ميليشيا الظل.. “أولياء الدم” تستهدف المصالح الأمريكية في العراق
مرصد مينا – العراق
تبنت مليشيا عراقية موالية لإيران اليوم الثلاثاء، المسؤولية عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل ومحيطه في كردستان العراق.
مليشيا سرايا “أولياء الدم” حديثة الولادة، أعلنت في بيانها: “في تمام الساعة التاسعة و15 دقيقة من مساء الاثنين، تمكن رجالكم في سرايا أولياء الدم من القيام بعملية نوعية ضد الاحتلال الأمريكي في شمالنا الحبيب، حيث اقتربنا من قاعدة الاحتلال (الحرير) في أربيل بمسافة 7 كيلومترات، وتمكنا من توجيه ضربة قاصمة قوامها 24 صاروخا أصابت أهدافها بدقة بعد أن فشلت منظومة CRAM وقذائف الاحتلال من اعتراضها”.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية تفاصيل الهجوم الذي استهدف القاعدة الأمريكية في “أربيل” شمال العراق، لافتاً إلى أن “الهجوم أسفر عن مقتل متعاقد مدني وإصابة 5 أمريكيين من بينهم جندي”.
الكولونيل “واين ماروتو” المتحدث باسم عملية “العزم الصلب” قال عبر “تويتر”: “تؤكد قوة المهام المشتركة العراقية أنه تم إطلاق 14 صاروخا من عيار 107 ملم مع سقوط 3 منها داخل المنطقة الشرقية يوم 15 فبراير في الساعة 21:30 بتوقيت العراق وقتل مقاول مدني واحد (ليس أمريكيا) وأصيب 9 آخرون (8 مقاولين محليين وجندي أمريكي واحد)”.
إلى جانب ذلك، أضاف بيان المليشيات أن “الهجوم أدى إلى أضرار جسيمة بآليات ومخازن وطائرات الاحتلال، وسقوط العديد من الإصابات في صفوف عناصرهم المحتلة، ولن يكون الاحتلال الأمريكي بمأمن من ضرباتنا في أي شبر من الوطن حتى في كردستان التي نعدكم بعمليات نوعية أخرى فيها”.
أولياء الدم..
وعلى مدار الأشهر الماضية، تبنت هذه المليشيا عددا من الهجمات التي استهدفت قوات دولية وبعثات الأمم المتحدة، وكانت أولى عملياتها في سبتمبر/أيلول 2020 باستهداف أرتال الإمدادات الخاصة بالتحالف الدولي في محافظات جنوبي العراق.
وظهرت خلال العام الفائت نحو 10 مجموعات كتلك تبنّت إطلاق صواريخ، لكن مسؤولين عراقيين وأمريكيين أكدوا أنهم يعتبرون تلك المجموعات “واجهة” لمليشيات مسلّحة موالية لإيران على غرار “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق”.
مليشيا سرايا “أولياء الدم” ببيانها في سبتمبر/أيلول الماضي هددت باستهداف مركبات الأمم المتحدة العاملة في العراق، في حال استخدمتها القوات الأمريكية.
ونادرا ما بتم استهدفت أربيل بهجمات، إلا أنه سبق للقوات الإيرانية أن أطلقت في يناير/كانون الثاني 2020 صواريخ بالستية على مطار أربيل، بعد أيام قليلة على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية في مطار بغداد.
المليشيات أكدت في رسالة موجهة إلى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وفق بيان نشر على الإنترنت: “تأكد لدينا يقينا أن قوات الاحتلال الأميركي تستخدم مركبات بعثة الأمم المتحدة في العراق لغرض الانتقال من مكان إلى آخر، تحاشيا لضربات المقاومة الموجهة لجنوده وآلياته”.
وأضاف البيان: “إذ نحترم وجودكم في العراق (بعثة الأمم المتحدة)، فإننا نهيب بكم ألا تكون مركباتكم غطاءً للمحتل، وبعكسه سنضطر إلى ضرب عناصر الاحتلال الأميركي في مركباتكم، وحينها ستُحرق في الشوارع، ونذكركم أن المركبة التي استهدفناها بتاريخ 26 من الشهر الماضي، كانت تقل ضابطا من الـCIA، وكان بإمكاننا إحراقها تماما، لكن أردنا بذلك إيصال رسالة لكم”.
يذكر أن “سرايا أولياء الدم”، مجموعة مسلحة شيعية جديدة غير معروفة سابقا، تبنت في الأيام الماضية بعض الهجمات التي استهدفت أرتال الإمدادات الخاصة بالتحالف الدولي في محافظات جنوبي العراق.
وتتهم الولايات المتحدة ميليشيا حزب الله العراقي وميليشيات أخرى مقربة من إيران، بالوقوف وراء هجمات صاروخية متكررة تستهدف سفارتها في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، وقواعدها العسكرية التي ينتشر فيها جنودها، إلى جانب قوات التحالف الدولي الأخرى.
ويذهب المراقبون إلى تأييد وجهة النظر الأمريكية في أن مثل هذه الميليشيات التي تعمل في الظل ما هي إلا الجزء المخفي من الميليشيات الموالية لإيران في العراق، فيما تسعى إيران وميليشيات الحشد العراقي إلى النأي بنفسها عن مثل هذه الهجمات خشية الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.