وفيات غامضة لشخصيات روسية مقربة من بوتين منذ بدء الحرب الأوكرانية
مرصد مينا
سلطت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية الضوء على الوفاة الغامضة للعديد من الشخصيات المقربة من الكرملين منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك في سياق حديثها عن مقتل يفغيني بيروجين.
أولى الوفيات الغامضة كانت وفاة ليونيد شولمان، الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم، وهي شركة روسية معروفة باستخراج ومعالجة ونقل الغاز الطبيعي، وكان هو نفسه رئيس النقل في غازبروم إنفست، التي تدير المشاريع الاستثمارية لشركة الغاز العملاقة.
شولمان البالغ من العمر 60 عاما، توفي في 30 يناير عام 2022، قبل أقل من شهر بقليل من إطلاق بوتين الحرب، وتم العثور على جثته في حمام كوخه، في منطقة سانت بطرسبرغ، وبجانبها “رسالة انتحار”.
وفي 25 فبراير، في اليوم التالي لغزو أوكرانيا، توفي مسؤول تنفيذي ثان في شركة غازبروم فجأة، وهو ألكسندر تيولياكوف، المدير المالي للشركة، إذ تم العثور على الرجل، البالغ من العمر 61 عاما، مشنوقا في مرآبه بالقرب من سان بطرسبرغ.
وبينما كان الأطباء الشرعيون في الموقع لتحليل الحادث، وصلت عدة سيارات كبيرة تابعة لجهاز الأمن في غازبروم، وقاموا بطرد الشرطة وطوقوا مسرح الجريمة، حسب صحيفة نوفايا غازيتا، وهي وسيلة إعلام روسية معارضة. وفي 24 مارس، بدا أن فاسيلي ميلنيكوف، الملياردير الروسي، قد انتحر في شقته في نوفغورود، غرب روسيا.
وعلى عكس الآخرين، تم العثور على جثتي زوجته وطفليه، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات، في مكان قريب طعنا. ثم اتهم بالقتل الثلاثي. ولا يتفق جيرانه وأقاربه الذين قابلتهم صحيفة “كوميرسانت” الروسية اليومية مع هذا الرأي، ويقولون إنهم كانوا عائلة موحدة.
وتقول وسائل إعلام أخرى إن الرجل البالغ من العمر 43 عاما، والذي كان يدير مجموعة ميدسوم للأدوية، كان يعاني من صعوبات مالية كبيرة، ووفقا لموقع Glavred الأوكراني، فقد كانت شركة الملياردير على وشك الانهيار بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.
الظروف الغامضة طالت أيضا وفاة فلاديسلاف أفاييف، نائب الرئيس السابق لشركة غازبروم بنك، أحد أكبر المقرضين الروس المرتبطين بشركة غازبروم، وكان أيضا مسؤولا كبيرا سابقا في في الكرملين ومجلس الدوما. وفي 18 أبريل 2022، تم العثور على الأوليغارشي البالغ من العمر 51 عاما ميتا في شقته في موسكو، بجانب جثتي زوجته الحامل وابنته البالغة من العمر 13 عاما، وعليها آثار الرصاص. وفقا للرواية الرسمية للمحققين الروس، قتل عائلته قبل أن يقتل نفسه، حسب ما ذكرته مجلة “نيوزويك”. ومرة أخرى يقول أحد الجيران للمجلة، إنه لا يصدق ذلك، “لم يكن لديه سبب للقيام بذلك، ربما قتلوا”.
وفي 19 أبريل، تم العثور على سيرغي بروتوسيني (53 عاما) وزوجته وابنته البالغة من العمر 18 عاما ميتين في منزل في منتجع يوريت دي مار في إسبانيا، حيث كانوا يتواجدون لقضاء العطلة. وكان الملياردير الروسي معلقا على شجرة في حديقة فيلته، بينما تم العثور على زوجته وابنته مقتولتين طعنا، وتم العثور على فأس ملطخة بالدماء وسكين في مكان الحادث. واشتبه المحققون في أن رجل الأعمال قتل زوجته وابنته أثناء نومهما ثم انتحر، وفق وسائل إعلام إسبانية.
أما يوري فورونوف فكان رجل أعمال روسي، يبلغ من العمر 61 عاما، ترأس شركة شريكة لمجموعة غازبروم، وتم العثور عليه ميتا في حمام السباحة في مقر إقامته في سانت بطرسبرغ، في 4 يوليو، برصاصة في الرأس. وتم العثور على البندقية في قاع البركة، ولم يتمكن المحققون من تحديد ما إذا كان انتحارا أم اغتيالا، في حين ركز تحقيق اللجنة الروسية على نزاع “مع شركاء تجاريين”، فيما تعتقد أرملته أنه تعرض للخداع من قبل المتعاونين.
وتوفي ألكسندر سوبوتين، وهو مسؤول تنفيذي كبير سابق في مجموعة النفط الروسية لوك أويل، أكبر منتج للنفط في روسيا، في 19 مايو وذهب الشاب، البالغ من العمر 43 عاما، مخمورا إلى ساحر يعرفه يُدعى ماغوا فلوريس في ضواحي موسكو، وشق الساحر جلده لصب سم الضفدع فيه، فأصيب بنوبة قلبية وقيء إثر ذلك، وفق صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.
أما إيفان بيتشورين، 39 عاما، فقد كان مديرا لشركة تنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي الروسية، وتم تكليفه من قبل بوتين لتحسين موارد الطاقة والتعدين في شرق روسيا، لمواجهة العقوبات الدولية منذ الحرب في أوكرانيا.
لكن في 10 سبتمبر، تم العثور على جثته في بحر اليابان، شرق روسيا، وبحسب ما ورد سقط في البحر من مركب شراعي ولم يستطع السباحة، وفق صحيفة ديلي ميل. وتقول وسائل الإعلام الروسية إنه كان مخمورا عندما سقط في الماء.
أما أناتولي جيراشينكو، 72 عاما ، هو خبير وعالم روسي بارز في مجال الطيران، فقد توفي، في 21 سبتمبر، في ظروف مريبة، وفقا لصاحب عمله.
وذكر معهد موسكو في بيان إنه توفي في حادث، وبحسب ما ورد سقط من درج لم يتم تثبيت أجزائه خلال زيارته لموقع بناء، حسبما ذكرت صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس، وهي صحيفة شعبية روسية. وتضيف الصحيفة أن إحدى عينيه كانت ضعيفة.
ديمتري زيلينوف وهو قطب عقارات روسي، وفي حوالي منتصف ليل 9 ديسمبر، بعد عشاء مع الأصدقاء في أنتيب، ورد أنه أصيب بالدوار على الدرج.
وينقل موقع الأخبار الروسي “بازا” أن الرجل، البالغ من العمر 50 عاما، كان يعاني من مشاكل في القلب وخضع لعملية جراحية في الأوعية الدموية قبل وقت قصير من وفاته.
ويحدد مكتب المدعي العام أنه توفي، في 10 ديسمبر، متأثرا بصدمة في الرأس بعد نقله إلى مستشفى باستور في نيس، وفقا لوسائل الإعلام المحلية. ووفقا للصحافة الإيطالية، كان زيلينوف انتقد الغزو الروسي لأوكرانيا.
مجلة “نيوز ويك” تنقل قضية أخرى لمارينا يانكينا، وهي مسؤولة دفاعية روسية، وجدت ميتة بعد سقوطها من نافذة في سان بطرسبرغ، وفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية. وكانت، البالغة من العمر 58 عاما، ترأست قسم الدعم المالي بوزارة الدفاع الروسية في المنطقة العسكرية الغربية في سانت بطرسبرغ. وعثرت الشرطة على جثة يانكينا تحت نوافذ مبنى شاهق في شارع زامشينا في حي كالينينسكي في سا بطرسبرغ.
وذكرت وكالة الأنباء المحلية فونتانكا، أنها كانت تعيش في المبنى الذي سقطت منه، وأن وكالات إنفاذ القانون لم تستبعد أنها انتحرت. أما بافل أنتوف، وهو سياسي روسي انتقد غزو بوتين لأوكرانيا ، فقد عثر عليه ميتا بعد سقوطه من نافذة في الهند، في 25 ديسمبر عام 2022.
وعثر على أنتوف، العضو في حزب روسيا المتحدة الذي يتزعمه بوتين، ملقى في بركة من الدماء خارج فندق ساي انترناشيونال في منطقة راياغادا في ولاية أوديشا الجنوبية، وقال أليكسي إيدامكين، القنصل العام الروسي في مدينة كولكاتا، لوكالة تاس إن أنتوف (65 عاما) “سقط” من نافذة وأنه لا يشتبه في حادث اغتيال.
ونقلت المجلة حالة رافيل ماغانوف أيضا الذي عثر عليه ميتا بعد سقوطه من نافذة مستشفى في موسكو، وماغانوف، هو رئيس شركة النفط الروسية العملاقة “لوك أويل”، ثاني أكبر منتج للنفط في البلاد.
ولا تزال الظروف المحيطة بسقوط الرجل، البالغ من العمر 67 عاما، غير مفهومة، وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أنه “سقط من نافذة في المستشفى المركزي” و “توفي متأثرا بجروح أصيب بها إثر السقوط. ومن غير الواضح سبب تواجد ماغانوف في المستشفى في المقام الأول.
وكان مجلس إدارة “لوك أويل” أصدر بيانا، في مارس عام 2022، أعرب فيه عن “مخاوفه العميقة بشأن الأحداث المأساوية في أوكرانيا”. ودعا البيان إلى “إنهاء النزاع المسلح في أقرب وقت ممكن” من خلال المفاوضات، بحسب موقع الحرة الأمريكي.