وسائل إعلام تركية: للخروج من عزلتها قطر تُرشيّ أنقرة بالمليارات
تركيا (مرصد مينا) – كشفت وسائل إعلام تركية، أن تركيا تعمل على جعل قطر قاعدة ثابتة لقواتها في الخليج العربي، لتستهدف من خلالها أمن دول الخليج التي لا تتقاطع مع مشروعها في إحياء العثمانية الجديدة برداء «إسلامويّ إخوانيّ»، ولتعزيز قبضتها عليها على المدى البعيد، بعد أن تسحب منها مليارات الدولارات.
وقالت الوسائل خلال تعليقها على ما يجري على الساحة الخليجية: إن «قطر لا تستفيد من دروسها، ولن ينفعها محاولاتها بالعودة إلى البيت الخليجي، عبر الوسطاء والتصريحات المتناقضة وأخطاءها المتكررة».
وأوضح موقع «أحوال تركية» في تقرير له، أنه وبسبب وضع كهذا، لم تجد قطر بديلاً من «التشبث بأذيال النظام التركي، والاختباء في عباءة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أمل أن يكون هذا الوضع بديلاً للوضع السياسي المأزوم لقطر».
وكشف التقرير أن دولة قطر قدمت «رشوة لنظام اردوغان، إذ تلقّى البنك المركزي التركي قبل أيّام عشرة مليارات دولار من اتفاق مبادلة عملة أبرمه مع قطر في وقت سابق الأسبوع الماضي».
وأعلن البنك المركزي، أنه أبرم اتفاقا لزيادة اتفاقه لمبادلة العملة مع قطر إلى 15 مليار دولار من خمس مليارات دولار، لتسهيل «التجارة الثنائية» بالليرة التركية والريال القطري ودعم الاستقرار المالي في الدولتين.
وفي تعليقهم على المبررات التي قدمها البنك المركزي، أكد محللون اقتصاديون أنّ «العشرة مليارات دولار الإضافية هي بمثابة (قطرة في محيط)، مقارنة باحتياجات تركيا من التمويل الخارجي»، مشيرة إلى أن «الضرر الكبير للسياحة والتجارة، زاد عجز المعاملات الجارية، وأنّ الدعم من قطر يسد فقط ثلث فجوة التمويل تقريباً المتوقّعة لعام 2020».
ورأى التقرير أن تركيا تحاول السيطرة عليها، وأنها «تسعى من أجل تحقيق ذلك إلى محاصرة قطر المعزولة عن محيطها العربيّ والإقليميّ بالاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية، لتعزيز قبضتها عليها على المدى البعيد»، حسب المصدر ذاته.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم الإخوان المسلمين يشكل العمود الفقري لشكل العلاقة القائمة بين أنقره والدوحة؛ فالبلدان يتشاركان الرؤية ذاتها في الشرق الأوسط؛ إذ دعمتا «الإخوان المسلمون» الذين وجدوا في الربيع العربي فرصة للظهور وركوب موجة الاحتجاجات الشعبية التي عمت بعض الدول، وكان الرئيس التركي، قد دافع علناً عن هذه الحركة في شباط/ فبراير 2017، مبرراً موقفه بالتأكيد على أنها «ليست حركة مسلحة، ولكنها في الحقيقة تنظيم أيديولوجي»، حسب تعبيره.
