موسكو: تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن كوبا “متعجرفة ووقحة”
مرصد مينا- روسيا
استنكرت روسيا تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول آخر مستجدات الوضع في كوبا التي تشهد موجة احتجاجات شعبية لأول مرة منذ العقود الثلاثة الماضية، واصفة إياها بالتصريحات الوقحة:
المتحدثة باسم الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا” قالت في بيان اليوم الخميس، إن الإدارة الأمريكية تبدي “درجة مثيرة للدهشة من العجرفة” بإصرارها على أن التطورات الأخيرة في كوبا جاءت نتيجة لأخطاء حكومة هذا البلد، معتبرة أن “الوقاحة الخاصة التي تبديها واشنطن تكمن في أنها منذ قيام كوبا الثورية تتبع استراتيجية ممنهجة تهدف إلى خنق هذا البلد والتمييز ضد شعبه وتدمير اقتصاده”.
كما ذكّرت “زاخاروفا” بالحصار الاقتصادي والمالي الأمريكي المفروض على كوبا منذ 60 عاما و”سياسة العقوبات غير القانونية إطلاقا والمستمرة إلى ما لا نهاية والتي تشمل السلع الأساسية مثل الأغذية والأدوية” على حد وصفها.
في السياق، تساءلت المتحدثة بشأن كيفية تقييم القرارات المسيسة المتكررة من قبل الولايات المتحدة لإدراج كوبا على قوائم الإرهاب الوطنية، ما يحول دون دمج هذا البلد في العمليات السياسية الدولية.
ولفتت “زاخاروفا” إلى أن واشنطن “تواصل وحتى تشدد هذه الإجراءات التمييزية بحق كوبا في ظروف الجائحة العالمية التي تتطلب المصالحة وتوفير الجهود”، مشددة على أن الولايات المتحدة “تتحدث عن الاحتياجات الإنسانية غير أنها من أجل مصالحها الأنانية الضيقة تدفع الأمور نحو المزيد من التصعيد والمواجهة”.
إلى ذلك، رجحت الدبلوماسية الروسية، أن الإدارة الأمريكية بذلك تلجأ إلى أسلوب سبق أن اختارته مرارا وتكرارا، وهو يكمن في افتعال “ثورات ملونة” بحق أنظمة غير مرهوب فيها، موضحة أن هذا السيناريو يقضي بفرض عقوبات وافتعال مشاكل بشكل مصطنع تؤدي إلى تفاقم الظروف الاقتصادية في دولة، ثم يجري استخدام هذا كأساس لتأجيج التوترات والنزعات المناهضة للحكومة، ثم تحمل واشنطن، عندما تتراكم هذه المشاكل حتى مستوى حرج، حكومة الدولة المسؤولية عنها وتسيئ لأنشطتها وتهيئة الظروف للإطاحة بها.
وأشارت “زاخاروفا” إلى أن الولايات المتحدة في الوقت الحالي تحمل حكومة كوبا المسؤولية عن تردي الأوضاع الاقتصادية على الرغم مما اتخذته السلطات المركزية في البلاد من الإجراءات لدعم الاقتصاد ومساعدة المواطنين، لافتة إلى الادعاءات الأمريكية القاضية بأن هافانا بنفسها ترفض تسلم المساعدات من الولايات المتحدة والمشاركة في الآليات الدولية الخاصة بتوزيع اللقاحات وتنتهج بشكل عام سياسة مناهضة للشعب.
وقالت المتحدثة إن الأمريكيين كالعادة يلتزمون الصمت إزاء تصرفاتهم التخريبية ومصالحها الأنانية في هذه المسألة، وتساءلت: “أين كانت اهتمامهم بالقيم الإنسانية والتعددية السياسية والحريات الديمقراطية عندما تم شن حملة اعتقالات في عموم أمريكا بحق المشاركين في اقتحام الكابيتول في السادس من يناير والذين يواجهون الآن تهمة “الإرهاب الداخلي” والعقاب الجنائي بسبب آرائهم السياسية المختلفة.”
المتحدثة وصفت تصرفات واشنطن إزاء كوبا بأنها “مسرحية سياسية جديدة ومثال لازدواجية المعايير المتجذرة لدى الأمريكيين مع التطبيق الانتقائي للمعايير القانونية والتفسير المتحيز والتمييزي لأحداث مماثلة أو مشابهة”.
وشددت زاخاروفا على أن موقف موسكو إزاء مثل هذه التقييمات ثابت ومعروف، داعية واشنطن إلى “تبني مواقف موضوعية والتخلي عن النفاق و”القعر المزدوج” في سياساتها والسماح لحكومة كوبا وشعبها حل المشاكل القائمة وتقرير مصيره بنفسه”.
واختتمت بيانها بالقول: “الشيء الوحيد المطلوب من الولايات المتحدة وأتباعها هو عدم التدخل في شؤون دولة ذات سيادة، وإذا كانت واشنطن قلقة في الواقع إزاء الوضع الإنساني في كوبا وترغب في مساعدة الكوبيين فيتعين عليها أن تبدأ بأسلوبها نفسها ورفع الحصار المفروض منذ البداية من قبل المجتمع الدولي بأسره”.