fbpx

من يقف وراء عدم تعيين مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا؟

مرصد مينا – ليبيا

أثارت تصريحات مسؤولين دُوليين بشأن تعيين مبعُوث أممي جديد إلى ليبيا الكثير من التساؤلات حول أسباب عدم إيجاد بديل للمبعوث الأممي غسان سلامة الذي استقال من منصبه قبل خمسة أشهر تقريبا.

ووجه السفير الألماني لدى الأمم المُتحدة، كريستوف هويسجن، الخميس، أصابع الاتهام لأمريكا، وقال إنها “لا يجب أن تمنع الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتيريش من تعيين مبعوث جديد للمُنظمة الدولية في ليبيا ليحل محل غسان سلامة.

وقال هويسجن “كانت هناك تساؤلات أثارها شركاؤنا الأميركيون فيما يتعلق بهيكل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. نعتقد أنه يمكن مناقشة ذلك، ولكن.. يجب على الولايات المتحدة ألا تمنع الأمين العام من تعيين شخص يحل محل غسان سلامة”.

المبعوث الأممي سلامة، الذي رأس بعثة الأمم المتحدة وكان مكلفا بمحاولة التوسط في اتفاق سلام، استقال بسبب تفاقم الضغوط وفشل مساعيه الرامية لإحلال السلام في البلد الذي لا يزال يعاني من انقسام ونزاعات مُسلحة وانعدام الاستقرار الأمني واقتصاد مُتدهور.

وكشفت تقارير إعلامية أن واشنطن فرضت تعيين ستيفاني ويليامز، مبعوثة أممية بالنيابة إلى ليبيا بعد عمليات التشويش على المبعوث السابق غسان سلامة بعد أن مارست عليه ضغوطا شديدة دفعته إلى ترك المنصب والاستقالة.

وتُضاف هذه التصريحات إلى أخرى أدلى بها مُنذُ شهر وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم، قال فيها إن صراع مصالح في مجلس الأمن، هو من تسبب في عرقلة وزير الشؤون الخارجية الأسبق رمطان لعمامرة، كمبعوث أممي جديد إلى ليبيا.

وقال “بوقادوم” في تصريحات صحفية من العاصمة الجزائر: إن “تعيين (لعمامرة) كمبعوث أممي بليبيا عارضته ضغوطات وصراع مصالح بمجلس الأمن الدولي بعد عرض هذا القرار على 15 عضوا بمجلس الأمن.

وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، كان قد اتهم في تصريحات سابقة له، أن الولايات المُتحدة الأمريكية قامت بمحاولة عرقلة تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا.

وقال لافروف، الأربعاء الماضي، في تصريح له عقب مؤتمر افتراضي عقده مع نُظرائه من دول جُمهورية الكونغو ومصر وجنوب إفريقيا، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “تاس” الروسية، موضحا أن”الإجراءات الأمريكية تُعطي انطباعا عن مُحاولات التدخل في تعيين ممثل خاص جديد للأمم المتحدة في ليبيا”.

وأضاف أنه: “مضى نصف عام بالفعل ولم يستطع الأمين العام للأمم المتحدة تعيين مبعوث خاص جديد في ليبيا. فقد تم ترشيح وزير خارجية الجزائر ورئيس وزارة خارجية غانا السابق، إلا أن واشنطن رفضت دعمهما”، لافتا إلى أن الأمريكيين يُحاولون تهميش الأمين العام السيد أنطونيو غوتيريش”.

وأعلن الدبلوماسي الجزائري، رمطان لعمامرة، قُبول الاقتراح الذي قدمه له الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مارس / آذار لمنصب ممثل خاص ورئيس بعثة دعم المنظمة في ليبيا، غير أنه وبتاريخ 20 مايو/ أيار الماضي، أعلن سحب قبوله الاقتراح.

وفقا لـ”لعمامرة” فإن المُشاورات التي يقوم بها غوتيريش، لم تحظ بإجماع مجلس الأمن وغيره من الفاعلين، وهو إجماع ضروري لإنجاح مُهمة السلم والمُصالحة الوطنية في ليبيا.

وكان لعمامرة وسيطا في العديد من النزاعات الإفريقية ولا سيما في ليبيريا، تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

واقترحت الولايات المُتحدة الأمريكية أن تكون رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة هيلي ثورنينج شميت مبعوثا خاصا، في وقت كشفت تقارير إعلامية أنها انسحبت من نفسها، وتتطلع واشنطن الآن إلى مرشح جديد.

متابعون للشأن الليبي يرون أن تأخر تعيين مبعوث أممي جديد يعرقل تطويق الأزمة ويعيق مساعي التوصل لحل سياسي يُرضي جميع أطراف النزاع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى