هجوم مسلح في باكستان..متمردون يفجرون قطاراً ويحتجزون عشرات الرهائن

مرصد مينا
شهد إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، مساء الثلاثاء، هجوماً مسلحاً عنيفاً استهدف قطار ركاب، حيث أقدم متمردون انفصاليون على تفجير خط السكك الحديدية وإطلاق النار على القطار، مما أسفر عن محاصرته في نفق جبلي ومقتل سائقه متأثراً بجراحه.
كما قام المسلحون باحتجاز عشرات الركاب كرهائن، بينما شنت قوات الأمن عملية عسكرية واسعة باستخدام المروحيات والقوات الخاصة في محاولة لإنقاذهم واستعادة السيطرة على القطار.
وأفادت الشرطة الباكستانية أن عدد الرهائن لم يُحدد بدقة، إلا أن جماعة “جيش تحرير بلوشستان” المسلحة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم وأكدت أنها تحتجز 214 شخصاً، مهددة بإعدامهم في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبها.
وأوضحت الجماعة أنها أطلقت سراح المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن والمواطنين البلوش، بينما لا يزال محتجزاً لديها أفراد من الجيش ومسؤولو أمن كانوا على متن القطار.
وبينما استمرت الاشتباكات العنيفة في المنطقة، تمكنت قوات الأمن حتى الآن من إنقاذ 104 رهائن، فيما نُقل 17 مصاباً إلى المستشفى، وقُتل 16 مسلحاً خلال المواجهات.
ووفقاً لمصدر أمني، فقد قُتل عدد كبير من الأشخاص خلال الهجوم، مشيراً إلى أن القطار كان يقل 425 راكباً، بينهم 80 جندياً.
وأضاف المصدر أن العمليات العسكرية ستستمر حتى القضاء على جميع المهاجمين واستعادة السيطرة الكاملة على القطار والمنطقة المحيطة.
في بيان رسمي، أعلن “جيش تحرير بلوشستان” مسؤوليته عن الهجوم، مؤكداً أنه جاء رداً على ما وصفه بالاختفاء القسري للناشطين والسجناء البلوش.
وطالبت الجماعة بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين خلال 48 ساعة، مهددة بإعدام 10 رهائن فوراً إذا لم تُلبَّ مطالبها، كما توعدت بتصفية جميع الأسرى وتدمير القطار بالكامل إذا استمرت العمليات العسكرية ضدها.
وخلال العملية العسكرية، سُمع دوي انفجار قوي بالقرب من النفق حيث يحتجز المسلحون الرهائن، تبعه تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات الأمن والمتمردين في المنطقة الجبلية الوعرة.
وأكد الجيش الباكستاني استمراره في العملية العسكرية حتى القضاء على “آخر إرهابي”، بينما زعم “جيش تحرير بلوشستان” أنه أسقط طائرة مسيرة وقتل 30 جندياً، وهي ادعاءات لم تؤكدها السلطات الباكستانية بعد.
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أدان الهجوم، مشدداً على أن قوات الأمن تتعامل بحزم مع التهديد الإرهابي.
تأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الهجمات التي ينفذها “جيش تحرير بلوشستان”، الذي يعد أكبر الجماعات الانفصالية المسلحة في البلاد، حيث يخوض صراعاً طويل الأمد مع الحكومة الباكستانية، مستهدفاً الجيش والمصالح الاقتصادية الصينية في المنطقة.