وقد اجتاحته النزوات الفلسفية
آخر تجليات الأسد ” لا يمكن أن تصلح الدين، لأن الدين هو الذي يصلِح الإنسان، وليس العكس، لا يمكن للإله والبشر أن يتبادلوا الأدوار، هذا الكلام مستحيل”.
بعد كلام كهذا لابد من شطب مارتن لوثر الألماني واستعادة صكوك الغفران ومحاكم التفتيش.. بعد هذا لابد من إعادة إماتة جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، عبد الرحمن الكواكبي.
حكمة الرئيس هذه لابد وتتحول إلى زغرودة للسيدات القبيسيات، لابد أن تُنهِض يوسف القرضاوي من قبره ليصرخ:
ـ تقدّس سرّك سيدي الرئيس.
كان هذا في احتفال لمناسبة عيد المولد النبوي وقد أحيط بوزير أوقاف سوريا المصاب بالنشوة، ووسط مجموعة كبيرة من السيدات القبيسيات المنتشيات، وفي زمن نهوض ثورة صبايا إيران اللواتي، عانين من بؤس وفساد المؤسسة الدينية وقمعها واشتغالها على إلغاء المرأة ومن ثم “الإنسان” مطلق إنسان.
المتابعون لمسيرة “السيد الرئيس” يعرفون بالتمام والكمال تلك النزوات الفلسفية التي تجتاحه، والمتمثلة في سلسلة من المحاضرات التي تبدأ بـ :
ـ عرّف.
نزوات فلسفية تجعل منه فيلسوفًا خائبًا بين الفلاسفة وسياسيًا خائبًا بين السياسيين في بلاد هي الأحوج اليوم للكلام بالإصلاح الإداري، وبإعادة الإعمار، وبرسم طريق عمل لاستعادة الحياة لبلد تعوزها الطبابة ويعوزها التعليم وتعوزها لقمة الخبز ويعوزها الإفراج عن المساجين وأكثر من هذا وذاك يعوزها الاستقلال الوطني وقد باتت بلاد محتلة بخمسة جيوش، ولم يتبق من جيشها الوطني سوى العصابات.
نزوات فلسفية للسيد الرئيس، ومتى:
يوم صرخ نساء إيران:
ـ الموت للمرشد.
ويوم رفعن أصبعهن الوسطى بوجه “المرشد / الإمام”.