fbpx

3000 معارض إيراني يتظاهرون وسط لندن-صور

في سعيها الحثيث للعودة إلى بلادها، تحي المعارضة الإيرانية خارج إيران نشاطاتها الممتدة عبر العواصم الأوربية، انطلاقاً من معقلها في دولة ألبانيا، حيث أنشأت فيها مخيم أشبه بمدينة صغيرة لها، حمل اسم “أشرف الثالث” كقاعدة لـ “مجاهدي خلق” المعارضة للنظام الإيراني، حيث أحيت فيها زعمية المعارضة الإيرانية “مريم رجوي” التجمع السنوي للمعارضة الإيرانية امتد على مدار 5 أيام.

تظاهر أمس السبت 27 تموز الحالي، 3000 معارض إيراني في العاصمة البريطانية، وجاب المتظاهرون شوارع وسط لندن، وطالب المعارضون الإيرانيون المجتمع الدولي؛ بفرض عقوبات شاملة على نظام الملالي، وإدراج الحرس الثوري الإيراني ووزارة الامخابرات الإيرانية ومكتب المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي ككيانات إرهابية من قبل المملكة المتحدة.

كما طالب المتظاهرون دعم المجتمع الدولي للمقاومة الإيرانية ورئيستها “مريم رجوي” ولخطتها المؤلفة من 10 نقاط لمستقبل إيران.

ويدعم الاتحاد الأوربي وواشنطن المعارضة الإيرانية لوجستياً، من حيث احتضانها لآلاف المؤيدن لها، ومباركة الأنشطة المدنية التي تقوم بها المعارضة على أراضيها، ما ممكن المعارضة من إنشاء مدينة تحتضن “مجاهدي خلق” في ألبانيا بأوربا الشرقية.

شارك في التظاهرة شخصيات سياسية بريطانية وأوربية، إضافة لقادة الحراك في المعارضة الإيرانية ومن هذه الشخصيات؛ براين بينلي عضو سابق في مجلس العموم البريطاني، دينيس ليستر من نقابة المحامين في إنجلترا وويلز، الدكتور محمد الشيخلي، حقوقي عراقي ومن محامي أشرف، روجرز لينس الرئيس السابق للاتحاد العمالي البريطاني، النائب في مجلس العموم البريطاني الدكتور ماثيو أوفورد.

صرحت الزعيمة الإيرانية المعارضة “مريم رجوي” في خطبة ألقتها أمام أتباعها في لندن، أن النظام الإيراني لا يفهم لغة أخرى غير لغة القوة والتصميم، ودعت بريطانيا وأوروبا إلى الكف عن ما وصفته بـ “دفع فدية للملالي”، لأنها ليست إلا مساعدة في تخفيض العقوبات، “ويجب إدراج الحرس الثوري، وزارة المخابرات وخامنئي ورئيس النظام حسن روحاني في قائمة الإرهاب، وأدعوحكومة المملكة المتحدة الجديدة إلى دعم حقوق الإنسان في إيران والعمل على إرسال وفد تحقيق دولي لزيارة سجون النظام والالتقاء بالسجناء السياسيين ، ولا سيما النساء”.

وأكد النائب البريطاني الدكتور “ماثيو أوفورد” في خطابه أن هذه الكيانات يجب حظرها بالكامل بموجب قانون الإرهاب “اليوم يجب أن يكون ردنا حازمًا ، ومتمسكًا بمبدأ وجوب مساءلة الحرس الثوري ونظام إيران على فظائعهم”.

وأضاف قائلاً: “يجب أن نقول إننا نريد أن نرى تغيير النظام في إيران ، بقيادة السيدة رجوي ، لتحقيق إيران أفضل ونظام حكم أفضل”.

وقال “براين بينلي” العضو السابق في مجلس العموم البريطاني: ” كان هدف الحرية في إيران يضيع بدونكم. ولكن الآن هذا الهدف قائم، وأنا ادعمكم، أنا فخور بأنني انضممت مرة أخرى إلى زملائي لدعم هذه المقاومة”.

وتابع السياسي البريطاني: “هزت الاحتجاجات الشعبية ركائز نظام الملالي ويجب أن ندعم مريم رجوي إذا أردنا ممارسة الضغط على النظام لوضع حد لأعماله الشريرة، إنها تمثل بديلاً قويمًا ضد النظام الإيراني، يعتبر النظام الإيراني هذا البديل تهديدًا كبيرًا لكيانه، وقد اعترف قادة هذا النظام مرارًا وتكرارًا بهذه الحقيقة”.

وأكد “بينلي” دعمه للمعارضة الإيرانية وسعيه لمساعدتها: ” سوف أتخذ جميع التدابير اللازمة لتغيير سياسة الحكومة السابقة في بريطانيا. تلك السياسة التي كانت تخالف معارضة النظام الإيراني الذي لا يحظى بدعم من الشعب الإيراني”.

وعبر “دينيس ليستر” من نقابة المحامين في إنجلترا وويلز، عن دعمه لمطالب المعارضين الإيرانيين قائلاً: “أنا عضوة في رابطة المحامين في إنجلترا وويلز، والذي شاركت برفقة أعضاء آخرين بالرابطة في المظاهرة، نحن ندعمكم نحن ندعم الجالية الإيرانية والمندوبين والبرلمانيين الذين يطالبون بالديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران”.

طالب الدكتور محمد الشيخلي، حقوقي عراقي، مجلس الأمن الدولي بالتحقيق في جرائم النظام الإيراني داخل وخارج إيران: ” يجب على مجلس الأمن الدولي تشكيل محكمة للتحقيق في جرائم هذا النظام بالنسبة للشعب الإيراني والشعب العراقي وشعوب المنطقة، يجب على جميع البلدان اتخاذ تدابير طارئة لمواجهة خطط النظام وتوسيع العقوبات”.

وبرأي الدكتور “الشيخلي” أن الحل يكمن في “يكمن الرد على هذا النظام في دعم مريم رجوي وحركة مجاهدي خلق الإيرانية”.

وأوضح “روجرز لينس” الرئيس السابق للاتحاد العمالي البريطاني، أن النظام الإيراني يلفظ أنفاسه الأخيرة فقال: “نحن هنا لأن نظام الملالي على وشك الانهيار. ارتفاع معدل التضخم والبطالة والاحتجاجات تزداد كل يوم، سيستمر النضال في إيران، المقاومة تحت قيادة المجلس الوطني للمقاومة وبقيادة السيدةرجوي ستتقدم إلى الإمام”.

منظمة مجاهدي الشعب الإيراني أو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ هي أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية، تأسست المنظمة في عام 1965 على أيدي مثقفي إيران من الأكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه، ويعود اسمها (المجاهدين) في إيران إلى عام 1906 حيث استعمل في “الثورة الدستورية” إذ كان يطلق على المناضلين من أجل تحقيق الحرية بالمجاهدين.

وبعد سقوط نظام الشاه أنتج قيام “الثورة الإيرانية” إلى ولادة المنظمة، التي أدت دورًا كبيرًا في الانتصار، بعد أن إعدام نظام الشاه مؤسسيها وعددًا كبيرًا من أعضاء قيادتها، ظهرت خلافات بين المنظمة وبين نظام الحكم الإيراني الجديد.

وصلت بعد عامين ونصف العام من الثورة إلى حد التقاتل بين الجانبين في صراع، في 20 يونيو 1981 أعلنت منظمة مجاهدين خلق عن امخراطها في نضال مسلح ضد جمهورية إيران الإسلامية.
وقال مسعود رجوي في تقرير أنه في المرحلة الأولى، من 1981 إلى 1982، قتل 12,000 شخص، وأعلنت مصادر أنه قُتل أكثر من 16,000 شخص في هجمات عنيفة نفذها مجاهدي خلق منذ عام 1979 وقامت الحكومة الإيرانية ضمن هذا الصراع بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها ولكن المنظمة شدت عزمها على مواصلة نشاطاتها داخل إيران وخارجها حتى إسقاط السلطة الإيرانية الحالية.

وتعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية جزءاً من ائتلاف واسع شامل يسمى بـ “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” الذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، والذي يضم 5 منظمات وأحزاب و550 عضواً بارزاً وشهيرًا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والخبراء والفنانين والمثقفين والعلماء والضباط إضافة إلى قادة ما يسمى بـ “جيش التحرير الوطني الإيراني” الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية والذي كان يتمركز في معسكر أشرف في العراق وتكونت أغلبية قادته من النساء.

تمّ تصنيف الحركة في عام 1997 وفي عهد الرئيس الديمقراطي “بيل كلينتو” ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بسبب تورطها بأعمال إرهابية، وفي عام 2000 اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة عندما أدرج المنظمة ضمن المنظمات الإرهابية التي تحظر نشاطاتها داخل الدول الأوروبية لكن في أيلول 2011 أيّدت أعلى محكمة بالاتحاد الأوروبي قرارًا يرفع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية وفي أيلول 2012 رفعت وزارة الخارجية الأمريكية اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى