هجوم غير مسبوق: أوكرانيا تضرب قواعد جوية روسية في سيبيريا وتدمر أكثر من 40 طائرة

مرصد مينا

نفذت أوكرانيا، اليوم الأحد، واحدة من أوسع عملياتها العسكرية ضد الأراضي الروسية منذ بداية الحرب، مستهدفة قواعد جوية عسكرية في عمق روسيا، وتحديداً في منطقة سيبيريا، في هجوم وصفته مصادر أمنية أوكرانية بأنه “واسع النطاق” وغير مسبوق.

وأكد مصدر في جهاز الأمن الأوكراني أن العملية، التي شاركت فيها طائرات مسيّرة متطورة، استهدفت قاذفات استراتيجية روسية بعيدة عن الجبهة، وقال إن كييف تمكنت من تدمير أكثر من 40 طائرة حربية خلال الهجوم.

واستهدفت الضربات الجوية أربعة مطارات عسكرية وهي: دياغيليفو، أولينيا، إيفانوفو، وبيلايا، في مناطق مختلفة من روسيا، من بينها منطقة سيبيريا والمناطق القطبية الشمالية.

وبحسب المسؤول الأوكراني، فقد “تنفيذ الهجوم بدقة عالية وبواسطة طائرات بدون طيار”، مشيراً في تصريحات لوكالة “أسوشييتد برس”، إلى أن التحضير للعملية استغرق أكثر من عام ونصف العام، وقد أشرف عليه شخصياً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ووفقاً للمصدر، فإن أحد أبرز الأهداف التي تم ضربها هو مطار أولينيا في منطقة مورمانسك، شمال روسيا، على بُعد نحو 1900 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، فيما تعرض مطار بيلايا في منطقة إيركوتسك بشرق سيبيريا لحريق هائل، نتيجة ضربة مباشرة، على مسافة تفوق 4200 كيلومتر من أوكرانيا.

وتم تداول مقاطع فيديو يُعتقد أنها توثق العملية، حيث تظهر طائرات تحترق وأعمدة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد من إحدى القواعد، إلا أن وكالة الصحافة الفرنسية أشارت إلى أنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة هذه المقاطع.

وفي سياق متصل، أعلن حاكم منطقة إيركوتسك، إيغور كوبزيف، عن وقوع هجوم بطائرة مسيّرة استهدف قرية سريدني المجاورة لقاعدة بيلايا، واصفاً إياه بأنه “أول هجوم من هذا النوع في سيبيريا”، وناشد السكان عدم الاستسلام للذعر.

كما أكد أندريه تشيبيس، حاكم منطقة مورمانسك، رصد “مسيّرات معادية” تحلق فوق المنطقة، مشيراً إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الروسية للتصدي لها.

وتشن روسيا هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على الأراضي الأوكرانية بشكل شبه يومي، وتعلن بانتظام إسقاط مسيّرات أوكرانية.

إلا أن هذا الهجوم الأوكراني يعد من أعمق الضربات التي تستهدف البنية التحتية الجوية الروسية داخل البلاد منذ اندلاع الحرب في عام 2022.

وأوضح المصدر الأمني الأوكراني أن القاذفات التي تم تدميرها “كانت تستخدم في قصف المدن الأوكرانية ليلاً”، وهو ما يجعل استهدافها ضربة استراتيجية كبيرة لروسيا في سياق الحرب المستمرة.

في موازاة هذا التصعيد العسكري، أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن وفداً أوكرانياً برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف سيتوجه إلى مدينة إسطنبول، الاثنين، لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع الجانب الروسي.

وذكر زيلينسكي في منشور عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي أن الوفد يحمل مواقف واضحة تم تحديدها مسبقاً، موضحاً أن الأولويات الأوكرانية تتمثل في “وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار”، و”إعادة الأسرى”، إلى جانب استعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تتهم كييف موسكو باختطافهم وترحيلهم قسراً إلى روسيا.

ويأتي هذا التصعيد الميداني والدبلوماسي في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام نهاية فبرارير 2022، وسط حالة من انعدام الثقة المتبادلة بين موسكو وكييف، ما يُعرقل تحقيق تقدم ملموس على طاولة المفاوضات، في ظل استمرار الاشتباكات الميدانية وتبادل الاتهامات بين الطرفين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى