fbpx

وقد بات مسعود بزشكيان “غورباتشيف طهران”.. هل قرأه حسن نصر الله؟

وقد دخل حزب الله حربه وظهره إلى الحائط، هل أدخل في حساباته أنه بـ “مفرده” بل و “يا وحده”؟

كل القراءات تقول أن ما من حليف لحزب الله:

فـ “حماس” الغارقة لن تسعف غارقاً، فيما بشار الأسد يشتري سلامته ولو على حساب صراخ شعاراته، أما الحوثي فلن يمتد ذراعه ما يزيد عن حرب إعلامية على لسان ناطقه الرسمي يحيى سريع المحمّل بالأوسمة، أما في المعادلة اللبنانية فلا حليف لحزب الله وقد انقسم اللبنانيون إلى معاد للحزب، أو متعايش معه قسرياً كما حال نبيه بري وحركة أمل، ومن يقف في الوسط سيبقى في الوسط مادام الوسط لا يرتب أثماناً على حامله، والأهم من هذا وذاك الحليف الإيراني وقد انتقل من “أحمدي نجاد” و “الموت لأمريكا”، إلى عهدة “مسعود بزشكيان”، الرئيس القادم من جراحة القلب الذي دُفع به إلى الرئاسة الإيرانية ليكون الـ “خيار الآمن” لطهران في اللعبة الدولية بعد إقصاء الشخصيات الإيرانية من ذوي الوزن الثقيل.

سيحضر السؤال الأبرز الآن وهو السؤال المتصل بطهران، ومنه ستتوالد أسئلة من طراز:

ـ هل ستسعف القيادة الإيرانية حزب الله في فتح جبهته على إسرائيل؟

سيتطلب الأمر قراءة ولو بالاختزال لـ “ظاهرة” مسعود بزشكيان وقد أسقط الرجل منذ بيانه الأول يافطة “الموت لأمريكا” كما أسقط “الموت لإسرائيل”، ليكون الشعار الجديد لطهران “الرهان الآمن”، فوفق قراءات الإيرانية وسواها،  لم تكن الأصوات التي صوتت له نابعة من الأمل في الأفضل، بل من الخوف من الأسوأ ليكون فوزه بمثابة إشارة إلى مستوى القلق العام إزاء السياسات المتشددة التي تبناها خصومه، حيث سيمكن نهج بزشكيان الحذر والمتواضع في التعامل مع السياسة من “بقاء طهران على قيد الحياة”، في حين تم إبعاد السياسيين ذوي الوزن الثقيل من الساحة السياسية.

أول تصريحات بزشكيان حال وصوله إلى الرئاسة كان للتلفزيوني الرسمي الإيراني: “سنمد يد الصداقة للجميع، وعلينا أن نستخدم الجميع من أجل تقدم البلاد”.

كان ذلك هو تصريحه الأول دون نسيان أن بزشكيان يتمتع بـ “سمعة الغريب”، حيث ولد في غرب إيران لعائلة من أقلية عرقية، وهو يتحدث اللغة الأذرية، لغة والده التركية، الأمر الذي جعله يحظى بشعبية كبيرة بين المجتمعات التي كانت تطالب في كثير من الأحيان بمزيد من الحكم الذاتي في الدولة التي يهيمن عليها الفرس، ما يعني أن نصفه للمرشد وما تبقّى منه للانقلاب على من “تقدّس سره”.

في سيرته الذاتية عرف عنه انتقاده لحملة القمع المميتة ضد المتظاهرين الذين عارضوا شرعية إعادة انتخاب أحمدي نجاد في عام 2009، فيما توقعت أوساط غربية ومنذ لحظة فوزه بالرئاسة أن يبقي بزشكيان قناة الحوار التي أقيمت مع حكومة إبراهيم رئيسي، مفتوحة مع الولايات المتحدة أولاً وضمناً مع إسرائيل، وعندما توفي رئيسي، كان اثنان من الرؤساء الإصلاحيين السابقين، محمد خاتمي وحسن روحاني، خارج الصورة بالفعل، حيث تم تهميشهما لسنوات من قِبَل المؤسسة المتشددة، كما تم منع علي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق المعتدل، من الترشح، بما يتماشى مع اتجاه خامنئي لتهميش الساسة خارج المعسكر المحافظ.

ومع ذلك، أفلت بزشكيان من “العقاب”، مستفيدا من جهد واضح لحث المزيد من الناخبين على الإدلاء بأصواتهم بعد أن حضر أقل من نصف الناخبين في انتخابات الرئاسة في عام 2021 وانتخابات البرلمان في مارس من هذا العام، حيث أرسل انخفاض الإقبال وموجة الاحتجاجات في عام 2022، رسالة مفادها أن غالبية الإيرانيين يرفضون النظام الآن.

بزشكيان كان قد قدم نفسه في هذه الانتخابات باعتباره “الترياق لعودة المتشددين”، وكان بذلك يلعب عليهم، متجنّباً المواجهة معهم، بل ربما اشتغل على مغازلتهم بالكثير من التصريحات، غير أنه والسلطة في يده الآن، بات يشتغل اول ما يشتغل على محو آثار قاسم سليماني، ليصيغ إيران جديدة، هي إيران الأشبه بموسكو غورباتشيف، ومعه لن تهتف إيران “الموت لأمريكا”، أو “الموت لإسرائيل”.

معه ارتفعت لغة “السلام الآن”، وهذا هو الدليل اليوم.. الدليل واضح العبارة.

ـ فليذهب حزب الله إلى جحيمه.

حزب الله يذهب إلى جحيمه ويختطف في رحلته لبنان كل لبنان.

السؤال الآن:

ـ هل قرأ حسن نصر الله سيرة بزشكيان كما ينبغي ليدخل هذه الحرب نجدة لغارق فيغرق في غرقه؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى