من جندي في جيش"بونابرت" إلى ملك السويد
إنها قصة رجل عمل بجيش نابليون بونابرت وخاض غمار العديد من المعارك الحاسمة قبل أن يجد نفسه في النهاية ملكا على السويد لتستمر بذلك سلالته في حكم هذا البلد ليومنا الحاضر.
ولد “جان بابتيست برنادوت” يوم 26 يناير 1763 بمدينة بو (Pau) بالجنوب الغربي لفرنسا.
وبعد فترة قضاها في التعلم والتدرب على مهنة مساعد لأحد المحامين المحلّيين، التحق “جان بابتيست” سنة 1780 بالجيش الفرنسي وحصل على رتبة رقيب بحلول الثورة الفرنسية بعد 9 أعوام.
وخلال السنوات التالية، واصل “جان بابتيست برنادوت” سلسلة إنجازاته العسكرية.
ففي أثناء معركة لوباك سنة 1806، قام “جان بابتيست” بحركة جعلته محبوبا بالسويد، تمكن المارشال الفرنسي من أسر فرقة عسكرية سويدية صغيرة وبدل إعدامهم رميا بالرصاص أو اقتيادهم لفرنسا كأسرى حرب فضّل “برنادوت” إطلاق سراحهم وسمح لهم بالعودة لمنازلهم.
بسبب هذه الهزيمة المذلّة، عزل ملك السويد “غوستاف أدولف الرابع” من قبل عمّه “كارل الثالث عشر” الذي عانى من الشيخوخة وتقدمه في السن وعدم امتلاكه لوريث للعرش بسبب وفاة ابنيه في سن مبكر، وأمام هذا الوضع، أخذ البرلمان السويدي، على عاتقه مهمة ملئ شغور منصب وريث العرش فعيّنوا الأمير الدنماركي “كارل أغسطس” وريثا للعرش وأميرا للسويد إلا أن الأخير فارق الحياة سنة 1810 بعد أقل من عام على تعيينه عقب إصابته بسكتة دماغية.
وفي الأثناء، شهدت أوروبا حينها قيام نابليون بتعيين العديد من أقاربه على عروش بعض المقاطعات والدول. وأمام شغور منصب وريث العرش مجددا، راسل البرلمان السويدي “نابليون بونابرت” وسمحوا له بتعيين أمير للبلاد فوقع اختيار الإمبراطور الفرنسي حينها على مارشاله “جان بابتيست برنادوت” الذي لقي ترحيبا من قبل السويديين الذين تذكروا قيام هذا العسكري الفرنسي المنحدر من مدينة بو بتحرير عدد من أبنائهم بلوباك سنة 1806، وحصل على اسم “كارل الرابع عشر يوهان”، فحكم كل من السويد والنرويج، التي كانت متحدة مع السويد حينها، 26 سنة عرفت خلالها البلاد فترة سلم غير مسبوق وفارق الحياة عن عمر يناهز 81 عاما عقب تأسيسه لعائلة “برنادوت” التي تتربع ليومنا الحاضر على عرش السويد.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي