وحشية في سجون هيئة تحرير الشام
اتهم مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان “فضل عبد الغني” تنظيم جبهة النصر باتباع سياسة شبيهة بسياسة النظام السوري في التعامل مع ملف المعتقلين، مضيفا في تصريح خاص لموقع “مينا”: “هذه التنظيمات أضافت التطرف الديني الوحشي إلى توحش النظام”.
تصرح “عبد الغني” جاء تعقيباً على تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان حول المختفين قسرياً في سجون هيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً”، لافتاً إلى أن المجتمع السوري الذي طالب بالحرية والديمقراطية هو أكثر من عانى من ممارسات تنظيمي “داعش والنصرة”، مستشهداً بمقتل الناشط السوري “سامر سلوم” الذي قضى في سجون الهيئة منذ أربعة أشهر.
كما اعتبر “عبد الغني” أن ما عجز النظام السوري عن تحقيقه في المناطق المنتفضة؛ تولت هذه التنظيمات تنفيذه، مطالباً بالفصل بين من طالب بالحرية وبين التنظيمات الإرهابية.
الشبكة من جهتها كشفت في تقريرٍ لها عن اعتقال “هيئة تحرير الشام” لما يزيد عن 2000 سوري مختف قسرياً، لافتةً إلى أن الهيئة بذلك تتبع سياسة تخويف وترهيب المدنيين.
في السياق ذاته، أوضحة الشبكة عبر تقريرها إلى أن الهيئة تعتمد في سياستها على اعتقال الناشطين البارزين ليكونوا عبرة لباقي أبناء الشعب، مشيرة إلى أن معدلات الاعتقال في سجون الهيئة قد ارتفعت بشكل ملحوظ بعد سيطرتها على مدينة إدلب.
إلى جانب ذلك، فقد وثق التقرير أن من بين الـ 2000 معتقل لدى الهيئة بين عامي 2012 و 2019 يوجد طفل واحد و59 امرأة، في حين بقي مصير ما يزيد عن 1945 معتقل مجهولاُ، كما لفت التقرير إلى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً بينهم طفل بسبب التعذيب، مقابل تنفيذ 38 حالة إعدام، لافتاً إلى أن معظم الضحايا لم تُسلَّم جثامينهم لأهاليهم.
حالات الاعتقال، وبحسب ما جاء في التقرير لم تتوقف خلال الحملة العسكرية التي شنها النظام على مدينة إدلب خلال الأسابيع الماضية، بل تواصلت وبنفس الوتيرة بالتزامن مع تصاعد مطالبات الأهالي بالكشف عن مصير أبنائهم الذين لازالوا رهن الاعتقال لدى الهيئة، وهو ما جاء في وقت حملة فيه الشبكة العناصر الأمنية لهيئة فتح الشام المسؤولية عن مقتل الناشط سامر السلوم الذي كان معتقلاً لديها.
اتهام الشبكة للهيئة بالمسؤولية عن مقتل “سلوم” استند إلى رواية شقيقه، الذي كشف عن تلقي أسرته خبر إعدامه عبر معتقلين كانوا معه أثناء فترة احتجازه، والذين أكدوا أن السجانين أخبروهم بأن “سلوم” قد أعدم في سجن العقاب، بعد أن اصطحبوه من زنزانته.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي