وقد بات فخامة الرئيس
زاوية مينا
هي جمهورية جديدة، هكذا يعتقد معظم اللبنانيون وقد انتقلوا من “جمهورية حزب الله” إلى جمهورية تعِد بـ :
ـ المواطَنَة.
ـ احتكار الدولة للسلاح.
ـ الحياد مع إضافة “الإيجابي”.
ـ الانفتاح على المحيطين العالمي والعربي.
ـ حماية القضاء واستقلالية القاضي عن السياسي وسياسات الابتزاز.
وكلّه يأتي ما بعد تطورات هائلة شهدتها المنطقة وكان لها أن تنعكس على لبنان، أما أبرز تلك التطورات فكانت:
ـ هزيمة المشروع الإيراني ونزع أظافره عن سوريا ولبنان، ومع انهيار هذا المشروع كان لابد من ولادة جديدة، مع الأخذ بالاعتبار أنه ما من ولادة إلاّ ويعقبها مخاض، أما عن المخاض اللبناني فلابد أن عناوينه:
ـ تخلّي بيئة حزب الله الحاملة لمشروعه عنه، ولم يكن هذا التخلي بالأمر السهل، فثمة أربعون عاماً من هيمنة الحزب بسلاحه، وتمويلاته وخطابه الواعد بالخلاص، ومن بعدها وقفت هذه البيئة بمواجهة:
ـ الدمار الهائل وقد شرّد ناسها ورمى بهم إلى الأرصفة والأزقة ومتاهات المكان.
ـ أنهار الدماء التي سفكت دون طائل ولا نتائج سوى المزيد من الفقد والمزيد من الأيتام.
ومن بعد كل هذا وذاك، التخلي الكامل عن ضحايا حزب لم ينصر قضية، فكان الخاسر والمخسِّر لكل قضية رفعها لينزل من شأنها بدءاً من الانتصار لغزة، وصولاً لنصرة عصابة آل الأسد يوم زج بكتائبه في مواجهة الشعب السوري، لتكون النتائج بيعه في سوق من دافع عنه.
لبنان اليوم، قد يصح له أن يحمل تسمية “لبنان الجديد”، ومن حقه هذا بعد أن حقق أول توافق في تاريخه الحديث، أما التوافق فلم يكن ليقتصر على انتخاب رئيس، بل على استعادة “الجمهورية” بما تعني وقد طردت الدويلة من الدولة، وبما تعني سيادة القضاء على قضاء حزب الله وقدره، وبما تعني استعادة المال المنهوب، وبما تعني كذلك كشف السر عن كل مانال وأصاب لبنان من اغتيالات وتفجيرات وتعديات على أرزاق الناس، وكلّه لابد وأن يأتي محمولاً على تراث الجيش اللبناني، وهو الظاهرة التي قلّ مثيلها في جيوش العالم، ذلك أن الجيوش، وفي أنظمة العالم الثالث لم تكن سوى احتياطي الدكتاتوريات، وفي لبنان كان الجيش من حصة الناس، كل الناس، ولم يكن سلاحه يوماً في مواجهة الناس.
هو المؤسسة الوطنية العابرة للطائفة.. وتلك حقيقة.
وهو المؤسسة التي طالما حمت الشارع من فوضى الشارع.
وهو المؤسسة التي طالما اشتغلت على توحيد البلاد يوم وقفت البلاد على مفارق التقسيم والاحتراب الأهلي.
وهو المؤسسة التي اشتغلت على الإعمار يوم ذهبت قوى الأمر الواقع على الخراب.
مبروك للجنرال وقد أودع بزته العسكرية في اليد الأمينة وبات يحمل اسم:
ـ فخامة الرئيس