واشنطن تكشف موعد تفعيل العقوبات الأممية على إيران
مرصد مينا – الولايات المتحدة
كشفت مصادر في الإدارة الأمريكية أن الأمم المتحدة ستعيد تفعيل العقوبات المفروضة على إيران، صباح السبت القادم 19 أيلول، وذلك قبل أسابيع قليلة من انتهاء مدة حظر بيع السلاح المفروض من الأمم المتحدة على طهران، في تشرين الأول المقبل.
وكانت الولايات المتحدة قد فشلت في تمديد الحظر على إيران في مجلس الأمن الدولي، بسبب معارضة عدة دول في مقدمتها روسيا والصين، ما دفعها إلى العمل على إعادة تفعيل آلية “سناب باك”، الخاصة بإعادة فرض العقوبات المنصوص عليها في الاتفاق النووي الموقع بين طهران والغرب.
من جهته، أوضح المبعوث الأميركي الخاص لإيران وفنزويلا، “إليوت أبرامز”، أن العقوبات ستطال أنشطة إيران في مجال تخصيب اليورانيوم وانتاج الصواريخ البالستية، بالإضافة إلى الحد من قدرة أنظمة طهران الصاروخية على تطوير التكنولوجيا النووية، وفرض حظر تسلح غير محدد الأجل، لافتاً إلى أن المزيد من التفاصيل حول العقوبات المرتقبة ستتوضح خلال الأسبوع القادم.
وسبق الولايات المتحدة أن أعلنت عام 2018، انسحابها من الاتفاق النووي، الذي اعتبرته غير كافٍ للحد من طموحات طهران النووية، كما فرضت حزمة من العقوبات الاقتصادية أدت إلى خسارة الاقتصاد الإيراني، ما يصل إلى 50 مليار دولار حتى نهاية العام 2019، بحسب ما أعلنه المبعوث الأمريكي السابق إلى إيران، “براين هوك”.
تعليقاً على تطورات الملف الإيراني والعقوبات المرتقبة، يشير المحلل السياسي، “حميد الله سناني”، إلى أن الولايات المتحدة تركز في سياستها الحالية على إفقار النظام الإيراني، وحرمانه من الاستفادة من أي دعم محتمل يقدم له من روسيا والصين، لافتاً إلى أن الحالة الاقتصادية للنظام الإيراني لن تسمح له بتمويل أي صفقات عسكرية ضخمة ومؤثرة، ما يعني أن رفع الحظر لم يكن سوى تطور معنوي.
إلى جانب ذلك، يلفت “سناني” في تصريحات لمرصد مينا، إلى وجود اختلافات جذرية في طريقة التعاطي الأمريكية مع الملف الإيراني، بين الإدارة الحالية وسابقتها، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس السابق “باراك أوباما” كانت تعتمد على سياسة العصا والجزرة، والتي كانت كفيلة في تمدد إيران بشكل كبير جداً في المنطقة سواء في سوريا أو اليمن أو حتى العراق، في حين تقوم سياسة الإدارة الحالية على الضغط العالي جداً وخنق النظام، إلى جانب حصره في الزاوية.
كما يشير “سناني” إلى أن إدارة “أوباما” كانت تراهن على توريط إيران في مستنقعات الشرق الأوسط الدامية، كحرب استنزاف للقوة الإيرانية مالياً وعسكرياً، لكن تلك السياسة ساهمت عملياً في توسيع نفوذ إيران وساعدت بشكل أو بآخر إلى تحويلها لقوة إقليمية تسيطر على أربع عواصم عربية، معتبراً أن سياسة “ترامب” كانت أكثر نجاحاً في تقليم أظافر إيران بشكل كبير وإعادتها إلى حجمها الإقليمي الطبيعي، خاصة مع اغتيال “قاسم سليماني” مطلع العام الجاري.