fbpx

نائب سوري: لا وجود لبوتين دون الأسد… وأي حديث عن رئيسنا سنمحي قواته من سوريا

 سوريا (مرصد مينا) – شنّ النائب في مجلس «الشعب» التابع للنظام السوري، خالد العبود، هجوماً عنيفاً على روسيا الحليفة، معتبراً هذا الهجوم رداً على بعض الكتابات التي تحدثت عن تحجيم دور الرئيس بشار الأسد في سوريا ومستقبلها، مؤكداً أن «الرئيس لم يعد بحاجة لبوتين كي يدافع عنه أمام أداة الفوضى، أو في هزيمة الارهاب الذي غزى سوريّة» وأن أي حديث عن دوره في المرحلة الانتقالية سنمحي قواته في الساحل السوري.

جاء ذلك خلال منشور طويل له على صفحته الخاصة في الـ«فيسبوك» أمس الخميس، قائلاً: إن «الرئيس الأسد لم يقدم على هذا الأمر إلا بعد أن أعدّ العدّة جيّداً لخارطة حضور حلفائه التقليديين، ونعني بهم (حزب الله) وإيران، والعمل على تثبيت قواعد خرائط ميدانيّة شكّلت بنية تحتيّة رئيسيّة لصدّ العدوان ذاته!!» وأن مجيئ روسيا كانت تحصيل حاصل مقارنة بالإنجازات التي تحققت.

إهانة وتقزيم لبوتين

وتساءل العبود بطريقة تهكمية: ماذا لو غضب الأسد من بوتين؟ مشيراً إلى أن «الروسيّ يدرك جيّداً أنّ الرئيس الأسد حدّد له خطوط حضوره ووجوده، السياسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة، في سوريّة، ويُدرك أكثر أنّ الرئيس الأسد يستند على بنية تحتية رئيسيّة لا يعرف “بوتين” عنها كثيراً، ونعني بها خرائط العلاقات السورية – الايرانية، العسكرية والاقتصادية والسياسيّة، خاصة خارطة الميدان العسكريّة التي تتطوّر شيئاً فشيئاً!!»

وزعم النائب في المجلس السوري، أن «الأسد هو الذي منح بوتين القدرة على أن يكون لاعباً على مستوى الإقليم»، مفسراً ما جرى بأنه «نعم لقد قيّد الرئيس الأسد الوجود الروسيّ في سوريّة، بفضل معادلة سياسيّة طالما أكدنا لكم عليها، وهي: امنع عن عدوك ما يريد… وامنح حليفك ما تريد».

وفي لغة تهديدية واضحة قال العبود: إن «أي عبث بهذا التقييم لن يكون لصالحه»، مقدماً مثالاً على ذلك من خلال «احتمالات لصدام روسي مع الأسد»، تحت ما سماها فرضيات، من «حدوث صدام عسكري ما بين أنصار الأسد والروس، في جبال اللاذقية السورية التي تحوي قاعدة حميميم العسكرية وأخرقه فيها».

الأسد هو المعلم

وقارن النائب بين علاقات الأسد القوية مع إيران، والثانوية مع روسيا، انطلاقاً من خلفيات التدخل العسكري الروسي في سوريا، منذ بداياته، موضحاً أنه «لم يعد بمقدور الرئيس الروسي بوتين، أن يملي شيئاً على الأسد، لماذا لأن بوتين في حاجة ماسة للأسد كي يحافظ على مصالح بلاده، في سوريا وهو ما سعى إليه جاهداً».

وطرح العبود مجموعة من الأسئلة وصفها بالأهم والأخطر، ماذا بمقدور الأسد أن يفعل ببوتين، لو أراد فعلاً أن يفعل به؟ ماذا لو أراد الرئيس الأسد أن يلحق الهزيمة ببوتين، وأن يسحب البساط من تحت قدميه، حتى في أروقة الكرملين؟ ماذا لو أراد أن يحرجه سياسياً في داخل روسيا؟ ماذا لو أراد أن يشطب مجده وانجازاته؟ ثمّ ماذا يمكن أن يبقى لبوتين في روسيا أصلاً؟ ماذا لو أنّه جرّه إلى حربٍ سرّية لم تخطر في باله؟

وكانت النقطة الأخطر التي قالها النائب دون حساب لأحد، تأكيده أنه «في ظلّ هذه الفرضيات التي تبدو لكثيرين أنّها غير واقعية، لكنّها في علم السياسة قائمة» متابعاً أسئلته: ماذا لو أن الاستخبارات السورية فخخت هذه الجبال بعشرات الآلاف من المقاتلين الذين رفعوا شعار مقاومة الاحتلال الروسي، أو بدأوا بعمليات انتقامية من القوات الروسية، نتيجة تدخل روسيا وبوتين تحديداً، في الشؤون الداخلية السورية؟ هل كان بمقدور بوتين بعدها أن يبقى ساعات معدودات في أكبر قاعدة له على شرفة المتوسّط؟

ماذا لو صدقت فرضياته؟

ولم يكتف العبود بالأسئلة والفرضيات الكثيرة التي أطلقها عبر منشور على صفحات التواصل الاجتماعي، والتي اعتبرها رداً على أيّ اقتراح روسي للمرحلة الانتقالية دون الأسد، متسائلاً: ماذا لو خرج الأسد على الشعب السوري، ليقول له بأن بوتين يمارس دور المحتل لبلادنا، وما على السوريين إلا مواجهة هذا المحتل؟ على أن تكون البداية في هذه الحملة على لسان مندوب سوريا في الأمم المتحدة، طارحاً عليها «إننا نعتبر الوجود الروسي في سوريا احتلالاً وسوف نواجهه بكل السبل؟».

تلقى المنشور العديد من التعليقات والتكهنات والتي جاءت معظمها من فئة «الموالين» للنظام، فيما اعتبر البعض هذا الرأي سابقة لأحد الأشخاص المحسوبين على النظام السوري، خاصة وأن برلماني ويحسب على تصريحاته أو كتاباته، في الوقت ذاته توقع آخرون أن يحذف المنشور بعد ساعات من نشره، إلا أنه لحين كتابة هذا التقرير لم يقم «العبود» بذلك.

أخيراً، إن الخلافات بين النظام السوري وموسكو، بدأت تطفو على السطح بوضوح في الفترة الأخيرة؛ وقد يكون الضغط على رامي مخلوف نقطة التحوّل في المواقف، خاصة وأن المشهد لم يظهر بعد على حقيقته فيما إذا كان ابن خال الأسد وعرّاب مشاريعه الاقتصادية محسوباً على روسيا أم إيران، في زيادة الفساد والفشل الذريع للأسد في قيادة البلاد أو نيته في التوجه إلى حلول بعد تسع سنوات من الحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى