هل ستبكي إسرائيل رحيل الأسد؟
نبيل الملحم
“لا تناوش إسرائيل”، كان هذا “أمراً رئاسياً” خفياً نقله حافظ الأسد إلى ابنه بشار، والأب على فراش الموت.
هي معلومة نقلتها “معاريف” الإسرائيلية، وربما فاتها توصيات محتضر لابنه، والتوصية الأبرز “الإبادة، وحدها كفيلة بديمومة سلطتك”، فإن لم يقلها الراحل في احتضاره ربما بعث بها من قبره وقد تحوّل إلى مزار في القرية الساحلية المصابة بلعنته.
ستضيف معاريف:
السلالة ، التي بدأت حكمها في 1970، حرصت على ألا تستفز إسرائيل. فقد تعرضت عائلة الأسد لآلاف الهجمات، وأعمال القصف، وتصفية المفاعل – وباستثناء رد إعلامي سخيف، لم ترد.
غير أنها ونعني “معاريف” لم تنس الإشارة إلى “تدخل العائلة العسكري في دول أخرى، مثل لبنان”، ومع تدخلها ربما اشتغلت على كل ما اتصل بارتكاب الفظائع بدءاً من الاغتيالات وصولاً إلى تعميم تجربتها وابتكاراتها في تكنولوجيا السجون والموت، فطالت قائمة الاغتيالات كل من يمثل ضمير مجموعة لبنانية بدءاً من الطائفة وصولاً إلى 10452 كيلومتر مربع يمتد على الجهات الأريع، فكانت البداية من اغتيال كمال جنبلاط وسليم اللوزي وتداعت حتى طالت المفتي حسن خالد وصولاً لاغتيال رفيق الحريري ولم تتوقف عند اغتيال رفيق الحريري، فقائمة الاغتيالات لايتسعها عامود في صحيفة.
في العودة إلى “معاريف” فالحدود الدولية لإسرائيل مع سوريا، منذ التسوية المرحلية في 1974، كانت الأهدأ ، لم يصطدم الأسد الأب بالجيش الإسرائيلي سوى مرة واحدة؛ في حرب لبنان 1982، في معركة السلطان يعقوب.
لكن حتى هذه المعركة الشاذة، كان الأسد قد خطط لها بدهاء، فتحت غطاء الحرب مع إسرائيل، بعث حافظ الأسد بآلاف الجنود إلى مدينة حماة، حيث ثار مواطنوها ضد النظام السوري. أرادوا الإطاحة بالحاكم الذي تحكم بالملايين. بعد بضعة أيام، أحصيت نحو 20 ألف جثة في المدينة. لم ينتبه العالم للمذبحة الجماعية لأنه كان منشغلاً بحرب لبنان. “قضية حماة” تلقي ضوءاً على المبدأ الآخر الذي تبنته عائلة الأسد. وقد “خاضت العائلة معركة بقاء متواصلة وعديمة الآثار المليئة بحملات الإبادة الجماعية داخل أراضي الدولة”.
تحوّلات اليوم، وتنظيف سوريا من لعنة آل الأسد، ستبدو مقلقة لإسرائيل وهاهي “معاريف تتساءل “لا يمكن بعد معرفة إذا كان انتصار الـ 18 جماعة من الثوار الذين احتلوا سوريا، بمن فيهم إسلاميون وجهاديون، هو بشرى طيبة أم سيئة للعالم وللشرق الأوسط. ولكن يمكن الآن ملاحظة تواصل مسيرة بدأت في بداية سنوات الألفين – سقوط الطغاة العرب، بداية من صدام حسين في العراق، ثم القذافي ليبيا، والآن الأسد في سوريا”.
في نهاية الأمر، قامت إسرائيل بالضربة الاستباقية لتحسن مكانتها الاستراتيجية عقب التغييرات في سوريا. وهذا يتجاوز كثيراً الاستيلاء على جبل الشيخ السوري. فالداعمتان الأساسيتان لسوريا، إيران وروسيا، تختفيان مؤقتاً من الساحة وتحسنان قدرة إسرائيل على التحكم في المنطقة.
ومع ذلك تختم “معاريف بالقول:”ليس مستبعداً أن نبكي على رحيل الأسد”.