“نسعى لعلاقات صحية”.. الأردن يخفف حدة خطابه تجاه إيران
مرصد مينا- الأردن
قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، اليوم الأحد، إن بلاده تسعى لعلاقات صحية مع إيران، معتبرا أن “وتيرة التهديدات الإيرانية لدول الجوار تراجعت”.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة “بي بي سي” عربي، قال “الخصاونة” إن بلاده لم تتعامل مع إيران يوما واحدا على أنها مصدر تهديد للأمن القومي.
وأضاف: “الأردن لديه ملاحظات جوهرية وجذرية حول كيفية تعامل إيران مع بعض الملفات الإقليمية، ومع بعض أنماط وأشكال التدخلات في دول شقيقة نعتبر أن منظومة أمنها القومي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي الأردني، ومن ضمنها دول الخليج العربي الشقيقة”.
في السياق، أشار الخصاونة إلى أن “الأردن يسعى للوصول إلى صيغة حوار مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار.. والانفتاح على علاقة صحية للغاية، ولكن على قاعدة الضوابط والأحكام التي قام عليها النظام الدولي المعاصر، والمرتكز على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ووحدتها الترابية ومبادئ حسن الجوار”.
وأوضح أنه “ليس سرا أن التموضع الإيراني بشأن الكثير من الملفات شكل تحديا لبعض الدول الشقيقة في ما يتعلق بممارسة شكل من أشكال النفوذ، الذي لم يخدم بالضرورة استقرار تلك الدول”.
وأردف بأنه “شكل تهديدا لدول شقيقة أخرى، بدلالة أنه كان هناك الكثير من التصريحات العدائية الإيرانية إزاء دول الخليج العربي والتي قلت وتيرتها ونحن سعداء بذلك”.
يشار إلى أن العلاقات الأردنية الإيرانية، شهدت قطيعة استمرّت قرابة العقدين، بعد دعم الأردن للعراق في حربه ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي، وخلال الفترة الماضية، كشفت دوائر حكومية عراقية عن إجراء حوارات في بغداد، بين ممثلين من إيران ومن الأردن، دون تأكيد رسمي من الجانبين.
وقبل أسابيع اتهم العاهل الأردني الملك “عبدالله الثاني” صراحة في مقابلة مع قناة “CNBC” الاقتصادية الجانب الإيراني بـ”زعزعة الاستقرار على حدوده الشمالية”، كما ربط مسؤولون في الجيش الأردني عمل شبكات التهريب بميليشيات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني.
وقال العاهل الأردني، في 24 يونيو الماضي إن “الميليشيات الشيعية في سوريا زادت عمليات تهريب السلاح والمخدرات”، تزامناً مع “تراجع دور روسيا في سوريا” بسبب أزمة أوكرانيا.
وأضاف في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” الأميركية، أن تراجع الدور الروسي في سوريا، أدى كذلك إلى عودة تنظيم داعش إلى الظهور.
وقبل ذلك كان قد حذّر من “تصعيد المشاكل” على حدود بلاده مع سوريا، بسبب زيادة النفوذ الإيراني وتراجع الوجود الروسي.
الجدير بالذكر أن الحدود الأردنية مع سورية تشهد منذ أشهر، زيادة غير مسبوقة في عمليات تهريب المخدرات، وأدت عدة مرات لاشتباكات بين حرس حدود الأردن والمهربين.