fbpx

من يفتح الصندوق الأسود في تفجير ميناء بيروت؟

“جورج حسواني”.. سيكون لهذا الاسم مساحة واسعة من الإعلام، ليس بوصفه مخترع الدولاب، ولا بوصفه الخيميائي المخلّص.. سيكون له مجد الحضور الإعلامي، لما لأياديه من حصة في جريمة مرفأ بيروت، ومبدئيًا لابد من عرض شيء عن الرجل.

هو حامل شهادة الدكتوراه من جامعات الاتحاد السوفيتي وحامل الجنسية الروسية، وهو واحد من سدنة الرئيس بشار الأسد ، ورجل الأعمال الحائز على ثقة العائلة الأسدية وكل اجهزتها الأمنية، ليكون وسيطاً تجارياً بين النظام وداعش ويجمع راسيهما على وسادة نفطية واحدة ليلاً ، و يكفّران بعضهما صباحاً ..

تلك بعض من صفاته وبالوسع إضافة “وهو المفاوض المؤتمن ومحل الثقة من قبل النظام وجبهة النصرة كي يكون وسيطاً في إطلاق سراح راهبات معلولا، وصفقة المدن الأربع ..وهو أحد رعاة وممولي مؤتمر مسيحيو المشرق”.

سيكون اسمه لامعًا في إعلام الأيام المقبلة بعد أن ثبت وبالكثير من الأدلة أنه هو من استورد السماد الكيماوي الذي انفجر وتسبب في دمار هائل لمدينة بيروت ..

في التفاصيل عن شخصه فقد حصل ابنه باسل، لتأسيس شركة “ماسة للإنتاج النفطي” ومقرها دمشق، بحسب ما ذكر موقع “الاقتصادي ـ سوريا”

وستعمل الشركة، وفقاً للنظام الداخلي، في مجال بناء المنشآت النفطية والغازية، بالإضافة إلى تجارة المشتقات النفطية، استيراداً وتصديراً، برأسمال 10 ملايين ليرة.

ويعتبر جورج حسواني، الذي يحمل الجنسية الروسية، أحد عمالقة تنفيذ المشاريع النفطية في سوريا لصالح شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية، لدرجة أنه أصبح ذراعها التنفيذي في لبنان والعراق وسوريا، عبر شركته “هسكو”، التي يعود لها الفضل، بحسب الكثير من المراقبين، بعودة الشركة الروسية العملاقة، للمنطقة العربية.

وبرز اسم حسواني بشكل كبير بعد العام 2006، عندما قام بتنفيذ العديد من المشاريع في مجال الغاز في المنطقة الوسطى في حمص، بالإضافة إلى خط الغاز العربي، لصالح شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية، التي تقول التقارير إنه أقنعها بالدخول للسوق السورية وتنفيذ هذه المشاريع، بحكم الضرورة، نظراً لاعتماد أغلب مشاريع النفط والغاز في سوريا، على المنتجات الروسية، فكانت المشكلة التي واجهتها سوريا في ذلك الوقت، ولدى البدء بتنفيذ مشروع خط الغاز العربي، هو عدم مطابقة مقاسات الأنابيب المنفذة في الدول العربية المحتضنة للمشروع، كمصر والأردن، لما هو معمول به في سوريا، فكان لا بد أن تنفذ المشروع في سوريا إحدى الشركات الروسية، كونها الوحيدة التي تملك هذه المقاسات من الأنابيب، والتي كانت ترفض العمل في سوريا، بسبب فتور العلاقة مع نظام الأسد في ذلك الوقت.

والدور الذي لعبه جورج حسواني حينها، بحسب مصادر نقلتها مجلة  “اقتصاد”، أنه تعهد أمام بشار الأسد، بأنه قادر على إقناع الروس بتنفيذ المشروع، وهو ما حصل بالفعل مقابل 2 مليار دولار، جنى منها حسواني ثروة طائلة، وأصبح فيما بعد اسماً لامعاً، ليس في عالم المال والأعمال فحسب، وإنما من المقربين جداً من النظام وبشار الأسد تحديداً.

وحسواني كان متزوجاً من امرأة روسية، لكنه طلقها وتزوج بأخرى من الساحل السوري، على الرغم من أنه مسيحي من يبرود.. ويقول متابعون أن زوجته العلوية كانت مفتاحه إلى قلب بشار الأسد ونظامه، وأنها كانت السبب في صعوده الصاروخي بعد العام 2000، حيث أنه قبلها كان ولا شيء.

برز اسم حسواني كثيراً في العام 2015، وأصبح يردده قادة الدول الكبرى، عندما اتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذكره بالاسم، أنه يقوم بتجارة النفط بين النظام وتنظيم الدولة الإسلامية، رداً على اتهامات روسية سابقة لتركيا، بأنها تستقبل نفط تنظيم الدولة وتسهل تجارته.. وهو ما أدى لاحقاً لإصدار عقوبات أوروبية وأمريكية صارمة على حسواني، أضرت كثيراً بنشاطه التجاري والاستثماري.

اليوم، سيكون أمام اللبنانيين سؤالاً  مفتوحًا:

ـ من فجّر المرفأ؟

ومع سؤال من فجّر المرفأ سيكون سؤال:

ـ من سرق نيترات الأمونيوم من عنبر 12 وإلى أين ذهبت المواد المسروقة؟

أمر كهذا لن يجال عنه من القضاء اللبناني المغلوب على أمره، والخاضع لسطوة حزب الله.

ـ هل سيكون التحقيق الدولي بوابة تفتح الصناديق السود.. صناديق عائلة الأسد وشركائهم؟

هو السؤال الشاغل للبنانيين اليوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى