وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق لبحث العلاقات الأوروبية مع الإدارة الجديدة
مرصد مينا
وصل إلى العاصمة السورية دمشق اليوم الجمعة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في أول زيارة على مستوى رفيع من مسؤولين غربيين منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد قبل أربعة أسابيع.
وتأتي هذه الزيارة ضمن مساعي الاتحاد الأوروبي لدعم الاستقرار السياسي في سوريا ومناقشة مستقبل العلاقات بين الطرفين.
وخلال تصريحات قبيل وصولها، أكدت بيربوك أن هدف الزيارة هو دعم التحول السياسي في سوريا نحو نظام يضمن مشاركة جميع فئات الشعب السوري دون إقصاء، مشددة على ضرورة وضع حد لأي انتهاكات محتملة وضمان العدالة للجميع.
كما عبّرت عن أملها في إعادة بناء مؤسسات الدولة لتكون قادرة على تلبية احتياجات مواطنيها وبسط سيطرتها على كافة أراضيها.
من جانبه، أشار بارو إلى أهمية هذه الخطوة في تمهيد الطريق لعلاقات جديدة قائمة على التعاون والتنمية، معرباً عن استعداد الاتحاد الأوروبي للمساهمة في إعادة الإعمار شريطة التزام القيادة السورية الجديدة بتعهداتها السياسية والإنسانية.
وشدد بارو من مقر السفارة الفرنسية في العاصمة السورية على دعم بلاده لتطلعات السوريين بشأن انتقال سياسي سلمي.
كما أعرب عن أمله بأن تكون سوريا “ذات سيادة ومستقرة وهادئة”. وقال “قبل أقل من شهر، بزغ أمل جديد بفضل تعبئة السوريات والسوريين… أمل أمل حقيقي، لكنه هش”
وفيما يتعلق بالتحديات الأمنية، أكدت الوزيرة بيربوك أن الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب، ولا سيما أنشطة الفصائل المسلحة وعلاقاتها مع الجماعات المتطرفة.
كما دعت إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية لتحقيق الاستقرار المنشود.
الزيارة تناولت أيضاً ملف اللاجئين السوريين، حيث تعيش أعداد كبيرة منهم في أوروبا، وخاصة في ألمانيا. وقد أكدت بيربوك ضرورة توفير الظروف الملائمة لضمان عودتهم الطوعية بأمان إلى وطنهم.
ومن المتوقع أن يقوم الوزيران الأوروبيان بزيارة سجن صيدنايا بالقرب من دمشق، الذي أصبح رمزاً للقمع خلال فترة حكم الأسد، قبل لقائهما مع المسؤولين السوريين.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت سوريا حركة دبلوماسية نشطة، حيث استقبلت العديد من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط النظام السابق، مما ساهم في خروجه من العزلة التي فرضت عليها بعد قمع نظام الأسد للمظاهرات الشعبية في عام 2011.
وكانت فرنسا قد أرسلت في 17 ديسمبرالماضي مبعوثين إلى السلطات السورية الجديدة، كما رفعت علمها فوق سفارتها التي كانت مغلقة منذ عام 2012 في دمشق.
من جانبها، أرسلت ألمانيا – التي أغلقت سفارتها في دمشق منذ 2012 – مبعوثين في اليوم نفسه لإقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية التي تتابع خطواتها الأولى في الحكم بحذر.