fbpx

نهر لا يرى الضوء تحت أكبر جزيرة

الأنهار هي شرايين الأرض الحية، وسبب الحياة لأقدم الحضارات وأحدثها، لذلك فإن العلماء في بحث دائم عن شرايين الأرض التي توهب لها الحياة.

فقد توصل العلماء  إلى إحتمال وجود واد طويل يحتوي على مياه سائلة تتدفق تحت جزيرة غرينلاند، تلك الجزيرة المتجمدة باتجاه ساحل المحيط الأطلسي، الأمر الذي دفعهم إلى إفتراض أنهم اكتشفوا نهراً جارياً بطول 1600 كيلو متر يتدفق بإنسياب تحت سطح الأرض والطبقة الجليدية.

أصبحت “غرينلاد” محط تركيز متزايد للدراسة العلمية حيث يتطلع الباحثون إلى الكشف عن العالم الخفي تحت الأنهار الجليدية للأرض، وتداعيات تغيير مستويات الجليد على مستقبل كوكب الأرض.

وقد أطلق الباحثون على النهر أو الممر المائي المحتمل اسم “النهر المظلم” لأن جزءاً كبيراً من مساره سيكون خاليا ًمن الضوء، وقالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد وجود النهر أثناء تقديم نتائج ما توصلوا له في اجتماع للإتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي.

وأضاف الباحثون: “النتائج تتفق مع نظام نهر جليدي طويل نشط حالياً، والذي إذا تم تأكيده من خلال مزيد من عمليات رصد القاع بواسطة أجهزة الرادار والرصد، يمكن أن يكون طول النهر أكثر من 1600 كيلومتر”.

وقالوا “إن النتائج تثير قضايا تتعلق بالحاجة إلى مراقبة وفهم ومحاكاة الهيدرولوجيا القاعدية المعقدة للصفائح الجليدية للأرض”.

وقالت أستاذة علم الجليد في جامعة بريستول “جيما وادهام”، التي لم تشارك في الدراسة لكنها على اطلاع مباشر: “هذا اكتشاف رائع، نعلم من أماكن أخرى حيث الطبقات الجليدية أنه إذا كان هناك ما يكفي من المياه الذائبة ومسار واضح، فمن المحتمل أن تنتقل المياه عبر القنوات السريعة، مثل الأنهار قليلاً، حتى وإن كان الجليد سميكاً جدا”.

وتابعت “وادهام” قائلة: “إن هذا المسار الجيولوجي الذي يمتد مسافة 1600 كيلومتر داخل غرينلاند الجليدية ويصب في مضيق بيترمان الجليدي يعتبر أمراً مثيراً للإهتمام”، مشيرة إلى أن هذا الإكتشاف يمكن أن يساعد الباحثين في المستقبل على فهم أفضل لكيفية إنتقال المواد الموجودة في جليد غرينلاند من النظم الحية إلى البيئة، وهي العملية التي تعرف باسم “الدورة الحيوية الجيولوجية الكيماوية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى