20 شخصية ألمانية تتهم ميرتس بانتهاك الدستور بعد تصريحاته عن “الأعمال القذرة” لإسرائيل

مرصد مينا
تقدم نحو عشرين شخصية عامة في ألمانيا، بينهم سياسيون وفنانون وكتّاب، أمس الجمعة، بشكوى جنائية ضد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، على خلفية تصريحاته التي أدلى بها خلال قمة مجموعة السبع (G7) الأخيرة، والتي قال فيها إن “إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة نيابة عنا جميعاً”، ما اعتبره مقدمو الشكوى “انتهاكاً للدستور الألماني وتمجيداً لجرائم حرب“.
وجاء في بيان وقّع عليه عدد من الشخصيات العامة، من بينهم الفنان الشهير ديتر هالرڤوردن، والكاتب ألبريشت مولر، إضافة إلى عدد من النواب السابقين، أن تصريحات ميرتس تُعد خرقاً للمادتين 9 و25 و26 من الدستور الألماني، التي تحظر التحريض على الحروب وتدعو إلى الالتزام بالسلم الدولي.
وأشار البيان إلى أن ميرتس، الذي سبق أن شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة “بلاك روك” العالمية للاستثمار، بما في ذلك في قطاع الأسلحة، حاول من خلال تصريحاته تبرير الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي تصاعدت منذ 13 يونيو الجاري بدعم أميركي، واستهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، وأدت إلى اغتيال عدد من القادة والعلماء الإيرانيين.
وأضاف البيان أن استخدام ميرتس لعبارة “العمل القذر” لا يشكّل فقط دعماً لفظياً للهجمات الإسرائيلية، بل ينطوي أيضاً على إسقاطات خطيرة مرتبطة بالمصطلحات النازية.
وأوضح أن العبارة نفسها استُخدمت من قبل الضابط النازي أوغوست هايفنر لتبرير الإعدامات الجماعية التي طالت أكثر من 34 ألف يهودي في موقع بابي يار عام 1942.
وفي تفاصيل الواقعة، سأل مراسل قناة ZDF الألمانية المستشار ميرتس خلال قمة G7 في كندا، عمّا إذا كان يؤيد ما يُوصف بـ”العمل القذر” الذي تقوم به إسرائيل. فأجاب ميرتس قائلاً:”أشكرك على استخدامك لمصطلح العمل القذر. هذا تماماً ما تقوم به إسرائيل نيابة عنا جميعاً. نحن نتأثر بالنظام الإيراني، الذي يجلب الموت والدمار عبر حزب الله، وحماس، وأحداث 7 أكتوبر في إسرائيل. لولا النظام في طهران، لما حدث ذلك. كما أنهم يزوّدون روسيا بالطائرات المسيّرة. نعم، هذا هو العمل القذر الذي تنفذه إسرائيل هناك”.
وأثار هذا التصريح موجة من الانتقادات الواسعة في الأوساط الحقوقية والسياسية في ألمانيا وخارجها، واعتُبره الموقعون على الشكوى انحيازاً صريحاً لسياسات القصف والتصفية التي تنتهجها إسرائيل ضد إيران، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الجانبين بشكل غير مسبوق.
وتشهد المنطقة تصعيداً خطيراً منذ منتصف يونيو، حيث شنت إسرائيل، سلسلة من الهجمات الواسعة على منشآت نووية وقواعد صاروخية وأهداف عسكرية داخل إيران. وتزامن ذلك مع اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.
من جهتها، ردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه عمق إسرائيل، في أكبر مواجهة مباشرة بين الطرفين.
ويخشى مراقبون من توسع رقعة الصراع، خاصة بعد تسريبات غربية وإسرائيلية عن احتمالية دخول الولايات المتحدة مباشرة إلى جانب إسرائيل في الحرب، وسط تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا فيها طهران إلى “الاستسلام دون شروط”، ولوّح باستهداف المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي.