هل بديل بشار الأسد موجود فعلاً؟
لفت الصحفي السوري المعارض وائل الخالدي إلى وجود إجراءات أمنية مشددة في محيط منزل رفعت الأسد خوفا من محاولة الانقلاب على بشارالاسد. وقال الخالدي في تغريدة عبر تويتر: تكثيف الحراسة على منزل رفعت الأسد في يعفور قرب دمشق، ومنع أولاده المقيمين بدمشق من زياراته إلا بموافقة أمنية مسبقة ومرافقة ضباط أمن ومحلّلي معلومات.
الخالدي أوضح أن هذه الإجراءات جاءت خشيةً من أن يصدر رفعت الأسد أيّة تعليمات لمؤيديه بالانقلاب الذين يرون فيه رجولة تنقص بشار الأسد ويلقبونه حتى الآن بـ القائد.
وقد زاد في الفترة الأخيرة الحديث عن توسع الصراع في دائرة المقربيين من بشار الأسد. وبحسب مصادر من القصر الجمهوري، فإن هذا الصراع يرتبط في منصب الرئاسة نفسه والحصول على عائدات مخططات الفساد. ومنذ بداية عام 2020 ، ظهر تصاعد بسبب الخطوات غير المدروسة لقيادة البلاد في المجال الاجتماعي والاقتصادي.
وفي السياق طالب عدة نواب في مجلس الشعب، باستقالة “الحكومة السورية” برئاسة حسين عرنوس، وذلك لأنه خلال فترة ولايته لم يحقق أي تقدم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، كما اتهموه بالفساد، وينبغي عليه أن يستقيل.
كما انتقد نواب “مجلس الشعب” بشدة خطاب وزير المالية كنان ياغي، الذي لم يقدم تقارير مالية عن السنوات الثلاث الماضية، ومخالفة المادة 82 من دستور الجمهورية العربية السورية. كما اتهموا الدائرة المقربة من الرئيس السوري في الفساد.
كما تشير مصادر خاصة، إلى أن أسماء الأسد، زوجة رأس النظام السوري، غير راضية عن عمل لونا الشبل في منصب مستشارة رئاسة الجمهورية للشؤون الإعلامية. حيث أن هناك صراعات خطيرة بين النساء تتعلق بحسب مصادر مطلعة بالقضايا السياسية. حتى أن أسماء الأسد عيّنت شخصاً مقربّاً منها وله اتصال مباشر معها ويتبع تعليماتها فقط، متجاوزًا الشبل. حيث أن أسماء الأسد تحاول بكل قوتها إخراج الشبل من دائرة بشار الأسد.
ويشير الخبراء، إلى أن العلاقات في الدائرة المحيطة بـ “بشار الأسد” معقدة للغاية، وقد تراجعت بشكل واضح منذ عام 2020. وهنا نتحدث عن وزير شؤون الرئاسة السوري منصور عزام الذي يبلغ من العمر 61 عامًا من مواليد السويداء. الحاصل على إجازة في الأدب الفرنسي من جامعة دمشق ، ودبلوم في الترجمة، ودبلوم في العلاقات الدولية من المعهد الوطني للإدارة العامة في باريس.
ووفقًا لبعض التقارير، يتمتع منصور عزام باتصالات مباشرة مع العديد من السياسيين في أوروبا، ويتواصل مع ممثلي دوائر الأعمال في بريطانيا وفرنسا.
وفي هذا الصدد أكّد “مصدر خاص” أن عزام جذب الانتباه مرة أخرى في منتصف عام 2021 ، وفي بداية عام 2022 ، كان هناك دليل على أن بعض القوى في أوروبا كانت تضع عليه مصلحة خاصة في قضية تغيير السلطة في سوريا.
يُنظر إلى عزام على أنه سياسي موالٍ لفرنسا وقادر على منح باريس معاملة الدولة الأكثر تفضيلاً في سوريا. حيث يهتم رجال الأعمال الفرنسيون بشكل خاص بالموانئ السورية.
منصور عزام ، الذي لم يظهر نفسه في الساحة السياسية، قد يستخدم قريباً ليقود حركة معارضة، كما يعتقد مطّلعون، وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد ، يمكن لنظام الأسد اليوم التخلص من أي سياسي لديه الإرادة والطموح والدعم المالي.
وبحسب مصادر موثوقة فإن عزام، يدرك جيدًا أنه يمكن أن يبقى في ظل رئيسه لفترة طويلة إلى ما لا نهاية. ورياح التغيير يمكن أن تطرد عزام والأسد من المسرح السياسي ، لذلك على الوزير أن يبدأ العمل اليوم وليس الغد. فهو يفهم هذا تماماً ولن يفوت الفرصة.
وفي ربيع عام 2022 ، قد نشهد ظهور لاعبين سياسيين جدد في سوريا ، مما يمثل جولة جديدة من الصراع على السلطة. ويبقى السؤال عن المكان الذي سيأخذه منصور عزام في سوريا، أو أي بديل آخر للأسد.