من الجهة التي تحدت واشنطن وأفرغت خزان النفط العائم؟
كشف الموقع البريطاني “ميدل إيست آي” أن الناقلة الإيرانية “أدريان داريا 1” قد أفرغت حمولتها من النفط الخام في أحد الموانئ السورية، بعد أن أفرج عنها من قبل سلطات جبل طارق التابعة للحكومة البريطانية.
الموقع نقل عن مصدرين أن الناقلة الإيرانية قد أفرغت نحو 55 % من شحنتها – التي تقدر بمليوني برميل من النفط الخام – في ميناء سوري، مساء يوم الخميس الماضي، لكنه لم يكشف عن اسم الميناء.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حذرت في وقت سابق جميع الحكومات والقطاعات الخاصة من مساعدة أو تفريغ شحنة الناقلة الإيرانية “أدريان داريا 1”.
في حين أعلنت الخارجية الإيرانية في وقت سابق أنها باعت حمولة الناقلة البالغة مليوني برميل من النفط الخام لجهة لم تكشف عنها، وأنها بذلك تخلي مسؤوليتها عن وجهة ومصير النفط الإيراني الخام المحمل على الناقلة الإيرانية.
من جهتها نفت ذلك شركة “تانكر تراكرز” والمعروفة أنها تتبع تحركات ناقلات النفط، وأوضحت الشركة أن بياناتها لا تظهر إفراغ ” أدريان داريا 1″ لحمولتها في سوريا، وتعتقد بأن الناقلة لا تزال متواجدة شرق المتوسط، وكان آخر موقع لها بين قبرص والساحل السوري، وفقا لتحديث البيانات بعد ظهر يوم الاثنين الفائت.
أوضح المصدر وفقا لمعلوماته أنه لا توجد حتى الآن أي إشارة على أن الناقلة الإيرانية المعاقبة من واشنطن قد اقتربت من الساحل السوري، وموانئه في طرطوس وبانياس.
شركة البيانات “كلبر” أكدت أن حكومة طهران قامت بتسليم نظام بشار الأسد في شهر آب/ أغسطس المنصرم ما يقارب 33.000 برميل من النفط يوميا.
مليون برميل نفط لسوريا
وفي السياق ذكرت الشركة التي تتبع تحركات ناقلات النفط “تانكر تراكرز” أن سفينة إيرانية يطلق عليها اسم “سيلفيا 1” قد أفرغت ما يقارب مليون برميل من النفط في ميناء مدينة بانياس السورية، ومن ثم ستعود إلى بلادها.
“تانكر تراكرز” أكدت أن إيران واصلت شحن النفط إلى سوريا رغم العقوبات الأمريكية، وعقوبات الاتحاد الأوروبي على مصافي النفط السورية.
سفينة “سيلفيا 1” تعد أكبر سفينة مصممة لعبور قناة السويس في حالة التحميل الكامل، وفقا لما نقلته الإذاعة الإيرانية “فردا”، وأشارت أن هذه السفينة هي من نوع ناقلات “سويس ماكس”.
ولم يعرف بعد إذا ما ستلاحق أمريكا الناقلة “سيفيا 1” التي ستعود إلى الخليج العربي عبر قناة السويس، بعد أن أتمت مهمتها بنجاح وسلمت النظام السوري ميلون برميل من النفط.
الحرب على الناقلة الإيرانية
سلطات جبل طارق كانت قد أفرجت عن ” أدريان داريا 1″ التي تترصدها أمريكا في 14 من أغسطس/ آب بعدما تلقت ضمانات رسمية مكتوبة من إيران بأن الناقلة لن تفرغ شحنتها في سوريا.
وفي بداية الشهر الجاري أيلول أعلن موقع إلكتروني مختص بتتبع حركة السفن رصد ناقلة النفط الإيرانية “أدريان داريا1″، وهي تقترب من السواحل السورية، مشيراً أنها باتت في أقرب نقطة لها من ميناء طرطوس السوري، في وقت أكدت فيه مواقع أخرى لرصد حركة السفن بأن الناقلة لم تعد متجهة إلى ميناء اسكندرون التركي.
تصاعدت الأزمة بين واشنطن وطهران بسبب الناقلة ” أدريان داريا 1″ بعد إصدار القضاء الأمريكي، مذكرة احتجاز لها ولشحنة النفط التي تحملها، وذلك بعد أن رفضت حكومة جبل طارق طلبا أمريكيا بمواصلة توقيفها، معللة موقفها بأن القوانين الأوروبية لا تسمح بذلك، كما حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من مغبة ما أسمته تقديم المساعدة للناقلة الإيرانية “غريس1″، مشيرة إلى أنها قد تأتي دعمًا لمنظمة تدرجها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية.
في حين عمدت إيران إلى مناورة مكشوفة، غيّرت اسم ناقلة النفط “غريس-1” إلى “أدريان داريا-1” وبدلت علمها ومسارها، الأمر الذي دعا حكومة جبل طارق الى الإفراج عنها، وتعهدت إيران بعدم إرسال حمولتها للنظام السوري.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي