fbpx

نتنياهو.. آخر صفاته الراسخة

مرصد مينا

بايدن يسعى لإيقاف الحرب، وتظاهرات الآلاف من الإسرائيليين تنادي بوقفها، أما حركة حماس فلابد أنها تشتغل على وقفها بالرغم من استمرارها في شعاراتها الفضفاضة.

ما تبقى هي موافقة بنيامين نتنياهو، غير أنه مازال يكابر بمواجهة جمهور واسع من الإسرائيليين كما بمواجهة الإدارة الامريكية.

ما الذي يريده الرجل؟

مايريد هو مالايزيد عن تصريحاته السابقة وهي بالحرف”ستظل الحرب مستعرة إلى حين القضاء على الحركة”.

إرادته هذه تعني “جريمة حرب”، أقله هذا ماكتبه جدعون ليفي الكاتب الأشد تأثيراً بالرأي العام الإسرائيلي، فوقف الحرب هو ووفق ليفي “الفرصة الأخيرة لإنقاذ الرهائن” وتجاوزه  سـ “يشكل جريمة حرب” على حد وصف الكاتب.

يقول ليفي في مقاله المنشور أمس، وكان موقع بي بي سي الإخباري قد نقله إلى العربية  إنه عندما “يرفض بنيامين نتنياهو اقتراح الرئيس الأمريكي مساء الجمعة – وهو ما قام به بالفعل – فإن إسرائيل، وليس فقط المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ستضطر إلى إعلانه مجرم حرب”.

يقول الكاتب: “رغم منح بايدن بصيصاً من الأمل بإنهاء الحرب، إلا أن كل يوم سبت يصل هذا الأمل إلى نهايته مع خروج دعاة الحرب من مخابئهم. وذلك أيضاً بالرغم من أن عرض الرئيس الأمريكي يمثل خطة دبلوماسية حكيمة للخروج من الكارثة، وفرصة أخيرة لتتخلى إسرائيل عن الحرب وتقلص خسائرها”.

ويضيف ليفي: “بايدن يريد الخير. أما إسرائيل فلديها نوايا شريرة. بايدن يريد السلام، لكن إسرائيل تريد الحرب. وحتى حماس، في هذه المرحلة، تريد السلام أكثر من إسرائيل”.

كما يرى أيضاً أن “قول لا لبايدن يعني قول نعم لمزيد من إراقة الدماء بالجملة والعبثية للجنود الإسرائيليين، وخاصة لسكان غزة، ونعم لمقتل آخر الرهائن في أسر حماس، ونعم للإبادة الجماعية، ونعم للحرب في الشمال، ونعم لإعلان إسرائيل دولة منبوذة. إذا قال نتنياهو لا لبايدن… فإنه سيقول نعم لكل ما سبق، ومن يؤكد كل ما سبق يجب إدانته كمجرم حرب من قبل بلده، إلا إذا كنا جميعاً مجرمي حرب”.

لكن يعود ليفي ليؤكد أنه ليس على المرء أن ينتظر الرد الرسمي الإسرائيلي بالموافقة على مقترح بايدن، إذ يجد أن “المنشورات التي وزعها الجيش الإسرائيلي يوم السبت في بيت حانون، والتي تدعو النازحين الذين عادوا إلى منازلهم المدمرة للإجلاء مرة أخرى، هي الرد الإسرائيلي الحقيقي على خطة الرئيس بايدن لإنهاء الحرب. كما أنها توضح كيف ستبدو الحرب من الآن فصاعدا: دورة لا نهاية لها من الموت والدمار. بعد رفح نعود إلى البداية، إلى شمال قطاع غزة، كما في لعبة بنك الحظ أو المونوبولي، ولكن بقسوة، ومن هناك جنوباً إلى رفح، عبر أنقاض جباليا، وهكذا، في وحل ملطخ بالدماء”.

سيكون السؤال اللاحق:

ـ ما هي دوافع بنيامين نتنياهو ليخوض كل هذه المجازفة؟

مجازفة في “التمرد” على توجهات الإدارة الامريكية.. مجازفة بمواجهة العدالة الدولية ووصمه بـ “مجرم حرب”، ولاحقاً مواجهته لرأي عام إسرائيلي كان يُعتَقد بـأنه سيُصغي اليه؟

كلها أسئلة ربما تحمل إجابة واحدة:

ـ تدمير الهيكل على من فيه، وتلك قاعدة “هرقلية” ربما متوارثة في الميثولوجيا اليهودية، فمملكة إسرائيل لن تقول سوى بـ :

ـ تدمير الهيكل.

ليس بعيداً أن يحدث هذا، غير أن المؤكد من كل المشكوك فيه أن بنيامين نتنياهو:

ـ مجرم حرب.

تلك آخر صفاته واكثرها رسوخاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى