في عز أزمة كورونا… عودة “الهجرة غير الشرعية” في الجزائر
مرصد مينا _ الجزائر
في عز أزمة كورونا، عادت قواربُ المُهاجرين غير الشرعيين أو ما يُعرفُ بـ “قوارب الموت” إلى الإبحار في عرض البحر المُتوسط باتجاه الضفة الأخرى، حيثُ كشفت السُلطات الإيطالية وُصول 100 مهاجر غير قانوني إلى جزيرة سردينيا الإيطالية التي تبعُدُ عن عنابة (إحدى أكبر مدن الجزائر) مسافة 224,4 ميلاً بحرياً، في وقت تمكن قُوات خفر السواحل من إحباط هجرة 123 شاباً نحو سواحل إيطاليا وإسبانيا.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، في الأسابيع الماضية، مقاطع فيديو لشباب جزائريين من مُختلف الأعمار وُهم على قوارب من صنع تقليدي مُتجهين إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط بينهم نساء وأطفال، غير آبهين بأزمة وباء كورونا التي طالت كل البلدان.
وكشفت السُلطات الإيطالية مُنذُ أيام، أنه تم توقيف مهاجرين غير شرعيين بينهم امرأة كانوا على متن قوارب من صنع تقليدين تم نقلهم إلى مركز استقبال المُهاجرين السريين، تم إخضاعهم لعملية عزل صحي لمُدة 14 يوماً لتفادي إصابتهم بفيروس ” كوفيد 19 “.
كذلك أحبطت قوات خفر السواحل الجزائرية مُحاولات عدة للهجرة غير الشرعية، حيث تم توقيف 123 شاباً كانوا بصدد الإبحار نحو أوروبا، وشملت العملية مُختلف سواحل البلاد من الشرق والوسط والغرب، وتم تقديمهم أمام المصالح الأمنية التي فتحت تحقيقات موسعة للتوصل إلى الجهات التي تقف وراء عودة هذه الظاهرة إلى الواجهة، وأودع المعنيون رهن الحبس المؤقت في انتظار مُثولهم أمام المحكمة.
يحدث هذا في وقت تسعى السُلطة الجديدة في الجزائر جاهدة من أجل دفع عجلة التنمية وحل المشاكل التي تُؤرق الجزائريين، خُصوصا فئة الشباب، بحيث طمأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال آخر مقابلة أجراها بتاريخ 12 يونيو/ حزيران الماضي مع مسؤولي بعض وسائل الإعلام المحلية، الجبهة الاجتماعية وقال إن “حقوقها محفوظة وستلبى بصفة تدريجية”، ودعا الجزائريين إلى التريث لأن عُمر الحُكومة الحالية لا يتعدى خمسة أشهر فقط منها شهران إلى ثلاثة استهلكت في مكافحة فيروس كوفيد 19، وخاطبهم قائلا:”من المنطقي منح الحكومة الوقت الكافي للعُمال وكل ذي حق سيناله”.
وعندما سُئل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، من طرف صحافيين حاوروه في مقر الرئاسة في أواخر يناير/ كانون الأول الماضي، عن الحلول التي يراها مناسبة للقضاء على ظاهرة الهجرة السرية، رد بالقول إنه: “يقترح عقد اتفاقات مع بلدان صديقة تُتيح إرسال شبان إلى أوروبا لفترة أسبوعين على الأقصى تجعل منهم شهودا على صعوبة الحياة في أوروبا”، ودعا تبون الشباب الراغبين في الهجرة إلى عدم تصديق روايات الأمل والحل بحياة أوروبية أفضل.