هدوء في بيروت بعد ليلة مواجهات مرعبة
ساد الهدوء العاصمة اللبنانية بيروت، بعد ليلة صاخبة وقوية من المواجهات بين المحتجين اللبنانيين، ومناصرين لحركة أمل ومليشيا حزب الله، باعتبارهما أحد أطراف الطبقة السياسية التي ينادي المتظاهرون بسقوطهم، ورحيلهم عن المشهد السياسي اللبناني.
حيث تمكنت الشرطة اللبنانية وقوى الأمن من السيطرة على الوضع تماماً، وذلك عقب هجوم لأنصار الجماعتين السياسيتين، اللتان تمثلان التوجه الشيعي المدعوم من إيران، والذي يرى غالبية اللبنانيون أنه السبب في إيصال البلاد إلى ما هي عليه، على كافة الأصعدة.
وحاصر العشرات من أنصار “حزب الله” وحركة “أمل” المحتجين اللبنانيين منذ عصر أمس الأربعاء، حيث تجمع المهاجمون في محيط ساحتي الشهداء ورياض الصلح في بيروت في محاولة للدخول واقتحام الساحتين لجهة جسر الرينغ في وسط بيروت، حيث يتجمهر المتظاهرون المطالبون بالإصلاحات وبزوال الطبقة الحاكمة في البلاد.
ويصر المتظاهرون على رحيل كل الطبقة الحاكمة التي تتوازع برأيهم الأعمال السياسية بناء على التشكيل الطائفي والثقل الطائفي في المجتمع، وفق ما حدده اتفاق الطائف الذي أدى إلى إنهاء عقدين من الحرب الأهلية اللبنانية، إذ يرى المتحتجون الغاضبون، أن هذا التوزع للسياسة في لبنان أفضى في البلاد إلى تفضيل الطبقة السياسية مصلحتها الخاصة على المصالح الوطنية، ما أدى بتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان.
كما يعتقد المتظاهرون بأن السياسيات اللاوطنية لبعض الساسة اللبنانيين –بالأخص حزب الله وحركة أمل- قد جعلت من لبنان رهينة لسياسة دول أخرى، وخاصة إيران، التي يعلن قادتها بين الفينة والأخرى أنهم “سيصفون حساباتهم الدولية والسياسية انطلاقاً منها”، ما يجعل الأنظار تتجه لمليشيا حزب الله بالأخص، ومن ثم حركة أمل، حيث ترتبط المجموعتان ارتباطاً وثيقاً ومباشراً بإيران وفق التوجه الطائفي ذاته، الأمر الذي بدأ كل اللبنانيون يدفعون ثمنه، خاصة بعد ما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على شخصيات من حزب الله، وبنوك تابعة له.
كما أن إسرائيل بدأن بضرب أجنحة الحزب في سوريا، وأرسلت تهديداً مباشراً له في الأشهر الماضية، بعدما استهدفت مكتب الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، كل هذا أثار خوف وحفيظة اللبنانيون الذين لا يريدون أن يكونوا دريئة لسياسة الحزب التي تخدم المصالح الإيرانية فقط.