fbpx
أخر الأخبار

كيف فرَّ بشار الأسد من دمشق: تفاصيل ليلة السقوط وانهيار النظام

مرصد مينا

بعد مرور نحو أسبوعين على سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى موسكو، لا تزال تتكشف المزيد من المعلومات عن ليلة السقوط وكيفيه هروب الأسد من دمشق بعدما أصبحت المعارضة على مشارف العاصمة.

التفاصيل الجديدة كشفت عن سوء تقدير للأحداث من قبل النظام، حيث بدأ التحضير لخطاب حرب بينما كانت المفاوضات الروسية تُحاك في الخفاء.

تقول المصادر إنه قبل يوم من مغادرته دمشق (7 ديسمبر 2024)، تلقى الأسد سلسلة من الاتصالات من شخصيات بارزة في النظام، بما في ذلك وزير الخارجية بسام صباغ، والمستشارة بثينة شعبان، ورئيسة اتحاد الطلبة دارين سليمان، حيث أكد لهم أن “لا داعي للقلق” وأوضح أن الدعم الروسي قادم وأنهم سيقاتلون لاستعادة المدن.

تلك الاتصالات تزامنت مع التحضير لخطاب حربي كان من المفترض أن يلقيه الأسد في مساء يوم السبت، حيث تم تجهيز المكان لإلقاء الخطاب على قناة “روسيا اليوم”. لكن على الرغم من التأكيدات المتكررة بعدم وجود داعٍ للقلق، فوجئ مستشارو الأسد بحقيقة خطيرة في الساعات التالية.

خطاب حرب ثم الفرار

في المساء نفسه، تم الاتفاق بين الأسد ودارين سليمان على إعداد مسودة للخطاب الحربي، مع تحديد موعد لعرضه في الساعة الثانية عشرة ظهر الأحد.

لكن مع اقتراب ساعة الصفر، تلقى الأسد اتصالاً مفاجئاً من روسيا، يُنذر بضرورة مغادرته دمشق لتجنب إراقة المزيد من الدماء ولحماية المصالح الروسية في البلاد. وبالفعل، في الساعة الثامنة مساء السبت، غادر الأسد مكتبه بشكل مفاجئ.

بينما كان مستشاروه وموظفوه لا يزالون يعتقدون أنه سيلقي خطاب الحرب في اليوم التالي، وصلتهم الصدمة الكبرى عبر وسائل الإعلام: “الأسد هرب”.

الفرار عبر قاعدة حميميم

تؤكد المصادر أنه بعد أن ترك الأسد مكتبه، أخذ معه فقط وزير شؤون الرئاسة منصور عزام ومسؤول الحماية العميد محسن محمد. توجهوا جميعاً إلى قاعدة حميميم الروسية، حيث تم ترتيب رحيل الأسد إلى موسكو.

هذا الهروب المفاجئ ترك مستشاريه في حالة من الصدمة، خاصة بعد أن تسربت الأخبار إلى الصحافة.

زوجة الأسد أيضاً كانت قد طلبت من أحد مساعديها العودة بسرعة من مؤتمر دولي لمساعدتها في ترتيب اجتماع مهم، إلا أنه فوجئ عند وصوله إلى مطار دمشق بأن المطار كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وكانت تلك اللحظات واحدة من أكبر المفاجآت في الأيام الأخيرة للأسد.

الأحداث تتسارع: معركة داخلية في صفوف النظام

في الوقت الذي كان بشار الأسد يهرب، كانت هناك معركة داخلية في مكتب ماهر الأسد، قائد “الفرقة الرابعة” التي كانت مسؤولة عن العمليات العسكرية في دمشق.

ووقع حادث قتل داخل المكتب، حيث تم قتل أحد الضباط برصاص وآخر بقنبلة. وبعد الحادث، فر ماهر الأسد إلى العراق برفقة قادة ميليشيات عراقية.

كما أُمر عناصر “الفرقة الرابعة” بالانسحاب بشكل مفاجئ، وهو ما أضعف قدرة النظام على الصمود في دمشق.

تداعيات الهروب على النظام

أدى تسريب خبر هروب الأسد إلى حالة من الفوضى داخل النظام. في فجر الأحد، تم إصدار أوامر بالانسحاب لعناصر “الحرس الجمهوري” بعدما تأكدوا أن الأسد قد هرب.

وعلى الرغم من أن الحراس كانوا يقومون بمهامهم على أكمل وجه في فحص السيارات، إلا أن الأمر انتهى بانهيار سريع لجميع الوحدات العسكرية داخل دمشق، وهو ما أثر بشكل كبير على قدرة النظام على الاستمرار في السلطة.

ومنذ سقوط نظام الأسد وهروبه إلى موسكو، شهدت سوريا تغييرات كبيرة على الصعيدين السياسي والإقليمي.

وبعد أكثر من 13 عاماً من الحرب الدامية التي اندلعت إثر ثورة شعبية ضد نظام الأسد، أصبحت سوريا اليوم في قلب الأحداث السياسية العالمية، مع تغير جذري في قيادة البلاد وانتقال السلطة إلى المعارضة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى