هذا حال لبنان، فخامة رئيس فصامي، ودولة رئيس مكلف لايحميه من كلفه
ـ رئيس اسمه ميشال عون يطالب بعلاقة مع المملكة العربية السعودية لانتشال لبنان من محنته، فيما حليفه حسن نصر الله يقصف مطارات المملكة.
ـ رئيس يقيم تسوية مع سعد الحريري ثم لايلبث أن يحمّل الحريري مسؤولية خراب البلد.
ـ رئيس يشكو من ضعف صلاحياته نتيجة اتفاق الطائف، واتفاق الطائف هو واحد من منتجات “حرب التحرير” التي قام بها فخامة الرئيس وجماعته.
ـ رئيس، يعين قائدًا للجيش ثم يطلق عليه حملة قاتلة.. يجدد لحاكم البنك المركزي رياض سلامة ثم يطلق عليه الحملة ويهاجمه.. يعين رئيسًا لدائرة المناقصات يعقبها بحملة على الرجل.. يعين رئيسًا لمجلس القضاء الأعلى ولا يوقع على التشكيلات القضائية ومن ثم يهاجمه.
ـ رئيس يوم كان في الرابية كان يرفض أن يكون للرئيس وزراء ويوم أصبح في بعبدا بات يبحث عن وزارة له، كل الوزارة له.
ـ رئيس يوم كان خارج لبنان كان حزب الله بالنسبة اليه جيش الفرس الذي جاء ليحتل لبنان، وحين صار رئيسًا بات ذيلاً لحزب الله وحسن نصر الله.
ـ رئيس يوم كان في الرابية كان يهدد جان قهوجي قائد الجيش بعدم مواجهة المتظاهرين من جماعته، ويوم صار ببعبدا ونزل الناس الجوعى الى التظاهر، نعت الناس بالزعران والخونة وطالب الجيش باجتثاثهم، ويوم يسأل:
ـ ماذا فعلت دولتك؟
يجيبهم :
ـ ماخلوني.
كيف “خلوه” يصل الى رئاسة الجمهورية؟ وكيف “خلوه” أن يحظى بأكبر كتلة نيابية؟ وكيف “خلوه” يخطف اكبر عدد من الوزراء وأكبر عدد من التعيينات في الادارات العامة؟ وكيف “خلوه” يستأجر بواخر الكهرباء ليدفع لبنان أضعاف أضعاف ثمن هذه البواخر فيغرق لبنان في ديونه؟
والأهم:
ـ كيف “خلو” صهره الدلّوع يتحكم بمصير بلد يقف على الحافة لتصير الدولة “دولة الصهر”؟
الرئيس الفصامي، المهترئ الذي لم يتبق من عظامه سوى اللعنة على لبنان، يقابله رئيس مكلف اسمه سعد الحريري، كل ميراثه، أبيه، وليس له من ميراث سواه، وقد سقط سعد الحريري بقوة الميليشيات بأيار عام 2008، ثم سقط بقوة التبعية بكانون الأول عام 2009 لحظة معانقته بشار الأسد، وسقط مرة جديدة في كانون الأول 2011 بقوة انقلاب الثلث المعطل، وبعدها أُسقط بالقوة أيضاً في الرياض عام 2017.. وأخيراً سقط بقوة الشارع في تشرين الأول 2019.
وهاهو يسقط بالأمس على يد جبران باسيل، فيستقيل من التكليف برئاسة الحكومة، ليعود البلد إلى الفراغ، ولا أحد يعلم على وجه اليقين، نحو أي طوفان سيمضي، ويحدث هذا يوم اختار من لم يختره، وتحالف مع من لاحليف له، وحطّ قدميه واحدة في الفلاحة وثانية في البور، فمد يده لحزب الله قاتل أبيه، وارتمى في حضن نبيه بري الاسم الثاني لحزب الله، فأضاع تيار المستقبل، الذي بدوره تخلّى عنه كليًا أو جزئيًا، حتى وصل به الأمر لتخلي أقرب حلفائه عنه من مثل نهاد المشنوق وأشرف ريفي، وحتى بهاء الحريري شقيقه وشريكه في وراثة أبيه تخلّى عنه، فبات وحيدًا في مواجهة استحقاقات اكبر من قامته، وخصوم لايردعهم رادع لا أخلاقي ولا وطني، فيما “أصدقائه الأعداء”، لايعرفون لا الشرف ولا كلمة الشرف.
سقط الحريري الابن بضربة جبران الصهر، وكان أحد كتاب الفيس بوك قد كتب:
ينسحب سعد الحريري بمواجهة جبران باسيل، وكأن دانتون انهزم بمواجهة روبسبير.
دلوع عمتو بمواجهة دلّوع عمّو.
هذا مآل لبنان، بلد رشيد كرامي، وسليم الحص، وكمال جنبلاط، وموسى الصدر، ومعروف سعد، وأنطون سعادة، وغسان تويني، ويوحنا مارون الاول، ويوحنا مارون الثاني.. بلد الرحابنة وزكي ناصيف وفيلمون وهبي وخليل حاوي وجبران خليل جبران.. لك بلد جورجينا رزق أعظم إبداعات الله وقد اختبر فيها ألوهيته ونجح بلا منافس.
بلد الفينيق يسقط على يد الابن الذي لم يعرف كيف يدير إرثه، والصهر الذي عرف كيف يلعب في سرير زوجته.
بلد الفينيق ولم يتبق منه سوى “نيق”.. نيق الصهر والولد..