هل تستعد أميركا لعمل ما في هرمز؟
ضمن تصاعد حدّة التوتر الأمريكي – الإيراني، وتعاظم المضايقات الإيرانية على تجارة الطاقة العالمية في المضيق هرمز الذي تسيطر عليه الدولة الإيرانية ذات الأطماع التوسعية والسيّادية في الشرق الأوسط، تستمر الولايات المتحدة بتضيق الخناق على طهران ابتداءً من العقوبات الاقتصادية وصولاً إلى فرض العقوبات على وزير الخارجية الإيرني “محمد جواد ظريف” أحد الأعضاء الأساسيين في المجلس القومي الإيراني الأعلى.
وقال وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” خلال زيارته للعاصمة التايلاندية “بانكوك” ضمن فعاليات لقاء موسع بين دول منطقة جنوب شرق آسيا وقوى العالم، اليوم الجمعة 2 آب: ” إن الولايات المتحدة الاميركية ستستمر في تطبيق العقوبات على إيران”.
جاء ذلك بالتزامن مع كشف تقارير أميركية عن تسليح مقاتلات “إف 15” التي تشارك في طلعات جوية فوق هرمز، بذخائر عنقودية نوعية تعمل بالأشعة تحت الحمراء والليزر لتحديد الأهداف وتدميرها بدقة.
وأشارت التقارير الأميركية إلى أن “إف 15 إي” هي مقاتلة ثنائية الدور مصممة لأداء مهام جو – جو، وجو – أرض، وتقوم حالياً بدوريات لضمان التجارة البحرية الحرة والمفتوحة في المنطقة.
كذلك أفاد تقرير لموقع THE WAR ZONE DRIVE، المتخصص في الشؤون العسكرية، بأن هذه الأسلحة قد تكون مفيدة لضرب قوارب صغيرة، كالتي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني.
وتعزز الانتشار العسكري الأميركي في المضيق النفطي في أيار الماضي، بعدما أدرجت أميركا الحرس الثوري الإيراني على لائحتها المختصة بالمنظمات الإرهابية، وقتها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نشر حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” وقطعاً خربية تشمل قاذفات، باعتبار وجود تهديد إيراني حقيقي.
كما أرسلت الولايات المتحدة نهاية أيارالماضي، 1500 جندي، بالإضافة إلى طائرات استطلاع وسرب من المقاتلات وحاملة طائرات وبطارية صواريخ “باتريوت” إلى المنطقة.
وتتفوق أميركا بطبيعة الحال على إيران عسكرياً في المضيق الخليجي، فالتفوّق العسكري الأميركي يتمثل بالأسطول الخامس في البحرين، وعدد من القواعد في المنطقة، وحاملات الطائرات، ودعم حلفاء واشنطن في المنطقة، بينما يعاني النظام الإيراني من عزلة بعدما أرهقته العقوبات الاقتصادية على مرّ سنوات،.
وللنظام الإيراني قدرات عسكرية محدودة، مقارنة بالأميركية، بينها الزوارق السريعة والألغام وصواريخ بر – بحر، بقيادة “الحرس الثوري”، العمود الفقري للقوات العسكرية.
ويقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان لا يتجاوز عرضه 50 كلم ولا يزيد عمقه على 60م، يعتبرالممر البحري الوحيد تقريباً لمنتجات الشرق الأوسط من المحروقات المتجهة إلى أسواق آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، ويمر عبره 35% من النفط العالمي الذي ينتقل بحراً، ففي العام 2018 عبر نحو 21 مليون برميل يوميا مضيق هرمز.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي