هل بدأت الحرب البيولوجية ضد واشنطن فعلاً؟
اكتشفت السلطات الأمريكية أن أدمغة دبلوماسيها في كوبا تعرضت لشيء غريب، أثر عليهم وعلى أفراد عائلاتهم.
فيما نشرت المجلة الأكاديمية الأمريكية للطب، أن جامعة “بنسلفانيا” اكتشفت أن أدمغة 40 دبلوماسي أميركي تعرضت لشيء غريب، أثناء تواجدها في كوبا، مما أدى إلى ظهور أعراض سلوكية وعصبية عليهم.
فبين عامي 2016 و2018 ظهرت على دبلوماسين وأفراد عائلاتهم مشكلات صحية تتمثل بفقدان الوزن، والدوار، وقلة تناسق الحركة الجسدية وحركة العيون، إضافة لأعراض توترية مثل الغضب وفقدان التركيز، وتراجع في مستوى الإدارك.
كوبا نفت علاقتها وعلمها بالأمر، كما أن حكومة واشنطن لم تفرج عن المعلومات والحقائق التي توصلت لها، باستثناء ملخص خجول عن دراسة قامت بها جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل واشنطن على معالجة دبلوماسيها وعائلاتهم، البعض تعافي والبعض الآخر ما زال بحاجة للتأهيل .
تعهدت جامعة بنسلفانيا بالعلاج الذي كان في مركز مخصص لمعالجة الصدمات الدماغية، حيث شاركت هيئة طبية كاملة برحلة العلاج، بترحيب من وزارة الخارجية الأمريكية.
والحرب البيولوجية هي حرب جرثومية أو الحرب الميكروبية، هي الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات أو غيرها من الكائنات الحية الدقيقة وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات، وسبل مقاومة هذه الأوبئة ومسبباتها.
ويطلق البعض على هذا النوع من الحروب اسم الحرب البكتيرية، أو الحرب الجرثومية، غير أن تعبير الحرب البيولوجية أكثر دقة لشموليته.
والاستخدام المتعمد للعوامل البيولوجية في الحروب قديم جداً، إذ كثيرا ما لجأ المحاربون القدماء إلى تسميم مياه الشرب والنبيذ والمأكولات، وإلقاء جثث المصابين بالأوبئة في معسكرات أعدائهم.
ولقد استمر اللجوء إلى هذه العوامل حتى القرن العشرين، حيث استخدمها البريطانيون والأمريكان في جنوب شرقي آسيا لتدمير المحاصيل والغابات التي توفر ملجأ لقوات العصابات.
وفي أحدث هجوم بيلوجي علني تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية، كانت في أعقاب هجمات أيلول 2011، حيث وصلت “الجمرة الخبيثة” إلى مكاتب في الإدارة الأمريكية، عبر ظروف البريد والطابعات.
وتتنافس أمريكا وروسيا في تطوير الحرب الجرثومية، فيما تكيل الدولتان التهم لبعضهما حول حقيقة انتاج كل منهما في هذا المضمار.
وهناك من يقول أن أميركا استخدمت هذا السلاح في حروب عديدة في بلدن مثل العراق، وأفغانستان، باكستنان، وأذرييجان، وأوزبكستان، كما استخدمت اسرائيل أسلحة بيولوجية ضد الفلسطنيين في حرب 1984.
وتتهم روسيا باستخدام أراضي كانت تابعة يوماً للقيصر، لتطوير الجراثيم التي من المتوقع أن يتم استخدامها في حرب بيولوجية خفية ومتوقعة، لكن روسيا أيضاً ليست بمنأى عن الاتهامات وعن حقيقة كونها رائدة في هذا المجال.
وأكد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في مرات عدة وبمناسبات خاصة، على أن جيوش المستقبل ستحتاج إلى أسلحة تعتمد على الجينات وما يعرف بعلم “النفسية الفيزيائية”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي