ميليشيا الحوثي تخطف 3 من مهندسي شركة “صافر” النفطية
مرصد مينا – اليمن
قالت شركة “صافر” النفطية، في بيان أمس الأربعاء، إن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران اختطفت 3 من مهندسيها في العاصمة اليمنية صنعاء.
وبحسب بيان الشركة فإن مليشيات الحوثي قطعت طريق سيارة تقل المهندسين “أمين المقطري” و”جبر العداشي”، وقامت باختطافهما، أثناء توجههما من صنعاء إلى حقول الغاز في منطقة “صافر” بمحافظة مأرب شرق البلاد، كما اختطفت أيضا المهندس “محمد فؤاد”، من أمام منزله وسط العاصمة صنعاء.
الشركة اعتبرت في بيانها أن “الاعتداء على شركة صافر الوطنية وموظفيها، هو اعتداء على كل أبناء الشعب اليمني، كون الشركة هي المنتج الوحيد للغاز المنزلي الذي يتم توزيعه على كل أبناء اليمن وبكل أرجائه”.
كما حملت الشركة في بيانها “الجماعة الحوثية” مسؤولية سلامة المختطفين الثلاثة، داعية المنظمات المحلية والدولية، على رأسها الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن “مارتن غريفيث”، إلى التدخل لإنقاذ موظفيها “وإدانة هذه الأعمال الإجرامية”، حسبما جاء في البيان.
يشار الى أن الميليشيات الحوثية تسيطر على الناقلة “صافر”، الخزان النفطي العائم في البحر الأحمر بالقرب من مدينة الحديدة، كما ترفض أي إجراءات لإفراغها.
وتحمل الناقلة صافر “خزان” نفطي يحوي أكثر من مليون برميل من النفط الخام، وسط تحذيرات من وقوع كارثة بيئية في حال تحطمه بسبب عدم خضوعه تقريبا لأي أعمال صيانة منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل خمسة أعوام.
وخلال الأسبوع الماضي أصدرت اللجنة الاقتصادية العليا التابعة لميليشيا الحوثي بيانا، لوحت فيه بتأخير تنفيذ الاتفاق مع الأمم المتحدة بوصول فريق فني إلى ناقلة النفط اليمنية “صافر” المهددة بالانفجار، وتسرب أكثر من 1.1 مليون برميل من الخام المجمد إلى المياه في البحر الأحمر.
وفقا لوكالة “سبأ” اليمنية فإن الميليشيا زعمت في بيانها أنها لم تتلق نسخة من الاتفاق المبرم، منذ موافقتها في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت على وصول الفريق الفني، إذ قالت “منذ ذلك الوقت لم توافنا الأمم المتحدة بنسخة الاتفاق الموقعة من جانبها، وهو ما يُثير التساؤلات حول الأهداف الخفية للصخب الإعلامي وحقيقة مزاعم الحرص على سلامة وأمن البيئة في البحر الأحمر”، مشيرة إلى أن عدم وصول نسخة إليها من الاتفاق كما تزعم “سيتسبب في تأخير تنفيذه حسب ما تم التخطيط له”، فيما وصف بالمماطلة الجديدة والابتزاز السياسي، طالبت الميليشيا الأمم المتحدة بالإفصاح الكامل والشفّاف عن الميزانية المرصودة لتنفيذ الصيانة العاجلة والتقييم الشامل لخزان صافر العائم، وفق البيان.
يشار إلى أن الشركة اليمنية لعمليات الإنتاج والاستكشاف “صافر” جددت قبل أيام تحذيراتها من استمرار التهديد الذي تشكله الناقلة النفطية المتهالكة التابعة لها في البحر الأحمر والتي تحمل اسمها، على الرغم من إخطارها من قبل الأمم المتحدة بقرب وصول فريق فني لمعاينتها وتقديم الصيانة الأولية.
وقالت الشركة في بيان إنها بعد أن أُبلِغَت رسمياً بعمل تقييم وصيانة خفيفة للناقلة خلال الفترة المقبلة، لكنها لم تتلق أي تحديث إلى هذه اللحظة.
مراقبون يتوقعون أن الميليشيا التابعة لإيران تراوغ في هذه القضية، لتحقيق مكاسب سياسية دون أن تلقي بالا لحجم المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها انفجار الناقلة أو تسرب النفط منها.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن فريقها الفني سيصل لتقييم وصيانة الناقلة اليمنية “صافر” أول شباط\ فبراير المقبل أو آخر كانون الثاني\ يناير بحسب ما أفاد به المتحدث باسم الأمين العام “ستيفان دوغاريك”، في وقت سابق.
يذكر أن تقارير دولية أظهرت صوراً حديثة تم التقاطها مؤخراً عبر الأقمار الصناعية تؤكد أن الناقلة العملاقة بدأت بالتحرك من مكانها، مما ينذر بقرب وقوع أكبر كارثة تسرب نفطي على مستوى العالم، ما سيشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلامة البيئية للدول المُطلة على البحر الأحمر، وهو ما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً دون أي تأخير، تجنباً لوقوع الكارثة.