لافروف يصفهم بـ الجرح المتقيح وتوافق سعودي – روسي على الحل السياسي في سورية

مينا وكالات: أشادت الرياض وموسكو بتطور العلاقات بين البلدين نتيجة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العاصمة الروسية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأكدتا الرغبة في تطويرها. وفيما شددتا على ضرورة إيجاد حل سياسي للحرب السورية على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 2254، والمحافظة على وحدة الأراضي السورية، برز تباين في الموقف من إيران، إذ فيما دعت روسيا إلى تسوية الوضع بالنسبة إلى الاتفاق النووي الإيراني بالطرق السياسية والديبلوماسية، اعتبر الجبير أن الاتفاق ضعيف، داعياً إلى فرض مزيد من العقوبات على طهران.
ومع تواصل استعدادات النظام السوري، بدعم روسي وإيراني، لشن هجوم على إدلب، آخر أكبر معاقل الفصائل المعارضة التي تحظى بدعم تركيا، قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة مفاجئة لأنقرة حيث استقبله الرئيس رجب طيب اردوغان. في الوقت نفسه، حذر الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش من “الخطر المتنامي لكارثة إنسانية في حال حصول عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب في سورية”، مشدداً في بيان على أن “أي استخدام لأسلحة كيماوية مرفوض تماماً”. كما نفى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أنباء تحدثت عن نشر أنظمة رادار متطورة في الأراضي السورية بهدف “فرض حظر جوي”عليها، لكنه لم يستبعد فرضه في المستقبل.
وكان مؤتمراً صحافياً أعقب اجتماعاً بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير في موسكو ، أجمع الطرفان على ضرورة محاربة الإرهاب بأشكاله، واقتلاع الأيديولوجيات الإرهابية من جذورها. وفيما حض لافروف على ضرورة تسوية الوضع حول الاتفاق النووي الإيراني بوسائل سياسية ديبلوماسية، وقال إن الطرفين تبادلا الآراء في شأن “الوضع المتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)”، أكد الجبير أن “الاتفاق النووي ضعيف، خصوصاً أنه ينتهي عام 2025، ما يشكل خطراً كبيراً على المنطقة”، لافتاً إلى أن “الاتفاق لا يشمل دعم إيران للإرهاب وانتهاك القرارات الأممية التي تتعلق بالصواريخ الباليستية… ونرى أن إيران تستحق فرض المزيد من العقوبات”.
وكان “لافروف” قد شكر السعودية على دورها في توحيد صفوف المعارضة، وقال: “من الضروري مراعاة قرار مجلس الأمن الرقم 2254، خصوصاً في ما يخص مسألة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية”. وشدد على الفصل بين المعارضة التي تهتم بالانضمام إلى العملية السياسية في إدلب، ومسلحي “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام) وغيرها من التنظيمات المماثلة.
وأعرب لافروف عن أمله في “ألا يشجع شركاؤنا الغربيون الاستفزازات، وألا يعرقلوا عملية مكافحة الإرهاب” في إدلب، واصفاً مسلحين في المحافظة بأنهم “خُراج متقيح” يحتاج تطهيراً، وقال: “هذا آخر مرتع للإرهابيين الذين يحاولون الرهان على وضع المنطقة كمنطقة خفض للتصعيد، ويحاولون احتجاز السكان المدنيين كرهائن بشرية”. وأضاف: “لذا، من جميع وجهات النظر، يجب تصفية هذا الخراج المتقيح”.
في غضون ذلك، نقلت وكالة “نوفستوي”الروسية عن ناطق باسم التحالف الدولي قوله إن “التقارير الإعلامية عن الإعداد لإقامة منطقة حظر جوي في سورية “خليط من التحريف والدعاية”، موضحاً أن دول التحالف نشرت أنظمة في شمال شرقي سورية، “كجزء ضروري من جهودها في محاربة تنظيم داعش، لتأمين الحماية الحيوية وتحديد الأهداف لطيران التحالف الذي يدعم مهمة دحر داعش”، و”تخدم تنفيذ هذه المهمة، وتضمن استمرارية دعم هذه الجهود الدولية وتأمينها”.
جاء ذلك رداً على تقرير لصحيفة “يني شفق” التركية التي نقلت عن القائد السابق للجمعية العسكرية في محافظة دير الزور فايز الأسمر إن الولايات المتحدة نشرت 3 أنظمة رادار متطورة في المناطق السورية تل بيدر، وكوباني (عين العرب) وصرين، و13 نظام رادار محمولاً وثابتاً للمراقبة والاستطلاع بهدف فرض حظر جوي على سورية.
إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله أمس إن موسكو تناقش الوضع في إدلب وعفرين مع إيران وتركيا، وكذلك مع الحكومة والمعارضة. وكشف بوغدانوف أن نائب المبعوث الأممي لتسوية الأزمة السورية رمزي عز الدين سيجتمع في موسكو في 4 أيلول (سبتمبر) مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى