعد خسارتها لم يتم شن أي هجوم ذو فعالية أو فتح معركة جدية مع الإبقاء مع الاغارات والكمائن التي لاتحقق أي نصر عسكري او مادي وكان اثر هذا الامر كبيرا على قلوب العناصر وهم يرون ان النظام يسيطر على حقول بكامل عدتها سليمة جاهزة لاعادة التشغيل،  وقد علمنا حينها أن شركة نفطية للنظام تدعى “قاطرجي” هي من كانت وسيط بين الدولة والنظام وعرضت مليون دولار لكل حقل ينسحب منه التنظيم دون تخريبه  حيث كان احد قيادة التنظيم في ريف حمص يدعى أبو جمال وهو من أبناء مدينة حمص مسؤول التواصل مع هذه الشركة”.

وعلاقة التنظيم مع القوات الروسية.. كيف كان حالها؟

  • بعد معارك ولاية حماة كان عند التنظيم عدد من المعتقلين الروس ومن جثث جنودهم، وقد قام الروس بالتفاوض على الأسرى والجثث.. كان ذلك بعد تقلص مساحة الولاية وانحسارهم بالقرب من اوتوستراد “اثريات ـ خناصر”.. كانت المفاوضات على تأمين طريق باتجاه سيطرة المعارضة باتجاه قرية الرهجان في ريف حماة الشرقي والتي كانت تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام”، وقد عقدت عدة جلسات بينهم وبين وسطاء روس وبعض امراء العشائر المحسوبين على النظام، وقد لاقى هذا الطلب ترحيب القوات الروسية والتي قامت بالتغطية الجوية بشكل غير مباشر على تقدم داعش في مناطق المعارضة، وكانت القوات الروسية  قد استهدفت أماكن وتجمعات هيئة تحرير الشام لتسهيل توسع سيطرة مقاتلي الدولة، وكنت اتواصل حينها معهم بشكل جيد حيث كانوا يريدون الوصول الى ريف معرة النعمان ومطار أبو الظهور، وذلك بسبب وجود العديد من المناصرين للتنظيم في محافظة إدلب وكانوا يخلون جميع المناطق في الخطوط الخلفية ليتسلمها النظام والقوات الروسية دون قتال وقد استفسرت حينها من احد العسكريين الذين صحبتهم في حمص منذ عدة أعوام وكانت حجته بان اخلائه لعدد من القرى نتيجة الاعداد القليلة لمقاتلي التنظيم وعدم كفايتها لتغطية كامل محور السيطرة”.

والآن ماحال “داعش” في ادلب؟ يجبنا أبو عبد الرحمن:

  • في إدلب يقتصر عمل التنظيم في الوقت الراهن على العمل ضمن ولاية أمنية مسماة بولاية إدلب، ولكن في حقية الأمر فإن معظم عناصر التنظيم الذين هربوا الى ادلب لا يعملون في القسم الأمني لهذه الولاية خوفا من الملاحقة من الفصائل وعلى رأسها هيئة تحرير الشام ، حيث يقود ولاية إدلب اليوم شخص عراقي يكنى بأبي وائل الشايب وهو شبه وحيد ومنعزل بعد ان القت الهيئة على كبار معاونيه، ومنهم المسؤول المالي العام، مما أدى لشح كبير في الموارد واعتمادهم على وسائل بديلة واهمها الخطف والفدية،  وجل أعمالهم واقصاها تتمثل بعبوة هنا ومفخخة هناك ضد الفصائل والمدنيين ضمن مخطط متخبط هدفه زعزعة الاستقرار والمحاولة للوصول مع الفصائل لتسوية او تهدئة مقابل اخراج عناصرهم في سجونها.

هذا سيقودنا إلى سؤال.. ما هي حقية علاقة “داعش” بـ “الهيئة”؟

  • أذكر ان الهيئة قد القت القبض على المالي العام أبو محمد بتار مصطفى مهاوش وهو من مدينة حماة،  وتم القاء القبض عليه في ريف ادلب الشمالي بالقرب من الدانا حسب ما اذكر وبحوزته الاف الدولارات بالإضافة لسعيه لشراء طريق الى مدينة حماة والى مطار حميميم حيث كان التنظيم يخطط لعمل ضخم هدفه استهداف المراكز الروسية بالمفخخات وقد انفق أبو محمد بتار مئات الالاف من الدولارات لشراء الطريق عبر مسؤولين وضباط  من الطائفة  (العلوية ) مقابل مبالغ ضخمة من المال الا ان العملية لم تكلل بالنجاح بسبب القاء القبض عليه من قبل الهيئة قبل أسابيع من التنفيذ”.

وغير ذلك؟

  • بعد صمت طويل يجيبنا:

من المفارقات العجيبة أنه قبيل خروجي من مناطق سيطرة “داعش” كان القادة والشرعيين يمنعون خروج الارامل والنساء باتجاه مناطق المعارضة كونهم صحوات ومرتدين، والان يوجد المئات من نساء التنظيم في ادلب ومناطق قسد وتركيا حتى قيل لي من مصادر خاصة ان عددهن قرابة 30 الف من الارامل ونساء القادة،  واضيف لك ان بعض القيادات الكبيرة في التنظيم هي ونسائها تتخفى في ادلب وتقود تحركات التنظيم في  المناطق المتبقية له في ادلب كأبو محمد المصري وأبو مسلم المصري الذي اعتقلت قسد زوجته اثناء محاولة تهريبها الى ادلب، وتعتمد ولاية ادلب الأمنية الان على قائدها العراقي  أبو وائل الشايب والقيادي الأمني في لواء الأقصى أبو خالد كازو احد اخطر القيادات، بالإضافة  الى علاء  أبو الزين وقد ذكرنا ان الهيئة قد القت القبض على العديد من القيادات ومنها المسؤول المالي للتنظيم ووالي حماة ونائبه”. ما هي الماكن التي يتواجدون فيها؟

  • أهم الاماكن التي تتواجد فيها اذرع وخلايا “داعش” في منطقة جسر الشغور وصولا إلى حتى سلقين، كاهم المعاقل لخلاياهم، وحيث وجد “حراس الدين” وجدت خلايا التنظيم مستغلين التقارب الكبير بينهم وبين الحراس الذين كانوا يطلقون على انفسهم جند الاقصى المبايع علنا في العام 2015 لتنظيم الدولة حيث ارتكب جند الاقصى في العام 2016 مذبحة ضد فصائل جيش النصر واحرار الشام، وبعد توسط الهيئة بين الطرفين قرر الجند الانسحاب الى الرقة والسؤال الابرز هنا الذي تبادر لذهني كيف وصل عناصر جند الاقصى الى الرقة وطريق اثريا خناصر مسيطر عليه من قبل قوات النظام ومبليشياته، اما مدينة سرمين فقد كانت ولازالت من المعاقل الهامة لخلايا التنظيم وقد شنت هيية تحرير الشام هجوم على المدينة واعتقلت قيادات من تنظيم الدولة بعد اخلال الاخير باتفاق موادعة بين الطرفين تطلق فيه هيئة تحرير الشام اسرى لتنظيم الدولة مقابل امتثال التنظيم لاوامر الهيئة وتعليماتها”.

هذا يعني أن للتنظيم وجود في ادلب؟ ثم ما هي حكاية “حراس الدين”؟

  • لا يخفى على ذي عقل الوجود المتنامي الاخير لداعش في ادلب ضمن مسميات مختلفة لا سيما تنظيم “حراس الدين” الذي بدا نجمه يصعد في ادلب وخاصة في منطقة جسر الشغور، اذ يعد تنظيم حراس الدين من مخلفات جند الاقصى المبايع لتنظيم الدولة سابقا والتي قررت هيئة تحرير الشام حله في العام 2016 بعد مجزرة الخزانات التي راح ضحيتها حوالي 500عنصرا من فصائل المعارضة على يد جند الاقصى الذي قسم الى نصفين، نصف ذهب الى تنظيم الدولة، والنصف الاخر اعاد ترتيب شتاته واسس حراس الدين الذي مدته جبهة النصرة او مايعرف بهيئة تحرير الشام وسلمته مناطق في جسر الشغور وسهل الغاب حيث نشر ذلك التنظيم عناصره في جسر الشغور واستحوذ على مقدرات المدنيين وفرض عليهم الضرائب واحتل اراض ومعامل بحجة انها املاك مرتدين يتعاملون مع النظام في نفس السيناريو الذي تبناه تنظيم داعش في الرقة ابان حكمه لها، والى جانب حراس الدين الذي يعد جناح عسكري لداعش برز تنظيم انصار الاسلام المتفرع من تنظيم القاعدة منذ حوالي 15عام حيث كانت اعماله في العراق ثم انضم الى داعش في الرقة واليوم يتواجد في منطقة سلقين ودركوش غرب ادلب.

أعمال الخطف باتت أساساً في تمويل التنظيم.. أليس كذلك؟

  • نعم.. اعمال الاغتيال والخطف والسلب تنامت وتيرتها في منطقة جسر الشغور وسلقين ودركوش منذ عام 2016.. هذه الاعمال ليست من ممارسات داعش فحسب، فكذلك  استعملت هيئة تحرير الشام تلك التنظيمات في عمليات الاغتيال لا سيما في اغتيال الاجانب الموجودين بالهيئة بعد انقسام هيئة تحرير الشام الى معسكرين احدهما يأتمر باوامر تركيا، ويتزعمها الجولاني، ومعسكر اخر للاجانب يتزعمه ابو اليقظان المصري العامل باوامر القاعدة حيث افرجت هيئة تحرير الشام في العام 2018 عن أكثر من 50 عنصر من تنظيم الدولة كانوا محتجزين لديها ومنذ اطلاق سراحهم ازدادت وتيرت الاغتيالات في معكسر الاجانب بهيئة تحرير الشام وسُجل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي حتى الثالث عشر منه، مقتل خمسة من أبرز قياديي “هيئة تحرير الشام”، على أيدي مجهولين، وهم (أبو حذيفة التركستاني، أبو الليث المصري، أبو يوسف الجزراوي، أبو مصعب الديري، خطّاب الحموي”، حيث تم استهداف بعضهم بأعيرة نارية، وآخرين بعبوات ناسفة.

نعود لعلاقة التنظيم بالنظام.

  • لازالت قوات النظام تحاول مرارا ادخال عناصر لتنظيم الدولة إلى ادلب بهدف فرض السواد وكسب تاييد دولي في مهاجمتها تحت بند محاربة الارهاب، لقد بدات عمليات داعش في ادلب في الشهر الثامن من العام الجاري حيث تم اغتيال رئيس الجهاز الامني في قلعة المضيق لتتبنى داعش اغتياله من خلال بيانها عبر وكالة اعماق الناطقة باسم التنظيم، وفي ذات الشهر اغتال التنظيم عنصرين من جيش العزة في ادلب وبث شريط مصور للعملية وفي الشهر التاسع في العام الجاري اغتال تنظيم داعش 9عناصر 3منهم من تحرير الشام و 6 من الجيش الحر حيث بث التنظيم شريط يظهر فيه قتل 9اشخاص في قرية كفرهند بمنطقة سلقين،  وفي تاريخ 8من الشهر الجاري نصب تنظيم داعش حاجزين على طريق كفرزيتا الهبيط قبل مهاجمة تحرير الشام للحاجز .. نعم التعاون الامني وثيق بين نظام الاسد وتنظيم داعش فما كان للتنظيم ان يجد طريق الى ادلب لولا نظام الاسد الذي عقد صفقة باخراج قيادات من التنظيم من دير الزور ضمن اتفاق تم بين الطرفين يطمح فيها النظام الى حصر ادلب ضمن بوتقة الارهاب الدولي.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى