هنا “كركوك”.. داعش ترحب بكم
أعدادهم “لا تزال جزءا صغيرا مقارنة بما كانت عليه عندما حكمت الخلافة مساحات شاسعة من العراق وسوريا”.
هذا ما يقوله تقرير للغارديان، غير أن التقرير سيضيف: ” ولأنهم غير قادرين على السيطرة على الأراضي في مواجهة القوات الحكومية الأكثر تفوقا، فقد لجأوا إلى نمط حياة يشبه الرحل، وفقا لزعماء القبائل المحلية وضباط المخابرات”.
هذا الكلام، يصف ما آلت إليه أحوال تنظيم “داعش” آنيًا، دون نسيان توقع عودتهم إلى العراق، وبكامل عتادهم، فالجماعة ومع استنزاف مواردهم المالية بشدة، يبحثون عن مأوى في الجبال والوديان ويتحركون باستمرار حتى يتم حشد الموارد الكافية والرجال لتنظيم عودتهم.
المنطقة التي يتحركون فيها مثلث من الأرض بين كركوك في الشمال وبيجي في الغرب وسامراء في الجنوب، مايعني أنهم يتحركون في وسط العراق، في منطقة تربط التلال والجبال في الشرق وهي مكان مثالي للاختباء، إذ أن الصحاري في الغرب من شأنها أن تؤدي إلى سوريا.
الأهم في تقرير الغارديان تلك الخلاصة:
ـ “إنهم لن يتركوا هذه المنطقة أبدا”.
أحد زعماء القبائل الذين قاتل رجاله ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة يقول للغارديان، إنه على الرغم من أن أعداد المسلحين صغيرة في الوقت الحالي، إلا أنهم “يعملون على إعادة تهيئة الظروف التي سمحت لهم بالسيطرة على المنطقة”. ويتابع أنه “إذا تم تركهم دون رادع، فسيتمكنون قريبا من التنظيم وإعادة التجمع”.
أكثر من ذلك يضيف الزعيم القبلي: “داعش الآن في نفس وضع القاعدة بعد هزيمتها في عام 2009”. ويتابع: “لقد ذهبوا تحت الأرض لإعادة تجميع صفوفهم وتنظيمها؛ لقد استغرق الأمر منهم أقل من ثلاث سنوات ليعودوا أقوى”.
الأهم هو أن “الظروف نفسها التي سمحت للتنظيم بالتلاعب بالغضب المحلي وحشد الدعم لا تزال قائمة”.
التلاعب سيكون سهلاً لماذا؟
ـ الثقة في الحكومة قليلة إلى معدومة، وتُعاقب المجتمعات المحلية بشكل جماعي ويعامل أفرادها كمتعاطفين مع داعش حتى تثبت براءتهم.
هذا يعني مزيدًا من الاحتقان الشعبي، وكلما زاد الاحتقان، فالاستثمار متاح لداعش التي تنطلق من يأس الناس وتتغذى عليه.
في الوقائع فالقوات الخاصة العراقية توقفت على مشارف قرية صغيرة أشارت تقارير استخباراتية إلى أن نائب حاكم المنطقة، محمد دهام، جاء منها، وكان المقدم إيهاب جليل، الذي يدير العملية، قد بدأ باستجواب الرجال الذين يسكنون المنطقة عن مكان وجود النائب المحافظ وعن تفاصيل عن مقاتلي الدولة الاسلامية. كما سألهم إن كانوا يقدمون الخبز لجنود التنظيم، فقال أحدهم بحسب ما نقلت عنه الغارديان: “بالطبع يريدون الطعام ويأخذون ما يريدون بقوة. أقسم بالله أننا تعبنا وسئمنا. الدولة [داعش] تأتي كل ليلة والحكومة لا تفعل شيئا”.
قالت الصحيفة إن المقدم اعترف أنه يستطيع فهم خوف الرجل وقال “جميعهم يعرفون نائب المحافظ وكلهم يعرفونه جيدا – فكيف لا وهم من القرية نفسها؟ لكن في الوقت نفسه، لا أحد يريد أن يُرى وهو يتحدث إلينا، لأنهم ما زالوا يخشون داعش ولديهم الحق في ذلك – نحن هنا لبضع ساعات ونغادر”.
وأضاف المقدم للصحيفة إن “جزءا من المشكلة يكمن في قوات الأمن المحلية التي جلست خلف أسوار عالية في موقع محصن فوق التلال، تاركة القرى والحقول دون حماية”. وأضاف: “السكان المحليون محاصرون”. وتابع: “عليهم التعامل معهم [داعش] لأنه ليس لديهم قوات أمنية لحمايتهم”.
ثم اتجهت القافلة بحسب الغارديان، نحو سلسلة من القنوات والخنادق التي كان التنظيم يستخدمها كمأوى مؤقت. عند وصولها إلى الموقع المستهدف في فترة ما بعد الظهر، شكلت قافلة عربات الهمفي قوسا يواجه شبكة من قنوات الري وقنوات الترشيح حيث نمى قصب يبلغ ارتفاعه أمتار.
ومشطت مروحيتان تابعتان للقوات الخاصة المناطق المستهدفة في حال رؤيتها لأي تحرك، لكن دون جدوى.
جليل يقول للغارديان: “في الواقع، يبدو الأمر أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش”. وبعد البحث في القنوات الأخرى وعدم العثور على أي شيء، تحركت القافلة مرة أخرى نحو قرية مهجورة قريبة حيث أقام الفريق مخيماً ليلياً لاستكمال بحثهم في اليوم التالي.
عراقيون، ممن يتابعون حال العراق اليوم يقولون:
ـ لا تستبعدوا عودة التنظيم ومن بوابة كركوك، كل ما علينا فعله فيما لو حدث هذا أن نقول :
ـ كركوك ترحب بكم.